تعرف على الخديوى الوحيد الذى عُزل من منصبه مقابل 30 ألف جنيه

عباس حلمى عباس حلمى
 
إيناس كمال

لم تشهد دولة فى العالم مثلما شهدت مصر من مصير حكامها على مدار التاريخ، خاصة التاريخ الحديث، كانت نهاية حكامها سواء ملوك أو رؤساء وسلاطين وخديو، نهايات مأسوية، بين قتل وجنون وعزل، وبخلاف آخر من عُزل من الرؤساء المصريين منذ 4 سنوات، فسبق الأسرة المالكة العلوية أن عُزل أحد أبنائها وهو عباس حلمى الثاني.

وعلى مدار تاريخ مصر الحديث، تعاقب على عرش المحروسة 18 حاكماً ما بين ملك، وخديوي، وسلطان، ورئيس، ورئيس مؤقت، فى فترة امتدت لـ208 أعوام، وإن كانت أطول فترة لحاكم استمرت حوالى 43 عاماً وهى لمحمد علي، مؤسس مصر الحديثة، تلاه حسنى مبارك بحوالى 30 عاماً، فيما كانت أقصر فترة حكم هى 8 أيام، وهى مسجلة باسم صوفى أبو طالب.

كان الخديوى عباس حلمى الثانى المولود فى 14 يوليو 1874 والمتوفى فى 19 ديسمبر 1944، هو خديوى مصر فى الفترة من 8 يناير 1892 إلى عزله فى 19 ديسمبر 1914، وهو سابع من حكم مصر من أسرة محمد علي، وآخر خديوى لمصر والسودان.

تولى عباس حلمى الحكم شاباً وعمره لم يتجاوز 17 عاماً لبلد محتل منذ 10 سنوات، كانت كل الجهات فى إنجلترا عدا الخارجية تطالب بخلعه، وفى 19 ديسمبر 1914 صدر القرار بعزله وجاء فيه:" يعلن وزير الخارجية لدى جلالة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمى باشا خديوى مصر السابق على الانضمام لأعداء جلالة الملك رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوى".

قرار_خلع_الخديوى_عباس
قرار خلع الخديوى عباس

 

ظل الشعب المصرى لفترة طويلة من 1914 إلى 1931 يهتف فى مظاهراته ضد الاستعمار بـ"عباس جاي" كونه رمزا لعودة مصر للحكم العثمانى ونهاية الحكم الإنجليزي؛ لكنه تنازل عن كافة حقوقه فى عرش مصر بعد مفاوضات أجراها معه إسماعيل صدقى باشا مقابل 30000 جنية دفعتها حكومة مصر.

ويرى البعض أنه لعب على حسابات خاطئة، إذ رأى أن الدولة العثمانية تعادى روسيا حليفة إنجلترا، وأنه لو انتصرت الدولة العثمانية فى الحرب فسيعود معها إلى القاهرة رافعًا رايات النصر، ولكن بعد أربع سنوات احتل الإنجليز الشام وخسر العثمانيون الحرب الحرب وتصدعت دولة الخلافة.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر