الكينج والأندرجراوند.. مراسيل النوبة فى الجيل الجديد

الكينج الكينج
 
مصطفى فاروق

100 مليون كل سنة وانت طيب انطلقت من قلوب المصريين اليوم، فور استيقاظهم على ذكرى أسعدت الملايين، بميلاد الملك، وفتح عينيه على الدنيا منذ 62 سنة مضت، ليبقى على مدار ستة عقود متواصلة سببًا من أسباب البهجة، وأحد الأسباب الرئيسى فى الشعور بالفخر فى المجال الفنى بوصلو نجمه للعالمية ومازال متربعًا على عرش النجومية حتى وهو فى سن الأجداد، الكينج حافظ تراث النوبة، والممثل الأول والأوحد لإدخال الفلكلور الجنوبى فى قلوب الملايين بأدائه الساحر للأغانى التى تتسلمها الأجيال عن ظهر قلب.

16665923_965226126940683_586464309127914149_o

وفى ذكرى ميلاد الملك، نبتعد قليلًا عن المواضيع المعتادة عن مشواره الفنى الغنى عن التعريف، ونشير إلى فكرة "الوحي" الذى ألهمه الكينج للأجيال الجديدة من شباب الموسيقيين ممن يقتحمون المجال الموسيقى المصرى بقوة، حاملين رايات التجديد، وشغف التراث النوبى وتقديمه برؤية أكثر عصرية وأقرب لأبناء جيلهم، تحت مسمى "باندات الأندرجراوند"، فيبقى الكينج حيًا لعقود أخرى فى المستقبل، بعدما شرب من نهل عشقه للتراث النوبى عشرات الموسيقيين الشباب ممن كونوا تجارب غنائية مستقلة يمكن تسميتها بفرق نوبية أندرجرواند، نستعرضها سريعًا.

524201706180942404240

بلاك تيما

البداية بالطبع، مع الباند الأسمرانى أبو دم خفيف، وأقرب الفرق الغنائية للأجيال الجديدة من حيث المحتوى الغنائى المختلف، ومن أقوى تجارب الأندرجراوند فى هذا المجال جماهيرية من حيث الحفلات، ثلاثى بلاك تيما، أمير وبحر وعبده، يكفى ذكر "أنا مش فارس ولا فتى أحلام" و"بحار خايف من المشوار" و"ياتشيرت العمر يا أبيض" لتنتابك تنهيدة تلقائية بكلمة "ياااه" لتجدك تعرفهم حتى وإن لم تحضر لهم حفلة من قبل، سمعتهم بالصدفة على قهوة فى وسط البلد، أو سمعت تراك لهم خلال تقليبك على الساوند كلاود، مثلت الفرقة حالة "هوس" اجتاحت مجال المزيكا منذ 13 سنة، بكونها من أوائل التجارب الأندرجرواند فى مر، ولكنها تميزت باتخذاها اللون النوبى فى الأغانى، بإيقاعات موسيقاها التى تجبرك على الرقص على وقعها، فما بالك لو جربت حضور حفلة لايف.

707144-18402218_10155090063225937_7559117838535388341_o

فى جعبة بلاك تيما أكثر من "دستتين" أغانى، وألبومين، الأول "بحار" وحفرت أغنياته فى قلوب الجمهور مثل "مكعب سكر" و"كنا صغار" و"كسر المجنون مرايته"، والثانى "غاوى بنى آدمين" أتى بعد غياب خمس سنوات، وحمل تطورًا فى الناحية الموسيقية، واشتهر بأغنية "عايز واحدة ليس لها ماضي"، و"أخبار أهرام جمهورية" بجانب العديد من الأغانى المنفردة، منها "يلا" الأغنية الدعائية الرسمية لمؤتمر الشباب برعاية الرئيسى السيسى، وتدخل الفرقة حاليًا فى قوقعة التحضير لألبومها الثالث تظهر بشائره بدايات العام المقبل.

524201708061149364936

هاى دام

"هدفنا تقديم روح النوبة القديمة بشكل عصرى مع الاحتفاظ بالأصالة نفسها".. هذه هى الرؤية التى حملتها فرقة "هاى دام" منذ بداية رحلتها الموسيقية منذ 5 سنوات، منطلقة من قلب الإسكندرية، واعتبرت أول باند نوبى إسكندرانى، اختلف عن سائر الباندات فى مجال الأندرجراوند بحفاظها على اللغة والتراث النوبى بشكله الأساسى والتركيز على الأعمال النوبية غير المعروفة للجمهور العادى، وإعادة تقديمها بمزيج موسيقى "يتفهم" حتى وإن لم "تفهم الكلمات نفسها".

346893-19442099_1492901804103413_2646400400646770606_o

السنوات الأولى من عهد هاى دام كانت بمثابة البحث عن الهوية الموسيقية للفرقة، بغعادة هيكلة أعضائها عدة مرات، وسط خلاف بين تقديم التراث الأصيل كما هو، وبين "تلميعه" قليلًا، حتى استقرت الفرقة على شكلها النهائى منذ حوالى سنتين، وتحمل فى جعبتها أكثر من 15 أغنية، بعضها من التراث نفسه، ولكن الأغلب أغانى أوريجينال خاصة بالفريق، تقدمها بكلمات عامية، مصحوبة بملسة نوبى بالإيقاعات النوبية القديمة، وبعض بصمات من المزيكا الأفريكان للقارة السمراء، أشهرها "جنوبية" و"عديلة" و"ساعة عصارى"، واقتربت من الانتهاء من تسجيل ألبومها الأول، وتطل الفترة المقبلة بسلسلة مفاجآت جديدة للجمهور، منها "الريدى يا الطمباري" و"كلام سواطا"، كما تحضر لمشروع مشترك مع فرقة أفرونوبيا التى نشير لها السطر التالى..

15731896_1328648547192249_397124773971232283_o

أفرونوبيا

"الجواب باين من عنوانه" من هذا المنطلق يسهل وصف نوعية المزيكا التى تقدمها فرقة أفرونوبيا، فهى بكل بساطة تقدم مزيجًا موسيقيًا يجمع بين الفلكلور النوبى والمزيكا الأفريقية، ولكن برؤية عصرية مختلفة، تحافظ أيضًا على أصالة التراث النوبى مع المحافظة على تقديمه بشكل مبسط ولامع يتقبله الجمهور العادى، تدخل الفرقة حاليًا فى العام الثانى من مشوارها، مع نجاح جماهيرى كبير أوصلها الشهر الماضى لتقديم أولى حفلاتها الغنائية فى دار الأوبرا المصرية.

175469-17390568_1419012458155857_2670322736436414976_o

وجبة موسيقية متنوعة المذاقات تقدمها أفرونوبيا تجمع خليطًا بين الريجى والجناوة والأفريكان جاز، واستقطبت قاعدة جماهيرية متزايدة فى وقت قصير بأشهر أغنياتها "يا جنوب" و"زعلان" و"زينوبة" و"الليل الهادى"، وتدخل في الوقت الحالى فى قوقعة التحضير لإعادة هيكلة الرؤى الغنائية، والانطلاق فى تجسيد حلم إطلاق ألبوم الفرقة الأول.

524201707301029582958

آرتى نوبة

تعد الفرقة من أجدد التجارب الغنائية التى تحمل على عاتقها إحياء التراث النوبي الأصيل،  اختارت اسمًا مباشرًا في معناه باللغة النوبية" جزيرة النوبة" للتعبير عن رؤياها الموسيقية، فهي تتميز بالعودة إلى الأصول، أي التمسك بالمزيكا النوبي الأصلية، بالحفظا على السلالم الخماسية والإيقاعات المركبة، وتقديم أقدم الأغاني النوبية كما هي مع بعض لمسات إعادة توزيع الصعب منها، مع الاحتفاظ بالقالب الموسيقي الأصلي.

97175-20708326_837571759741452_2945685942582857785_n

جميع أعضاء الفرقة نوبيين حتى الجذور، تدخل حاليًا في عامها الثالث، وتعد من أبرز التجارب الإسكندرانية في هذا المجال مع فرقة هاي دام مع اختلاف رؤى كل فرقة، تحمل الفرقة شعارًا خاصًا بها "نؤمن بأن الموسيقى تتخطى حواجز الثقافة واللغة"، وذلك ما يجسد محاولتهم لتقديم موسيقى مستوحاة من النوبة القديمة وإيصالها للمتلقى العادي، ومن أشهر أغانيها "ماسكجنا" و"يابكرا".

52420170711085608568

منيب باند

ختامًا، عند ذكر الكينج منير تجدر الإشارة بالطبع إلى الراحل أحمد منيب، الذي تغنى له الملك في بداياته وحفرت أشهر أغانيه في ذاكرة عشاق الكينج حتى وقتنا هذا، مثل "الليلة يا سمرا" و"شبابيك"، ويبقى تراث منيب باقيًا مع امتداد جيله الثاني، على يد خالد منيب، والذي وضع حجر أساس فرقة حملت اسمه "منيب باند"، تعيد تقديم أشهر أغانيه للجمهور بشكل حفلات غنائية تندرج تحت مسمى الأندرجراوند أي جمهور المزيكا في الأجيال الجديدة.

63534-16265400_1200371956678304_1875957911913392679_n

حققت منيب باند انتشارًا واسعًا في الداخل المصري وصولًا لربوع العالم العربي، بمشاركتها الخاطفة في برنامج المواهب العربية "إكس فاكتور"، مع احتفاظها بموعد شهري للحفلات الجماهيرية تطل بها عبر مسرح الساقية، وتضم الثلاثي بدر مصطفى وعبد الله عادل وحسام فتحي، وحفرت اسمها في قلوب عشاق منير ومنيب بأشهر اغنياتها "صدقني يا صاحبي" و"الليلة يا سمرا" و"ايلو ديا".

خمسة نماذج استعرضناها، لأبرز تجارب الأندرجراوند التي وجدت في الكينج منير قدوتها في تمثيل الساحة النوبية والفلكلور الأصيل وترغيب الناس به، واكتساب محبتهم بالأغاني، نماذج تحمل راية حب النوبة للأجيال الجديدة، وتقول لمنير "أنا منك اتعلمت".

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر