السيناريست وليد يوسف يكتب: حكايتى مع الأستاذ ناجى الدسوقى

وليد يوسف وليد يوسف
 

من ساعة ما تفتح باب مسرح الطفل بقصر ثقافة الطفل بالمنصورة والنداهة ندهتنى وكنت فى نفس الوقت بشارك بكتابة الشعر والقصة القصيرة فى مجلة "اوفيست" اللى بيطلعها قصر ثقافة الطفل وكان اسمها إبداع.. ماتعرفش جبت شجاعة منين وتقمصت دور الناقد المسرحى مع إنى أول مرة أدخل مسرح وكتبت مقاله نقدية أو كنت فاكرها كده طبعا فى الوقت ده عن مسرحيه الكورة المسحورة وأمجاد المنصورة.. اللى هية أول مسرحيه دخلتها فى حياتى وحضرت آخر بروفاتها.. ودى كانت أول مره أشوف فيها الأستاذ ناجى الدسوقى.

29451-WhatsApp-Image-2018-02-17-at-12.46.18-PM

ناجى الدسوقى


 

وفاكر إن أول جمله سمعتها منه للممثلين فى البروفة النهائية "ركزوا بقا..انا عندى كراسى بتطير..عندى كراسى بتطير"؟؟..جمله غريبة الراجل ده مخرج وإلا ساحر وإزاى بيخلى الكراسى تطير؟.. ركزت اكتر معاه وأنا قاعد فى آخر صف كراسى فى المسرح بتفرج على العالم الجديد من غير ما حد يحس بيا.. الأول كانت المسرحيه شغلانى جدا..حاجه اول مره اشوفها لكن اللى ابهرنى اكتر حكايه الكراسى اللى بتطير دى.. لكن الحق يتقال الاستاذ ناجى ماسابنيش متحير كتير.. مع اول غلطة للممثلين على المسرح.. قام الاستاذ ناجى من على الكرسى الخشب اللى قاعد عليه أسفل المسرح وبحركة بهلوانية سريعة رفع الكرسى ورماه على الممثلين اللى غلطوا فوق المسرح.. واكتشفت فعلا ان الاستاذ ناجى عنده كراسى بتطير.. بس فى وش الممثلين اللى مش مركزة.. طبعا هاتنى انا من تحت الكرسى اللى انا قاعد عليه.. اذا كان بيرمى كراسى على الممثلين اللى بتغلط.. هايعمل ايه فى عيل زيى داخل يتفرج على البروفة من غير اذن.. كتمت انفاسى واتفرجت واتسحبت من المسرح بعد البروفة وبدأ العرض وكتبت عنه زى ماقولتلكم فى مجلة ابداع وروحت وانا ايدى بتترعش اديله نسخه يقرأ ملحوظاتى الصبيانية على المسرحية ومنها حسب ما افتكر لانى الحكاية دى عدى عليها تلاتين سنه دلوقت.. ازاى تبقى المسرحيه بتتكلم عن أسر لويس التاسع فى دار ابن لقمان.. ويطلع الملك الصالح ايوب لابس ساعة كاسيو رقمية، والا هو علشان ملك يعمل اللى هوه عايزه.. وملحوظات من العينه دى لانى طبعا ماكنتش عارف يعنى ايه نقد أو مسرح اصلا.. ولدهشتى الكبيرة شكرنى على اللى كتبته وإتعامل معايا بمنتهى اللطف وأنا كنت فاكر انى هلبس كرسى من اللى بيطيرهم فى دماغى بعد ما يقرأ العبث اللى كاتبه.. الحمد لله عدت على خير.

1316878118_158945_sibak2

 

كنت قولتلكم انى اعتبرت المسرحيه بتاعتى وبقيت اعزم اصحابى وأهل الحتة فى المنصورة على المسرحية وأنا منبهر بيها جدا.. لغاية ما فى يوم عزمت جارى فؤاد مرعش على المسرحية واسم مرعش جه لأنه كان عنده خلل فى جهازه العصبى بيخليه غير متزن فى مشيته.. لاخلونا فى المهم.. كل اصحابى اللى اخدتهم للمسرحيه انبهروا زيى ماعدا فؤاد مرعش..اللى قالى بكل ثقة..عادى..اللى شوفناه ده عادى..عادى ازاى احنا مابنشوفش الممثلين غير فى التليفزيون.. لكن يبقوا قدام عينينا كده.. سامعينهم وسامعينا دى قمة الابهار والجرأة منهم.. فرد فؤاد ببساطة.. يا ابنى أنا ممكن اعمل زيهم عادى.. قلتله تطلع على المسرح وتمثل ماتخافش مننا واحنا بنتفرج عليك.. قال ببجاحة أكبر أيوة.. قلتله يعنى لو كتبتلك جمله ممكن تمثلها عادى..قال لى أيوه.

ساعتها كنا راجعين من المسرح وماشيين فى شارع السكه الجديدة وده اكبر شارع تجارى فى المنصورة وكنا يوم جمعه والمحلات قافلة فسندت على باب محل مقفول وفردت البلوك نوت اللى كتبت فيه نقد المسرحية قبل كده وقلتله تعالى نتخيل.. اننا فى قاعة عرش والملك قاعد ودخل عليه جندى وقاله.. ادركنا يامولاى.. جيش العدو اقترب وأصبح على بعد ميليين من المملكة.. ودى كانت اول جمله أألفها فى حياتى ورحت مديها لفؤاد فراح قايلها ببساطة.. فكتبت جمله للملك وقالها ورد تانى للجندى وف كل مره فؤاد يقول وأنا أكتب لحد ما خلص المشهد الاول والتانى والتالت على بيبان المحلات ووصلنا حى الثانوية اللى عايشين فيه وانا معايا تلت مشاهد من المسرحية اللى اتكتبت على الهوا.. ولأول مرة فى حياتى اشرب قهوة وأنا عمرى خمستاشر سنه علشان أقعد اسهر وأكمل كتابة وانا مش عارف انا بعمل ايه غير انى بكتب وبكتب والنهار طلع وفى ايدى مسرحيه اسمها مملكتان.. طب والعمل؟

576

وليد مع مفيد فوزى وابنته حنان ومحمد رمضان
 

 

ماتعرفوش جبت شجاعة منين اروح بيها للأستاذ ناجى الدسوقى علشان يقولى رايه فيها.. مانا ما اعرفش غيره بصراحة.. تخيل بقا وحط نفسك مكانه وعيل عنده خمستاشر سنه جايبلك مسرحيه مكتوبة فى بلوك نوت كبير وبيقولك دى تأليفى.. وقسما بالله لو كان قالى العب بعيد يا لا.. كنت هاروح العب بعيد ومش ها اعمل كده تانى.. لكن الراجل خدها وقال لى بكل ذوق لما افضى وأروق هقراها.. طبعا انا قلت توزيعه ورجعت لحياتى.. مجله ابداع ولعب البنج بونج هوايتى المفضلة.. لحد ما لقيت الاستاذ ناجى بيندهنى من المكتبه..وسألنى تحب تمثل؟..معقولة تكون المسرحية وحشة لدرجة انه بيقولى بالذوق جرب نفسك فى حاجة تانية.. قلتله مش عارف.. قال لى طيب.. روح شوف مين من اصحابك يحب يمثل وتعالوا المسرح بالنهار واعملوا بروفات على المسرحية دى وأول ماتحس انكم جاهزين اتفرج عليكم نادينى من مكتبى اشوفكم..ببص ع المسرحيه اللى فى ايده لقيتها مملكتان..مسرحيتى..رد..ايوه..نعملها على المسرح..قال لى ايوه..وهكلف مهندس الديكور يعمل ديكوراتها والملابس من المخازن وها اديكم المسرح تعرضوا المسرحيه عليه للجمهور تلت تيام..وكل ده حصل فعلا وطلعت مملكتان للنور وانا عندى خمستاشر سنه من تاليفى واخراجى تحت اشراف الاستاذ ناجى الدسوقى. وعمل دور الجندى فعلا فؤاد مرعش اللى لما استفزنى بمعيله وكتبت بمعيله جه راجل محترم..فنان وحس انى عندى حاجه وساعدنى اطلعها للنور وبقيت اصغر مؤلف مسرحى فى مصر وقتها بمضى عقود مسرحيات مع وزاره الثقافه ومعايا بطاقه ضريبيه مكتوب فيها مؤلف مسرحى بولايه والده

الأستاذ ناجى الدسوقى مازال يخرج مسرحيات للأطفال حتى الآن فى قصر ثقافة المنصوره..ربنا يديله الصحة..سيظل استاذى وصاحب الفضل الاول عليا مدى الحياة..سيظل دائم الاستاذ ناجى الدسوقى.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر