العباس السكرى يكتب: لماذا تبكون الآن على وفاة محمد متولى؟

محمد متولى محمد متولى
 

مات محمد متولى، مات الفنان الطيب الجاد الملتزم، وبعد موته تذكره كل الفنانين فى الأرض، وراحوا يعددون محاسنه وصفاته ويثنون عليه وعلى موهبته وذلك بعد أن رحل للعالم الآخر.. صدق يوسف السباعى عندما قال :"نحن شعب يحب الموتى ولا يرى مزايا الأحياء حتى يستقروا فى باطن الأرض"، هذا ما حدث ويحدث مع كل الموتى من الموهبين الذين لا يجدون التقدير فى الحياة الدنيا، ولا يسمعون كلمة واحدة تدعمهم وتسعدهم.

elbashayer_image_1518894897
 

الباكون على وفاة محمد متولى .. لماذا يبكون الآن؟.. هل كانوا يعلمون أن الفنان محمد متولى يسكن فى شقة دور أرضى بإحدى عمارات الهرم، ثم انتقل بعدها للسكن فى عمارة أخرى متواضعة بشارع "ترسا" فى الهرم، وهناك لاقى حتفه.. هل يعلمون أنه كان فى أمس الحاجة للدعم المعنوى وليس المادى، خصوصا بعد أن أفل نجمه ونجم جيله بالكامل وصاروا يظهرون فى مشهد أو مشهدين أو دور مهمش ضمن الأعمال الفنية القليلة، هل كانوا يعلمون أن الفنان القدير يحيا حياة بسيطة راضيا عنها، ولم يشأ أن يقلل من نفسه ويطرق أبواب المنتجين حتى يعمل.

2018_2_17_21_43_2_648

أقول لكل البكاة لا تبكون على محمد متولى.. هو بكى كثيرا على نفسه، وكان يبحث سرا عن أحد يجفف بكاه بكلمة أو سؤال أو حتى اتصال هاتفى يشعر من خلاله أنه موجود ولازال على قيد الحياة، بكى محمد متولى على نفسه عندما شعر أن العمر تقدم به وسرقته "السكينة" كما يقال، بكى عندما وجد نفسه يقترب من حافة الغروب، وليس معه من حطام الدنيا سوى تاريخ فنى صنعه بالجهد والعرق والحب والصبر، مات محمد متولى وترك شخصياته فى ليالى الحلمية والشهد والدموع وزيزينيا باقية.. لكنه مات.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر