طارق الشناوى: معايير الفن تغيرت.. ولو ظهرت أم كلثوم فى زماننا لفشلت

طارق الشناوى طارق الشناوى
 
باسم فؤاد

وصف الناقد الفنى طارق الشناوى هجوم الشاعر بهاء الدين محمد على البرامج الغنائية بالسخرية اللاذعة قائلا: "بهاء يسخر من لجان التحكيم رغم أنها تضم أصوات مميزة مثل كاظم الساهر وشيرين عبد الوهاب وأحلام وراغب علامة وسميرة سعيد"، مضيفا أن لجان التحكيم فى البرامج أحيانًا تضم عناصر غير مؤهلة للانتقاء والاختيار لكن ذلك لا ينتقص من موهبتهم الفنية.

كان الشاعر بهاء الدين محمد قد أثار الجدل حول رأيه فى أحد برامج المسابقات الغنائية، إذ كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: "مفيش أى عدل ولا منطق يخلى المتسابق المتمكن فنيا يقف أمام حد أقل منه بكتير لمجرد شغلته أو شغلتها تحكيم وكمان يترفض.. مهزلة.. ليه أنا بتفرج على الظلم وأضايق نفسى ليه مش عارف"، فى إشارة منه إلى أن المتسابقين المتقدمين لأحد برامج المسابقات الغنائية إمكانياتهم الفنية أفضل من لجنة التحكيم صاحبة الرأى فيمن ينجح أو يفشل فى استكمال مراحل البرنامج".

وأضاف الشناوى فى تصريحات لـ"عين" أن الأكاديميات وتحديدا معاهد الموسيقى، ما زالت تعيش عصر أم كلثوم وعبد الحليم فهى تراهن على الصوت فقط وتحاول أن تخرج أصواتا مثل كوكب الشرق، لكن الأمر الآن لم يعد يرتبط بالصوت، مؤكدا أن زمن أم كلثوم انتهى ، ولا نعيش زمن كوكب الشرق، ولو ظهرت أم كلثوم وفايزة أحمد فى زماننا لفشلتا – على حد قوله - والدليل أمال ماهر وهى فى بدايتها كانت محاولة لاستنساخ كوكب الشرق لكنها لم تنجح فى ذلك وعندما تحررت من قيد أم كلثوم حققت نجاحا كبيرا.

وأوضح الشناوى أنه ليس شرطا أن يكون المطرب نجما كى تتوافر لديه القدرة على تقييم الأصوات، وضرب مثالا بنجوم الزمن الجميل، قائلا: عبد الحليم صوت عظيم لكن ليس من الضرورى أن تكون لديه القدرة للحكم على الأصوات"، لافتا إلى أن اختيار النجوم للمشاركة فى لجان تحكيم المسابقات الفنية يرجع لشهرتهم وليس قدرتهم على الانتقاء، نظرا للحسابات الاقتصادية والإعلانية.

وعن وجود تعنت ضد الأصوات المصرية فى هذه البرامج قال الشناوى، إن مشكلتنا فى مصر اعتقادنا أننا المصدر الوحيد للإبداع، لكن الحقيقة أن مصر أحد المصدرين وليست المصدر الوحيد، مؤكدا أنه ليس هناك تعنت ضد الأصوات المصرية.

ولفت إلى أن معاهد الموسيقى تفكر فى المواصفات، لكن الزمن الذى نعيشه هو زمن الحضور والتفاعل مع الصورة وليس الصوت، وقال: " أحمد إبراهيم ومحمد ثروت أصوات مميزة ولكن لا يمتلكان مقومات النجومية"، لافتا إلى أنه ليس مطلوبا من الأكاديميات أن تخرج نجومًا للساحة الغنائية، وأن الفيصل فى البرامج ليس جمال الصوت لكن أن يحب المستمع الصوت.

وأوضح أن برامج المسابقات هدفها الأساسى تجارى وليس فنيًا، وليس دورها تقديم حلول لمشكلات متعلقة بالغناء لكنها تهتم بالمشاهدات ومن ثم الإعلانات وفى النهاية تحقق دخلا ماديا، موضحا أن معايير اختيار الصوت الأفضل غائبة، قائلا: "المرة دى مصر كسبت يبقى المرة اللى جاية لبنان واللى بعديها فلسطين وهكذا..". 

وعن أبرز المطربين الذين خرجوا من هذه البرامج ذكر الشناوى محمد عساف ووصفه بأنه يمتلك مقومات النجومية، وأحمد جمال ووصفه قائلا:"عنده حاجة ويقدر يكمل"، ومحمد عطية ووصفه بأنه بذرة من الممكن استثمارها وتوظيفه بالشكل المناسب".

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر