العباس السكرى يكتب: قولوا لـ عمرو سعد يا «أستاذ»

عمرو سعد عمرو سعد
 

هل من الممكن أن يقضى إنسان 20 عاما من عمره مع التمثيل، ينام ويصحو ويأكل ويشرب معه، ثم يأتى ليقول أنا لست ممثلا، بل أعمل بروح "الهواة"، رغم أنه يملك مساحة واسعة من الانتشار مصريا وعربيا، هذا عمرو سعد النجم الذى يحتفظ فى ذاكراته وقلبه بصورة فوتوغرافية لرواد الفن من عصر ذكى طليمات ويوسف وهبى لـ عصر إسماعيل ياسين ومحمود المليجى وفريد شوقى وعادل إمام وحتى عصر عمرو سعد نفسه، فرحلته فى الفن مهمة وتحمل بُعدا حضاريا وثقافيا وإنسانيا كبيرا، وليست مثل رحلات الآخرين التى تسقط فى بحر السطحية والعبثية والعدوانية.

WhatsApp Image 2018-03-02 at 9.05.47 PM
النجم عمرو سعد _ تصوير نورا يوسف

 

الإنسان الذى يحلم ويسير فوق اللهب والنار، ويصير نجما من حطام، بعد رحلة محبطة، يستحق لقب "الأستاذ"، فالنجم عمرو سعد بدأ حياته الفنية نهاية التسعينات سيرا على الأشواك، لذلك كانت أعماله تفتح نافذة على الأمل والطموح ولا تروج لقتل ولا لعنف .. هو يعرف أن الرصاصة أقوى وأسرع فى إصابة الهدف، لكنه أدرك جيدا أن الوردة تحتاج إلى أشهر من الصبر والعمل والتحضير حتى تخرج رائحتها الذكية للناس، فترك الرصاصة وأمسك الوردة، منذ أن كان يتحسس طريقه فى الفن عندما وقف لأول مرة أمام الكاميرا فى دور صغير بفيلم "الآخر" مع المخرج يوسف شاهين، ثم "المدينة" للمخرج يسرى نصر الله، وبعدها يظهر فى فيلم قصير بعنوان "عشرة جنيهات"، وتأخذه الدنيا فى متاوى التيه بحثا عن فرصة يثبت بها ذاته، حتى جاء فيلمه الشهير "حين ميسرة" ليضعه فوق القمة، ويأخذ من بعدها من نجاح لنجاح، حتى صنع موسما جديدا للفيلم المصرى برائعة "مولانا" للكاتب الكبير إبراهيم عيسى، والمخرج مجدى أحمد على، والذى حقق نجاحا جماهيريا ونقديا وتم عرضه فى محافل عربية ودولية.

Capture
عمرو سعد _ تصوير نورا يوسف

 

رحلة عمرو سعد مع الدراما كانت عام 2004 بمسلسل "فريسكا" إخراج محمد على، لم يكن بطلا لكن كان مؤثرا، وظل يحبو نحو القمة، وهو يحفر خطواته على طريقة حنفية المياه "نقطة نقطة" حتى صار نجما له قاعدة جماهيرية عريضة يعرض له كل عام مسلسل وفيلم، ويحقق نجاحا كبيرا سواء فى السينما أو الدراما، بأعماله الناجحة "مولانا" و"يونس ولد فضة" و"شارع عبد العزيز" و"ريجاتا" و"وضع أمنى" و"أسوار القمر" وغيرها.

هذا العام 2018 يعرض للنجم عمرو سعد، فيلما ومسلسل، ولكل عمل منهما خصائصه ومميزاته، فالنجم يرغب دائما فى تحقيق النجاح والتأثير وليس النجاح فقط، لذلك يرهق نفسه، ويذاكر ويجتهد حتى يخرج أفضل ما لديه للجمهور، وهذا ما يظهر فى فيلم "كارما" المقرر طرحه فى عيد الفطر، إذ يقدم شخصيتين مختلفتين، وكل شخصية بها تحول جديد، إحداهما شخصية جدية وأخرى خفيفة، ومن المتوقع أن يصنع العمل تأثيرا كبيرا وقت عرضه فى السينمات، خصوصا وأنه يحمل مفاجآت كبيرة، كما أن عمرو سعد يقدم الأكشن بطريقة جديدة على الأفلام التقليدية.

Capture 0
عمرو سعد _ تصوير نورا يوسف

 

وفى موسم شهر رمضان، يقدم عمرو سعد عملا جديدا يحمل اسم "بركة"، ويشاركه البطولة عدد من النجوم، منهم هالة صدقى وأحمد حلاوة وكمال أبو رية وإسلام جمال، وفى العمل يناقش النجم قضايا مجتمعية جديدة تمس البسطاء، ليعبر بخيال فنى عن أحلامهم وآمالهم وهمومهم وإنسانيتهم.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر