اختلف مفهوم "الجان" فى السينما المصرية من زمن الفن الجميل للوقت الحالى، فقد أطلق مصطلح "جان" قديما على البطل أو ممثل الدور الأول فى السينما، وقد كان لشكله ولمظهره تأثير كبير على جمهوره ولا شك أن مقاييس الجان اختلفت كثيرًا منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا.

ولو قارنا بين جانات السينما على مر الزمن، لنجد أن الأمر مختلف تماما مع اختلاف تغير المجتمع وقضاياه بين حين لآخر، فقد اشتهرت كانت أفلامنا قديما بالصراع بين الشر والخير، وبالتالى فقد كان البطل يجسد الواقع الذى يعيش فيه دون النظر إلى اعتبارات أخرى، فيتحدث بلغته ويرتدى ملابسه.


فإذا نظرنا على مستوى القضايا وتناولها سنجد أن جانات السينما زمان أمثال أحمد رمزى، وكمال الشناوى، ورشدى أباظة، وعمر الشريف، شكرى سرحان، حسين فهمي، وظروف المجتمع وقتها كانت طريقتهم مختلفة فى تقديم قضايا الوطن وطريقة تناولها، أما حاليا ومع الواقع الذى نعيشه من بلطجة وبطالة وقضايا أخرى يعانى منها مجتمعنا تسببت فى طرق اختلاف تقديم القضايا مع أبطال هذا الزمن أمثال أحمدالسقا، محمد رمضان، عمرو يوسف وأحمد عز وغيرهم.

ومن جانب آخر، فقد كانت من أهم الاعتبارات فى اختيار "الجان" قديما هى الوسامة، إلا أن الاختيارات الحالية تغيرت، فالوسامة وحدها لا تكفى لأن تكون بطلا سينمائيا، بل أن بعضهم لا يتمتع بقدر كبير من الوسامة، فقد جاء النظر إلى جسد الفنان ورشاقته واهتمامه بالتمارين الرياضية والحصول على فورمة الساحل كما يطلق عليها هى من أهم مقاييس الجمال إضافة إلى كم يحقق النجم من إيرادات.


فيما نجد أيضا أن نجومنا قديما يتحلون بقدر كبير من الثقافة والإطلاع، ولكن مع وجود السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى، نرى انتشار نجومنا على تلك المواقع كنوع من الدعاية والتسويق لأعمالهم، على عكس نجوم الجميل الذى كان الجمهور يتمنى ويشتاق لرؤية نجمه المفضل فى حفل أو مناسبة، فيما أصبح لجان السينما تأثير كبير فى المجتمع عند خلق موضة جديدة، فى الأزياء، وقصة الشعر، وشكل الوجه.



