قصة نجاح.. جيهان انتصرت على سرطان الثدي بميكرفون الإذاعة

جيهان جيهان
 
إيناس كمال

امرأة أربعينية تعول أسرة وأطفال وزوج محب ومخلص، أسرة مستقرة وحياة مستقرة لا تشوبها شائبة، إلا أن المرض اللعين الذي بات ينتشر بكثرة وبدون أسباب رادعة إلى الآن، بدء يقترب من حياة جيهان، اكتشفته مصادفة منذ عام ونصف أثناء زيارتها لعيادة طبيب النساء والتوليد وبعد تشخيص خاطئ من الطبيب وبعد فترة اكشتفت إصابتها بأورام في الثدي.

إصرار جيهان وعدم يأسها فور سماعها خبر وجود أورام بثدييها من المرحلة الثانية، جعلها تتمسك بالأمل داخل مستشفى "بهية" الأمر الذي جعلها تستقبل خبر استئصال ثديها بشجاعة، إلا أن حبها لذاتها ولجمالها، جعلها تشترط على الطبيب ألا تخرج من غرفة العمليات وهي تشعر أن هناك شئ ما ينقصها أو جزء من جسدها اقتطع ما جعل الطبيب يجري جراحة "إعادة بناء" لها بعد استئصال الثدي وهي عبارة عن حشو الثدي بعضلات من مناطق مختلفة من الجسم.

بعد عملية الاستئصال دخلت "جيهان" في مرحلة أخرى من العلاج وهي العلاج الكيميائي وعلى مدار 16 جلسة عانت فيهما الأمرين تلاهم العلاج الإشعاعي، إلا أن لعائلة "جيهان" دور كبير في دعمها، بشجاعة أخبرتهم بمرضها وبشجاعة أخرى تضاهيها طلبت منهم دعمها وأن ينسى كل واحد منهم خلافاته مع الآخر وذلك لأن العائلة أصبح لها هدفا جديدا الآن وهو دعمها في رحلة مرضها وعليهم أن يتحملوها ويتحملوا فترة المرض والعلاج بأعراضه الجانبية التي أخبرتهم بها مسبقا ولولا زوجها المحب وأبنائها الداعمين لما تمكنت من عبور الأزمة بسلام.

إشراقة امرأة أربعينية مثل جيهان والابتسامة تعلو وجهها حينما قالت "كنت أخشى أن يكون شكلي مرعب ويختفي شعري ورموشي وحواجبي ولا أحب أن يكون شكلي وحش، ذهبت للكوافير وعملت تاتو حواجب وأي لاينر ثم بدأت القراءة عن العلاج وأعراضه الجانبية" وأضافت "تمكنت من هزيمة المرض وعرفت بمساعدة مستشفى بهية ودعمهم اللامتناهي الذي قدموه لي في فترة مرضي ودعمهم النفسي وتأهيلي، عرفت أن لي دورا ينبغي أن أكمله".

كان أحد أحلامها أن تكون مذيعة أو تؤدي دورا بالدوبلاج، وهو ما حققته في فترة مرضها بالدعم الكبير الذي تلقته، التحقت "جيهان" بكلية الإعلام وفي فترة المرض تمكنت من دخول الإمتحان ونجحت فيه وتخرجت من الكلية وهي الآن تعمل مذيعة في برنامج راديو "تردد" عبر الإنترنت، لم يكن المرض نقمة بالنسبة إلى "جيهان" بل كان حافزا لتفعل ماتحبه وما تتمناه طوال عمرها.

بعد نجاحها في العبور بسلام والتغلب على المرض وتلقيها الدعم النفسي المناسب من "بهية" انتقتها إدارة المستشفى بصحبة آخرين لتكوين فريق جديد للدعم النفسي للمريضات الجدد، قائلة "المريضات بيطمنوا لينا لما بيسمعونا وبنقولهم أنه لهم علاج وهيقوموا بالسلامة عشان إحنا كنا مرضى قبل كده وتم شفائنا".

ترى "جيهان" ان حالة المريضة النفسية وحبها للحياة والدعم الذي تتلقاه بالاخص من المقربين يساهمان ويؤثران بشكل كبير في الشفاء واستشهدت بقصتين الأولى لرفيقة لها لم يقدر لها الشفاء وتوفيت ولم يكن هناك داعمين أو مساندين من عائلتها بجوارها بينما شفيت مريضة أخرى كانت في مرحلة متأخرة من الدرجة الرابعة ولديها أورام في مناطق متفرقة من الجسم في الكبد والعظم والرئة والثدي وشفيت تماما.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر