عماد صفوت يكتب: غياب الإنسانية.. دموع التماسيح الفنية على ماهر عصام

ماهر عصام ماهر عصام
 

هربت منه الصحة.. تماما كما هربت منه الضحكة حزنا على حاله، وهرب منه الذين دعموه فى بدايته الفنية.. الفنان الشاب ماهر عصام، لا يجد من يحنو عليه فى أزماته الصحية التى بدأت منذ 2010، واضطر للجلوس فى المنزل بلا عمل بداية من عام 2010 إلى الآن، بسبب تجاهل شركات الإنتاج وزملائه، ما زاده حزنا على حاله.

والآن الكل يودع وينعى ماهر عصام على صفحاته الشخصية عبر السوشيال ميديا، الآن استيقظ الجميع على مظاهرة حب وشغف وحزن على الفقيد، الذى لم يسأل عنه أحدا فى جنازة شقيقته سوى الفنان عمرو عبد الجليل فقط.

الباكون على ماهر عصام.. لماذا يبكون الآن؟.. هل كانوا يعلمون أن الفنان ماهر يسكن فى شقة دور أرضى فى منطقة إمبابة، وهناك لقى حتفه.. هل يعلمون أنه كان فى أمس الحاجة للدعم المعنوى وليس المادى، خصوصا بعد أن أفل نجمه وصاروا يظهرون فى مشهد أو مشهدين أو دور مهمش ضمن الأعمال الفنية القليلة، هل كانوا يعلمون أن الفنان يحيا حياة بسيطة راضيا عنها، ولم يشأ أن يقلل من نفسه ويطرق أبواب المنتجين حتى يعمل.

مات ماهر عصام، مات الفنان الطيب الجاد الملتزم، وبعد موته تذكره كل الفنانين فى الأرض، وراحوا يعددون محاسنه وصفاته ويثنون عليه وعلى موهبته وذلك بعد أن رحل للعالم الآخر.. صدق يوسف السباعى عندما قال: "نحن شعب يحب الموتى ولا يرى مزايا الأحياء حتى يستقروا فى باطن الأرض"، هذا ما حدث ويحدث مع كل الموتى من الموهوبين الذين لا يجدون التقدير فى الحياة الدنيا، ولا يسمعون كلمة واحدة تدعمهم وتسعدهم.

ماهر عصام يا سادة ليس سوى ممثل دور ثالث وليس نجما، وليس له جماعة "شللية" تدافع عنه أمام أباطرة الإنتاج، الذى لا يعترفون إلا بمجموعة من النجوم قدُر لهم أن يأكلوا الأخضر واليابس، ليس هذا فقط بل أصبح النجم يفرض على الشاشة من يريد سواء كان ممثلا أو "بلطجيا".

أقول لكل الباكين لا تبكوا على ماهر عصام.. هو بكى كثيرا على نفسه، وكان يبحث سرا عن أحد يجفف بكاه بكلمة أو سؤال أو حتى اتصال هاتفى يشعر من خلاله أنه موجود ولازال على قيد الحياة، بكى ماهر على نفسه عندما شعر أن العمر تقدم به وسرقته "السكينة" كما يقال، بكى عندما وجد نفسه يقترب من حافة الغروب، وليس معه من حطام الدنيا سوى النعى على صفحات "الفيس بوك"..

أعزائى الفنانين والفنانات، الوقت يمضى والإنسان يتكبل بحبال التعب والأزمات الصحية والمادية وخلافه، لا يتبقى لك غير الخير الذى تفعله مع الجميع، حتى صحتك تذهب مع الزمن، ومالك أيضا يذهب مع الزمن، ارجوكم انتبهوا لمن حولكم، ودوهم واسألوا عنهم وتعايشوا معهم، وساعدوهم لعل تستيقظوا قبل فوات الآوان.. ربنا كريم.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر