خالد إبراهيم يكتب: أهلا بكم فى شركة فيس بوك للإنتاج السينمائى والدرامى

فيس بوك فيس بوك
 

سنوات قليلة عزيزى القارئ.. وسترى أن هذا العنوان "الهزلى" أصبح حقيقة، نعم.. سترى "فيس بوك" يبتلع شركات الإنتاج الصغرى فى طريق الديجيتال العملاق نحو اكتساح كل ما هو إبداعى وفنى.

تخيل عزيزى القارئ أن تدفع مئات وربما فى المستقبل الآلاف لتشاهد فيلم أو مسلسل نجمك المفضل.. تخيل معى أن يخلو التليفزيون من المسلسلات والأفلام والمباريات والبرامج.. وتجد كل ذلك على هاتفك مقابل مبلغ مالى ضخم.. تخيل معى أن تكون كل المتعة مدفوعة الأجر.

سنوات قليلة وستعرف أن الساحة لن تتسع سوى للكيانات الكبرى.. فربما يكون طرفا الإنتاج عالميا "نتفليكس" و"فيس بوك" وربما يدخل معهما "يوتيوب" إذا لم يستحوذ عليه بعبع "فيس بوك" يوما ما.

حتى الآن لا أستطيع فهم المغزى الحقيقى من خطوة "فيس بوك" بإنتاج سلسلة واقعية عن حياة اللاعب البرتغالى "كريستيانو رونالدو" مقابل 10 ملايين دولار.

مارك
مارك

 

صحيح أن الشق الاستثمارى يطل علينا فى هذه الواقعة فى أبهى صوره.. ولكنى ابتعدت بخيالى عقب قراءة هذا الخبر لما هو أبعد من الشق الاستثمارى المشروع والمباح.

رأيت هذا الموقع الأزرق ـــ سفاح الوقت ــــ يتفحل ويتوغل وينتشر ويستقوى فى مجال الدراما ومن بعدها السينما.

رأيت شركا الإنتاج تفلس بعد فشلها فى الوقوف أمام هذا الجبار.. وبعد أن فشلت القوانين من الحد من سطوة مارك وأعوانه.

رأيت "فيس بوك" يقدم عرضا بمليارات الدولارات لشراء تراث السينما بعد أن أصبحت شركات الإنتاج تعد على أصابع اليد الواحدة.

رأيت طابورا من البشر اللاهثين ليلة اليوم الأول من رمضان أمام مكتب اشتراكات "facebook watch" لدفع الاشتراك الذى سيمكنهم من مشاهدة مسلسلات رمضان على منصة "فيس بوك"

رأيت سيلا من إعلانات "نتفليكس وفيس بوك" أعلى كوبرى أكتوبر تسويقا لأعمالهما فى رمضان وغير رمضان.

وفى النهاية.. رأيت أطلالا لما يسمى قوة مصر الناعمة.

facebook
facebook

 

أشعر برعب حقيقى من خطورة دخول فيس بوك عالم الإنتاج الفنى.. لأنى على يقين أن الأمر لن يتوقف عند فيلم تسجيلى للاعب كرة قدم أو فنان مشهور.

ولكن الأمر سيأخذ منحنى آخر من الاحترافية "الخادعة" والتى ستضر الفن فى مصر.. أخشى أن نستمر محاصرين على هامش القضايا الأساسية.. نناقش كم سيدفع المنتج على كل لفظ خارج فى المسلسلات.. أو هل التصنيف العمرى مجدٍ أم لا.

أؤمن تماما بنظرية المؤامرة.. حتى وإن اختلفت معى ورأيتنى مبالغا فيما أقول.. ولكنى أرى أن اللعبة تدار من الآن أو ربما من قبل فى الخفاء.. لعبة القضاء على المنطقة بمفتاح التكنولوجيا بعيدا عن مفاتيح السلاح التقليدية.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر