هنا مقبرة الإسكندر.. أماكن يعتقد بأن ذى القرنين المقدونى دفن بها فى مصر

مكتبه الاسكندرية مكتبه الاسكندرية
 
كتب محمد عبد الرحمن

أثار الكشف عن تابوت ضخم من الجرانيت الأسود، بالإسكندرية اللغط حول ما إذا كان اكتشاف مقبرة الإسكندر الأكبر، قريبة وأن العالم ربما أمام كشف عظيم قد يظهر خلال أيام.

وكان مسئولو الآثار بالإسكندرية، أعلنوا مطلع الشهر الحالى، عن العثور على تابوت أثرى أثناء الحفر أسفل عقار بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية، مصنوع من الجرانيت الأسود بطول 2.75 متر × 1.65 متر، وبارتفاع 1.85 متر، ويعود تاريخ التابوت إلى العصر البطلمى والقرن الرابع قبل الميلاد، وقدر وزن التابوت بنحو 30 طنا تقريبًا، وأكدت وزارة الآثار أنه لم يفتح من قبل.

الأمر الذى تناولته عدد من الصحف الأجنبية على أنه يفتح آمالا كبيرة فى العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر، فأين دفن الإسكندر وماهى الأماكن التى قد يتم فيها العثور على مقبرة تلك الملك العظيم؟.

فى البداية لابد أن نشير إلى أن المؤرخين اختلفوا قليلاً فى تحديد أسباب وفاة الملك المقدونى ما بين ألم أصابه بعدما احتسى "خمرا" صاف، أو إصابته الحمى، وكان ذلك فى قصر نبوخذ نصر ببابل، فى العاشر من يونيو سنة 323 ق.م، وله من العمر اثنان وثلاثون سنة.

الاختلاف لا يزال مستمرا، وهذ المرة فى مكان دفنه، فبحسب كافة المراجع التاريخية فأغلب الآراء تتجه إلى أن الإسكندر دفن فى مصر وبالتحديد فى مدينته التى سميت نسبة إليه "الإسكندرية"، بينما يعتقد بعض المؤرخين أن لبنان والعراق وأثينا أماكن متوقعة للعثور فيها على مقبرة الملك المقدونى.

وفيما يخص دفن الإسكندر بمصر، وهى ما يهمنا الآن خاصة مع التابوت الأثرى المكتشف فى بالإسكندرية، فأن عددا من المؤرخين وعلماء الآثار تناولوا الحديث عن مكان محتمل لدفن الإسكندر بمصر، وبحسب ما ذكره الدكتور محمد عبد المنعم عامر، فى كتابه "الإسكندرية.. المكتبة والأكاديمية فى العالم القديم"، فإن الإسكندر ورد فى وصيته التى كتبها قبل وفاته، أمنيته بأن يدفن فى واحة آمون بقرية شالى بسيوة، بالقرب من أبيه الإله زيوس، ثم ورد فى برديات ديودورس الصقلى الذى وصف جنازة الإسكندر ونعشه الذهبى، الذى وصل إلى مصر أواخر سنة 322 قبل الميلاد، بأنه لم يكمل رحلته إلى سيوة، بل انتقل إلى منف (مكانها الحالى مدينه البدرشين محافظه الجيزة) عاصمة البلاد التى توج فيها ملكا، ودفن فى معبد جنائزى خاص.

بينما أجمع أكثر من مؤرخ من مؤرخى عصر البطالمة ومؤرخى الرومان بأنه دفن فى مدينة الإسكندرية، التى أسسها وأصبحت عاصمة البلاد التى تحمل اسمه.

فيما يذكر كتاب "الحضارة المصرية بين الهلينية والرومانية" لصاحبه اسحق عبيد، مستعينا بما ذكره المؤرخ سيوتونيوس فى النصف الأول من القرن الميلادى الأول، بأن أوكتافيانوس، عندما جاء إلى الإسكندرية زار مقبرة الإسكندر والتى شيدها الملك بطليموس الأول له فى المدينة، ووضع تاجا من الذهب على رأسه، ونثر الورود على جسده، وحدد المؤرخ سترابون مكان القبر بأنه بحى السلسلة الحالى، بينما تتجه العديد من الأنظار إلى حى كوم الدكة وتقاطع شارع العطارين الحالى مع شارع النبى دانيال.

وتذكر دراسة بعنوان "تاريخ الإسكندرية: نشأتها وحضارتها منذ أقدم العصور"، بأن المؤرخ أبو الحسن المسعودى ذكر فى كتابه "مروج الذهب"، نقلا عن بعض الكتب القدامى، بأن جثة الإسكندر وضعت فى تابوت من المرمر وجعل التابوت المرمر على شكل أحجار نضدت وصخور من الرخام، وهذا الموضع باق ببلاد الإسكندرية بمصر.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر