حقيقة زعم اليهود تدمير هيكل سليمان على يد الرومان.. هذه الدراسات تنكره

اليهود اليهود
 
محمد عبد الرحمن

ملأ اليهود الدنيا ضجيجا منذ الإعلان عن دولتهم المحتلة للأراضى العربية فى فلسطين عن هيكلهم المزعوم تحت المسجد الأقصى، ومنذ بداية الصراع العربى الإسرائيلى واحتلال الأراضى العربية، ويحاول اليهود تصدير وجود بقايا الهيكل أسفل ساحة المسجد الأقصى، والذى يعتقدون بأن المسيح سيظهر من أجل بنائه من جديد ومن ثم لابد من إزالة هذا المسجد.

وبحسب الاعتقاد اليهودى فاليوم هى الذكرى 1948، على هدم هيكل سليمان المزعوم بالقدس على يد الرومان فى 9 أغسطس عام 70م.

ومعبد سليمان أو المعبد الأول أو بيت همقدش، وفقًا للكتاب المقدس، وهو المعبد اليهودى الأول فى القدس الذى بناه الملك سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثانى بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد، وتم بناء الهيكل الثانى فى نفس الموقع فى 516 قبل الميلاد، الذى تم توسيعه بشكل كبير فى 19 قبل الميلاد ودمر فى نهاية المطاف من قبل الرومان فى 70 م.

وبنى قبة الصخرة على الموقع فى 691 م، واعتبر أحد الأماكن المقدسة لدى اليهود ويعتقدون أن المسيح سيعيد بناء بيت همقدش، ولا يعرف بالضبط أين موقع بيت همقدش، ويظن بعض اليهود أن موقعه مكان مسجد قبة الصخرة أو بجانبه.

 

لكن هل يوجد بالفعل ما يسمى بهيكل سليمان، وهل تناول المؤرخون وجود هذا الهيكل المزعوم، وحقيقة وجودة أسفل ساحة المسجد الأقصى؟.. هذا هو ما حاول الإجابة عليها العديد من المؤرخون والباحثون العرب فى الرد على هذا الزعم فى عدد من الكتب والدراسات منها:

التوراة جاءت من جزيرة العرب

كتاب للمؤرخ والباحث الدكتور كمال صليبى صدرت ترجمته العربية عام 1997، ويحاول الكتاب أن يثبت أن أحداث "العهد القديم" لم تكن ساحتها فلسطين، بل أنها وقعت فى جنوب غربى الجزيرة العربية، ويستند فى ذلك إلى أدلة اكتشفها فى مجالى اللغة والآثار، ويقارنها بالمألوف والسائد من "الجغرافيا التاريخية للتوراة"، ويتبنى الكاتب فكرة أن مسرح التوراة "العهد القديم" وملكة سليمان ومن ضمنها الهيكل، ليست فى فلسطين بل فى منطقة تسمى عسير حاليا السرا فى غرب الجزيرة العربية.

 

فلسطين المتخيلة "أرض التوراة فى اليمن القديم"

يثير كتاب الباحث فاضل الربيعى على نهج كتاب المؤرخ الدكتور كمال صليبى، حول وجود التوراة فى اليمن وليس فلسطين، ويشدد الكتاب على أن الهيكل أعيد بناءه على يد القبائل اليمنية العائدة من الأسر البابلى، ومن ثم فالهيكل لم يبنى فى القدس على الإطلاق، بل أن أورشليم المزعومة التى يحموها ليس لها وجود، وبالتالى ليس ثمة هيكل لسليمان تحت قبة الصخرة، فيما نجد الهياكل فى السراة اليمنية، وذلك حسبما استعان المؤلف بأبو محمد الهمدانى وهو من أعظم جغرافيى جزيرة العرب فى عصره.

 

الصريخ لمجابهة غزاة التاريخ

فى هذا الكتاب للكاتب وليد المهدى، يرى المؤلف أن اليهود أنفسهم لا يتفقون على هيكل واحد، ومكان واحد، فيهود مملكة السامرة يقولون أن هيكلهم فى مدينة نابلس وليس القدس، وآخرون يقولون أنه فى قرية بيتين شمال القدس، ومجموعة ثالثة تقول أن هيكلهم أقيم على تل القاضى "دان" وهكذا كله مما يؤكد أن قصة الهيكل هى أسطورة، لأن كل الهياكل هذه لا وجود لها، ولم يعثر لها على أى أثر.

 

قراءات فى المسألة الإسرائيلية

فى هذا الكتب يرى الكاتب الدكتور إبراهيم بدران، بأن رغم إدعاء العديد من اليهود خاصة المتطرفون دينيا وصهيونيا أن هيكل سليمان موجود فى القدس، بناء على كتبه الكهنة فى التوراة، ومع هذا الادعاء لم تظهر أى آثار حقيقية للهيكل الأول أو الثاتى، وتدل المؤشرات العملية على أن ما ورد فى العهد القديم مجرد افتراض أو ربما تصور دينى أو حلم رمزى مخض لا علاقة له بالواقع، مشيرا إلى أن العديد من المؤرخين الغربيين يقولون أن هيكل سليمان ما هو إلا أسطورة من خيال حاخامات اليهود كتبوها فى التوراة.

 

ضياع القدس

فى هذا الكتاب الصادر عن سلسلة "كتاب الجمهورية" ضمن منشورات تحرير التحرير الصحفية، فيجد الكاتب والباحث عبد التواب مصطفى، الإدعاءت بأن الجزء الحائط من ساحة الحرم القدسى المعروف لدى اليهود بحائط المبكى وفى الإسلام بحائط البراق، هو جزء متبقى من هيكل سليمان، بأن المصادر التاريخية التى ذكرت بأن الحائط هو جزء من الهيكل الثانى لم تنشر قط أى بقاء أى جزء من الهيكل الأول، كما استعان ببحث "الأصول الكنعانية للهيكل لجان باتيست أومبير، عالم الآثار التوراتية، والذى أكد أن الهيكل يعتبر لغزا فلم يبق منه حجرا واحد يرى، وإن ما ذكر مجرد تخمينات من علماء الآثار، كما أن وصف حزقيال للهيكل يعتبر وصفا رمزيا.

 

كما أشار الكتاب بأن اليهود لم يعثروا على أدلة أثرية تساند دعاواهم من خلال الحفريات التى قاموا بها منذ عام 1967، وحتى القضاء البريطانى أثناء الانتداب على فلسطين أصدر حكما عام 1930 بعدم صحة ادعاء اليهود بأن الحائط الغربى للمسجد الأقصى هو أحد أسوار سليمان.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر