«وبعدين معاك يا معلم».. القصة الكاملة لاغتصاب سعد لمجرد

المعلم المعلم
 
مصطفى فاروق

لو وقعت نقطة حبر سوداء فى كوب من اللبن الأبيض ستلوثه، فما بالك لو كانت تلك النقطة البسيطة "تهمة اغتصاب" وسط بحر من الإنجازات الفنية، إذن فلن يتم نسيانها مهما مرت الشهور والأيام، وذلك بالتحديد ما حدث للنجم المغربى سعد لمجرد، الذى تسبب فى محو تاريخه الفنى بـ"غلطة" حدثت منذ سنتين، بعد اتهامه رسميًّا باغتصاب فتاة فى فرنسا، أودع على أثرها السجن لعدة شهور، ومن ثم تم الإفراج عنه مؤقتًا، ووُضع تحت الإقامة الجبرية.

ومن وقتها انهالت على صاحب أغنية المعلم، أكثر الأغنيات العربية مشاهدة على "يوتيوب"، حيث تخطت حاجز النصف مليار، العديد من التهم والفضائح التى انحصرت تحت مسميات "الفضائح الجنسية" و"شبه الاغتصاب" و"التعدى على فتيات"، ربما كان أشهرها تلك التى حدثت فى العاصمة الفرنسية باريس باغتصابه فتاة فى العشرين من عمرها، وتكررت التهم العام الماضى بتوجيه فتاة فى الثامنة والعشرين له تهمة الاعتداء عليها، وتمر الأيام ويعود مسلسل الاعتداءات ليطارد لمجرد من جديد، وهذه المرة فى جنوب فرنسا، وتحديدًا فى بلدة سان تروبيه الساحلية.

14517635_1251023861587202_583497066799214685_n
 

"بدايتها تويتة"

الحكاية بدأت بهوجة جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعى إثر "تويتة" كتبها صحفى مغربى يدعى سيمو بنبشير، قال فيها: "القبض على سعد لمجرد من جديد فى سان تروبيه بسبب ضرب فتاة تحت تأثير المخدرات"، لتبدأ كل الصحف العربية والمغربية فى إعادة نشرها بسيناريوهات متعددة تناولت غالبيتها "الاعتداء الجنسى" مع الكثير من "تاتش" المبالغة فى التكهنات، لتكون أغلب المانشيتات الصحفية "تهمة اغتصاب جديدة للمعلم"، دون التأكد حتى من صحة الخبر أو نشر بيان المدعى العام الفرنسى، ولعل السيناريو الأبرز كان من نصيب صحيفة "هسبريس" الشهيرة بالمغرب التى أعلنت تفاصيل الواقعة "خيالًا" دون تقديم مصدر رسمى، قائلة: "لمجرد قام ليلة أمس بعد سهرة ماجنة باستدراج فتاة إلى غرفة نومه بأحد الفنادق من أجل الحديث معها، قبل أن يتطور الأمر إلى تعنيف  واغتصاب".

 

"تكهنات مغربية"

وبدأت من بعدها حرب البحث عن سبق ومحاولة الوصول إلى "أقارب لمجرد"، أبرزها تصريحات تذيلتها بعض المواقع المغربية الشهيرة، مثل "شوف تى فى" و"اليوم 24" و"هسبريس"، على لسان والده الفنان البشير عبدو، بفشله فى الاتصال والوصول لولده، فى حين رفضت والدته نزهة الركراكى التعليق على الواقعة، وهو نفس النهج الذى اتخذه مدير أعماله رضوان بوزيد، مكتفيًا بعبارة "لا تعليق"، فى حين أكدت صحيفة "le site info" الفرنسية المغربية الرائدة فى المغرب، تواصلها شخصيًّا مع والد سعد لمجرد، والذى اكتفى بالتعليق على الأمر قائلًا" ما فراسى والو من دكشى للى شفت فمواقع التواصل، وحنا براسنا ترونا مللى سمعنا الخبر"، أى تفاجأنا بما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعى من أخبار وشائعات"، مكتفيًا بالتعليق بكلمتى "مكاين والو"، والتى تعنى باللهجة المغربية "ما فى شىء"، أو بالمصرى "مفيش الكلام ده"، لتعيد صحيفة "اليوم 24" نشر تصريح جديد بعدها بعدة ساعات على لسان مصادر فرنسية مفاده أن "اعتقال لمجرد كان بسبب فتاة مرة أخرى، لكن الأمر لا علاقة له بالاغتصاب، لكنه بسبب خلاف بين سعد لمجرد وفتاة فى حانة ليلية، أدى إلى تفاقم المشكل بين الطرفين، مما دفع لمجرد إلى ضرب الفتاة أمام الجميع". وأضافت المصادر ذاتها أن لمجرد كان تحت تأثير المخدرات فى الوقت الذى نشب فيه الخلاف بينه وبين الفتاة"، وذلك هو السيناريو الأرجح فى تفسير "التويتة" التى تسببت بالضجة فى بادئ الأمر "ضرب فتاة".

19146265_1523316711024581_661880449804558551_n

"الماضى يتكرر!"

 تسود حالة من "الغموض التام" حول حقيقة ما حدث، بين حرب المضاربة فى الأخبار بين أغلبية الصحف العربية وحتى الشهيرة منها، وصولًا إلى اعتماد "سكاى نيوز" و"روسيا اليوم" على نقل أخبارها من "هسبريس" دون تأكيد، ليكون التريند السائد منذ أمس على السوشيال ميديا يتراوح حول منظور السخرية منه على طريقة إفيه أحمد حلمى الشهير "كله ضرب ضرب مفيش شتيمة" أي "كل شوية اغتصاب اغتصاب"، وبين هجوم عنيف عليه لإهانته تاريخه الفنى ومجال الأغنية المغربية بتصرفاته "المشبوهة"، وعدم احترامه لكونه نجما كبيرا له معجبين بالملايين،  وذلك حتى دقائق قليلة مرت من الآن، عقب خروج الصحف الفرنسية الشهيرة، مثل "لوموند" و"لو فيجاروه" و"لو باريزيان"، عن صمتها أخيرًا، وبدء تناولها القضية بشكل رسمى، بنشرها بيان النيابة العامة فى مدينة دراجينيان على لسان المدعى العام نفسه، والذى أكد احتجاز سعد لمجرد 24 ساعة على ذمة التحقيق، إثر توجيه فتاة له أصابع الاتهام بتهمة "اغتصابها" والاعتداء عليها جنسيًّا، ولكنه أكد أن "التحقيق مازال جاريًا" دون إثبات التهمة رسميًّا، خاصة إثر تضارب نسختين متعارضتين تمامًا من رواية المعلم والفتاة.

20604613_1575451145811137_2491972078921458932_n

"اغتصاب أم اعتداء!"

وقالت صحيفة لو باريزيان leparisien الرائدة فى فرنسا فى مستهل خبرها الرئيسى: "علمنا من مكتب المدعى العام فى دراجينيان أن الوقائع جرت فى مدينة سان تروبيه فى ليلة الأحد، كما قال، وأُجرى تحقيق صارخ عقب شكوى من امرأة بسبب "حقائق تميزت بها". الاغتصاب ، ويشير مكتب المدعي العام إلى "قضية معقدة" وقعت "في سياق الاجتماعات في النوادي الليلية" مع "نسختين متعارضتين تمامًا تتصادمان"، مما يتطلب "استمرار التحقيقات والاستماع إلى أي شاهد مفيد"، لتؤكد الصحيفة بذلك أنه لم يتم توجيه تهمة حقيقية رسمية حتى الآن للمعلم، ولكن مازال احتجازه جاريًا على ذمة التحقيق.

بينما اكتفت صحيفة لوموند lemonde بالإشارة إلى  احتجاز سعد لمجرد على ذمة التحقيق حسب اتهام فتاة له بالاغتصاب، حسب رواية المدعى العام فى دراجينيان، قائلة: إن المغني المغربي سعد لمجرد المشتبه في قيامه بالاغتصاب محتجز في مركز الدرك في سان تروبيز منذ يوم الأحد 26 أغسطس في الصباح وقال المصدر أن تحقيقا صارخا تم إثر شكوى من المرأة عن "أعمال اغتصاب". وذلك ما أكدته أيضًا صحيفة لوفيجاروه lefigaro، التى أشارت إلى التهمة بكونها مجرد "شبهة اغتصاب" دون تأكيد عليها، حيث لم يتم توجيه التهمة بشكل رسمى حتى الآن، وإنما يتم الاحتجاز فقط حتى الانتهاء من التحقيق، قائلة: "احتُجز المغنى المغربى سعد لمجرد المشتبه فى قيامه بالاغتصاب، فى حجز الشرطة فى مكاتب الدرك فى سان تروبيه منذ صباح الأحد، علم بذلك مكتب المدعى العام فى دراجينيان، إثر شكوى من امرأة تتهمه بـ"الاغتصاب".

 36569488_1924721064217475_5670900746908860416_n


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر