نظرية أنعام سالوسة

 أنعام سالوسة أنعام سالوسة
 
زكى القاضى

أنعام سالوسة، شخصية موجودة فى كل حياتنا، كفكرة نموذجية للتعبير عن طبيعة الحياة للمصريين الحقيقيين، تعبر عن قطاع عريض يظل يعمل ويجتهد ويعطى دون أن يجد المكافأة الحقيقية على عمله، وهذا لا ينفى عظمة موهبة انعام سالوسة وقيمتها، ولكن هنا فى نقطة واحدة، هى السؤال عن التكريم الذى تستحقه ولم تنله إلى الآن.

من منا يعرف عن أنعام سالوسة حياتها وتفاصيلها، وكم برنامج استضافها ليكرمها، ومتى تكرمها الدولة فى حياتها، هل سمعنا يوما احتفاء بها وتكريمها فى أحد المهرجانات الكبرى، وهل مصر انحصرت فى بعض الأسماء المعلبة، حاجزى الألقاب المصطنعة، والمثيرين لقضايا بهدف الشهرة ليس إلا وستفاجئ إن قارنتها بعطاء واستمرارية أنعام سالوسة.

تمثل أنعام سالوسة كل صور المصريين فهى تلعب كافة الأدوار من الشر إلى الخير فى أدوار كثيرة بحرفية كبيرة وتجتهد وتظل تجتهد وتأخذ مساحتها بيديها وموهبتها حتى وبعد أن تخطت السبعين عاما، لكنها أيضا مع كل ذلك تقف فى منطقة غير مناسبة لحجم ما قدمته فى صناعة السينما المصرية.

أنعام سالوسة _ من وجهة نظرى_ أحد أبرز العلامات فى تاريخ السينما المصرية، فلا ننسى دورها فى مسلسل ذئاب الجبل، وهى تمثل دور نعمة زوجة علوان أبو البكرى، وهى تسير ورائه وتعمل مشاكله وتقف فى وجه أخيها حتى يصل بها لأن تترك ممتلكاتها لزوجها الذى يفرط فيها للراقصات، وتظل أنعام سالوسة تؤدى الدور وراء الدور، وتصل للمسلسل الشهير ليالى الحلمية بدور وصيفة المرزوقى، زوجة سليمان غانم وتستمر بدور مختلف تماما بين زوجة الصعيدى فى ذئاب الجبل وزوجة سليمان غانم فى ليالى الحلمية، حتى تصل لدور عظيم فى مسلسل جبل الحلال مع الراحل محمود عبد العزيز، وهى تؤدى دور الأم التى تستقر فى مكانها بالشهور، فى انتظار أبو هيبة والشوكولاتة التى يعطيها لها، ومناكفات زكية زوجة نجلها حكم.

لست ناقدا فنيا ولست متابعا للشأن السينمائى بشكل كبير، ومايربطنى بالتلفزيون هو رؤية مواطن مصرى يجلس أمامه فيتفحص تفاصيل مايراه ربما مستممتعا فى لحظات كثيرة ويرافقه الملل فى أحيان أخرى، لكن دائما كان يشغلنى ماهى حجم المساحات التى يشغلها بعض الفنانين القدامى لدى الجمهور ولدى القاعدة الخاصة بسوق الفنانين، ووسط كل ذلك الزحام تبرز دائما صورة الفنانة الكبيرة القديرة أنعام سالوسة.

إذا نحن إزاء إشكالية يمكن من خلالها إنصاف مصر أو استمرارها على نفس المنوال، وهو كيف يمكن تكريم وتقدير صاحب العطاء الأكبر أيا كان اسمه وأيا كان موقعه، فعلينا كما نبحث عن المواهب والقدرات الخاصة، أن نكرم أصحاب الخبرات فى حياتنا، فهذا المقال دعوة كريمة لتكريم أنعام سالوسة كما يليق بها وبعظمة ما تفعله، ورسالة أخيرة أتمنى أن تصل لها أرجو منها الظهور فى البرامج الحوارية والحوارات الصحفية، فهى التوثيق الحقيقى لتاريخها، وستحقق ملايين المشاهدات من جماهير فى مختلف الوطن العربى. 

ألا يمكن أن نكسر القاعدة ونعطى حقًا لأصحابه، وهم أحياء بيننا وننهى عادة مصرية وشهرة أصبحت واسعة بأننا لا نجيد سوى "تكريم من غابوا عنا".


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر