جمال عبد الناصر يكتب: المسرح المصرى لا يعرف الحرب

جمال عبد الناصر جمال عبد الناصر
 
مازالت حرب أكتوبر لم تأخذ حقها فى الفن المصرى بشكل عام وفى المسرح بشكل خاص لم يكن ما قدم على مستوى الحدث، وقد تكون الأغانى والسينما من الوسائل الأسرع فى تسجيل لحظات الحرب ورصد انتصاراته وهزائمه، ولكن المسرح المصرى فى مرحلة ما بعد الحرب مباشرة شهد كمّا من المسرحيات، ولكنها جميعا لم تكن على مستوى الحدث كما ذكرنا، وكانت أشبه بعروض انفعالية مناسبية.
 
وفي نقاش سابق مع الدكتور عمرو دوارة، الناقد والمؤرخ والمخرج المسرحى، أكد لى أن مسرحنا المصرى ظل عبر مسيرته الفنية كعادته لسنوات طويلة مواكبا لجميع الأحداث السياسية، وبالتالى فقد تصدى لقضية "الصراع العربى الصهيونى" منذ نكبة فلسطين عام 1948، كما واكب بعروضه الحروب والمعارك الهامة التى خضناها معه وبالتحديد سنوات 1956، 1967، 1973، ولكن للأسف أصبح مسرحنا المصرى حاليا مغيبا تماما، حيث سقطت هذه الذكرى الهامة من ذاكرته وأصبحت فى دائرة النسيان فنحن نحتفل بانتصارات أكتوبر المجيدة، ولم تقم جميع الهيئات الإنتاجية بتقديم أى عرض مسرحى جديد للمشاركة فى تلك المناسبة المهمة، والتى كان يجب أن تشارك فيها جميع الفرق بلا استثناء.
 
لو تأملنا كل العروض المسرحية التى قدمت عن حرب أكتوبر منذ بدايتها وحتى الآن سنجد أنه وبعد انطلاق الحرب أنتج المسرح القومى هذه العروض: "أقوى من الزمن": تأليف يوسف السباعى، وإخراج نبيل الألفى عام 1973، و"صلاح الدين": تأليف محمود شعبان وإخراج كمال حسين عام 1973، و"حدث فى أكتوبر": تأليف إسماعيل العادلى وإخراج كرم مطاوع عام 1973، و"حبيبتى شامينا": تأليف رشاد رشدى وإخراج سمير العصفورى عام 1973، و"سقوط خط بارليف": تأليف هارون هاشم رشيد وإخراج سناء شافع عام 1974، "النسر الأحمر": تأليف عبد الرحمن الشرقاوى وإخراج كرم مطاوع عام 1975، و"باب الفتوح" تأليف محمود دياب وإخراج سعد أردش عام 1976 .
 
وقدم "المسرح الحديث" مسرحيات: "مدد مدد شدى حيلك يا بلد" عام 1973، تأليف زكى عمر، وإخراج عبد الغفار عودة، و"رأس العش" عام 1974، تأليف سعد الدين وهبة، وإخراج سعد أردش، و"العمر لحظة" عام 1974 تأليف يوسف السباعى، وإخراج أحمد عبد الحليم، و"الحب والحرب" عام 1974 تأليف شوقى خميس، وإخراج عبد الغفار عودة، كما شاركت فرقة "مسرح الطليعة" بتقديم ثلاثة عروض عام 1974 هى: "القرار من تأليف سعيد عبد الغنى"، وإخراج مجدى مجاهد، و"جبل المغناطيس" تأليف سعيد عبد الغنى، وإخراج فهمى الخولى، وحراس الحياة: تأليف محمد الشناوى، وإخراج أحمد عبد الحليم، كذلك قدّم قطاع "الفنون الشعبية والاستعراضية" عدة مسرحيات غنائية استعراضية من أهمها: "حبيبتى يا مصر" عام 1973، تأليف سعد الدين وهبة، وإخراج سعد أردش، و"الحرب والسلام" عام 1974، تأليف يوسف السباعى، وإخراج محمود رضا ومحمد صبحى، و"مصر بلدنا" عام 1978، تأليف حسام حازم، وإخراج أحمد زكى، "نوار الخير" عام 1979، تأليف/ توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وإخراج حسن عبد السلام.
 
مما سبق يتضح لنا أن المسرح المصرى قد انفعل بشكل لحظى استمر منذ اندلاع الحرب وحتى عام 1979، ولكن بعد ذلك ندر تقديم مسرح عن حرب أكتوبر ولم تظهر مسرحية تجسد ما حدث فى الحرب حتى على المستوى الإنسانى.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر