الحلقة الثانية.. مشاهير تجرعوا مرارة موت الأبناء: ليلى غفران مشتاقة لابنتها والليثى ظل قلبه ينزف بعد وفاة ابنه

ممدوح الليثى ممدوح الليثى
 
زينب عبداللاه
 

شريفة فاضل عايشة على ذكرى البطل وحسن حسنى لم يعد كما كان

ممدوح الليثى لم يعرف الراحة إلا بعد أن نام فى حضن ابنه المتوفى

قد لا يعرف الكثيرون ممن كانوا يرون هيئته الصارمة وشخصيته الحازمة القوية  أن السيناريست والمنتج ورئيس قطاع الانتاج ممدوح الليثى يحمل جرحا غائرا فى القلب ظل ينزف لمدة تزيد عن 30 عاما ، منذ وفاة ابنه الأصغر شريف قبل أن يبلغ عمره 9 سنوات بسبب إصابته بمرض السكر.
يحكى الإعلامى عمرو الليثى تفاصيل هذه  المأساة التى عاشها مع والده ووالدته بوفاة شقيقه الوحيد وهو لا يتمالك نفسه من البكاء، يبكى كالأطفال وهو يتذكر كيف دفن والده الراحل إلى جوار شقيقه شريف الذى رحل طفلا وترك جرحا غائرا فى قلبه وقلب أبويه ، وحين نفذ وصية والده "لما أموت ادفننى فى حضن أخوك شريف ياعمرو".
 
WhatsApp Image 2018-04-26 at 10.38.36 PM
 
حمل عمرو الليثى منذ سنوات جسد والده إلى مثواه الأخير ، بينما مر أمامه شريط حياته وحياة أسرته بعد زيارة الموت الأولى للأسرة التى اختطف فيها شقيقه الأصغر ليصبح بعدها ابنا وحيدا، نزل سلالم القبر وهو يتذكر أول مرة ذهب فيها هو وشقيقه شريف مع والدهما لرؤية هذا المدفن بعد شرائه، يرن فى أذنه صوت أخيه وهو يسأله: «هما بيعملوا إيه مع الميت لما ينزل هنا ياعمرو.. والميتين بيناموا هنا إزاى»، بينما يحاول عمرو الإجابة ومحاكاة نومة الأموات فى القبور ليشرح لأخيه بعض ما يعرفه. 
 
اهتز قلب الاعلامى عمرو الليثى  وارتجف جسده حين نزل إلى القبر، ورأى  جسد شقيقه مسجى فى مكانه، وحاول أن يتمالك أعصابه حتى ينفذ وصية والده، ويتمكن من أن يضع جسد الصغير فى حضن الأب ليجمع بينهما بعد طول فراق.
 
WhatsApp Image 2018-04-26 at 10.38.33 PM
 
يحكى عمر الليثى تفاصيل هذه المأساة قائلا :" بعد زواج أبى وأمى فى منتصف الستينيات، أنجبنى ثم جاء بعدى بخمس سنوات شقيقى الأصغر شريف، وكنا أسرة سعيدة متوسطة الحال، وكان أبى يعمل ويحقق نجاحات فى عمله، كنا أسرة مكافحة ولم نكن أسرة رأسمالية، حتى حقق والدى نجاحات مستمرة"
وتابع :"عندما كان عمر شقيقى شريف 6 سنوات أصيب بمرض السكر، وكانت صدمة ومأساة كبيرة عاشتها الأسرة، حيث كان يأخذ 3 حقن أنسولين فى اليوم، وأصبح بيتنا حزينا، وفى عام 83 حدثت الصدمة الكبرى التى زلزلت كيان الأسرة، وأصيب شريف بغيبوبة سكر وتوفى".
 
وأضاف باكيا :" كان هذا اليوم أصعب أيام حياتنا، اجتاحت بيتنا عاصفة من الحزن، مات أخى على يدى وكان عمره 9 سنوات وعمرى لا يتجاوز 15 عاما، ودفنته بيدى أنا وأبى فى المقبرة التى رأيتها معه أثناء بنائها، وكنا ننزل فيها ويسألنى إيه اللى بيحصل هنا ياعمرو".
 
WhatsApp Image 2018-04-26 at 10.38.37 PM
 
وعن حال والده بعد هذه الفاجعة قال عمرو الليثى:" تغيرت شخصية أبى وحزن حزنا شديدا لازمه حتى وفاته، وكنت أستيقظ ليلا لأجده يقلب فى كراريس شريف وينظر إلى خطه ورسوماته، وظل بعد وفاة شريف بـ15 سنة يرتدى كرافتة سوداء، وكانت دمعته قريبة جدا، كما حزنت أمى حزنا شديدا وتحول بيتنا من الفرح والسعادة إلى بيت حزين لا يعرف الفرح".
 
وأضاف :" طوال 20 عاما كنا نزور أخى شريف كل جمعة، وكان الشىء الوحيد الذى يخفف عن والدى حرصه الدائم على أداء الحج والعمرة، فلم ينقطع عن زيارة البيت الحرام منذ وفاة شريف رغم ظروفه الصحية وحتى قبل وفاته بعام واحد ، حيث أصيب بأول أزمة قلبية عام 1985".
 
 وتابع :" أبى كان كالطفل، يبكى بسهولة، ومنذ وفاة أخى اعتاد أن يذهب لتعزية أى شخص يموت ابنه حتى وإن لم يكن له سابق معرفة به، وأذكر أنه عرف أن ابن عامل إضاءة توفى، فقال لى: تعالى ودينى شبرا المظلات علشان أعزيه، وذهبنا لنجد الرجل يسكن فى الطابق الخامس ووالدى مريض بالقلب وهناك خطورة على صحته من صعود السلم، فقلت له يكفى أن أصعد أنا وأنادى الرجل لتعزيه حتى لا تعرض حياتك للخطر، فأصر والدى على الصعود بنفسه، وصعد السلم فى ساعة كاملة وقال للرجل: أنا مثلك فقدت ابنى".
 
وكشف عمرو الليثى أن سبب معرفة والده  بالكاتب الصحفى بإبراهيم سعدة، أن سعدة فقد ابنه فى نفس توقيت وفاة شريف، وكذلك سمير رجب، فحرص ممدوح الليثى على الذهاب إليهما وتعزيتهما رغم أنه لم يكن هناك سابق معرفة بهما.
 
 وأضاف:" لم يدخل الفرح بيتنا إلا يوم زواجى عام 1995، وكانت أول فرحة  دخلت إلى قلب أبى بعدما أنجبت ابنتى الكبرى ياسمين، ولكن عندما أنجبت ابنى الثانى اتصلت به وأخبرته أننى أنجبت ولدا وسأسميه شريف، فبكى بكاء شديدا، وأصبح مرتبطا ارتباطا شديدا بابنى شريف"
 
 

حسن حسنى نجم الكوميديا تبدل حاله بعد وفاة ابنته

لم يعد حال الفنان حسن حسنى الذى برع فى أداء كل أدواره ، وخاصة الكوميدية منها هو الحال بعد وفاة ابنته رشا فى 21 مارس 2013 بعد صراع مع مرض السرطان ، عاش أصعب أيام حياته بعدما عرف بإصابتها بمرض سرطان الغدد ، وكان وقتها يؤدى دوره فى مسلسل " مزاج الخير" ، تحامل الفنان على نفسه رغم انهياره ورغم حالته النفسية الصعبة، واستكمل دوره.
 
كان الفنان حسن حسنى احتفل بزفاف ابنته قبل سنوات قليلة من مرضها ، وبعد إصابتها بالمرض تم نقلها للمستشفى حيث تدهورت حالتها الصحية وتوفت خلال أسابيع.
 
وبدا الفنان الكوميدى منهارا شاردا أثناء تشييع جنازة ابنته ، وتبدل حاله بعدها ولم يعد كما كان وبدا عليه الحزن الذى أثر على ملامحه بشكل واضح.
شريفة فاضل أم البطل فقدت أول فرحتها وعايشة على ذكراه.
 
أكثر الفنانات التى عبرت عن مشاعر الألاف من أمهات الشهداء والأبطال ، بعدما فقدت ابنها شهيدا فى حرب الاستنزاف ، وأصبحت أغنيتها " أم البطل" أيقونة الانتصار والتضحية والبطولة.
 
تجلس الفنانة شريفة فاضل فى غرفتها تتابع التلفزيون، وتدمع عيناها كلما سمعت أغنيتها "أم البطل" التى تذيعها معظم القنوات الفضائية فى المناسبات الوطنية، وخاصة ذكرى انتصارات أكتوبر.
 
تبكى وهى تتذكر ابنها الشهيد، وتحكى عن هذه المأساة المحفورة فى قلبها قائلة:" استشهد ابنى خلال حرب الاستنزاف وقبل انتصارات أكتوبر، بعد تخرجه وتلقيه تدريبات على الطيران فى روسيا، كان ابنى الكبير وأول فرحتى، وتوقفت عن الغناء بعد هذه الصدمة".
 
تحكى قصة هذه الأغنية الخالدة التى أعادتها للغناء بعد انتصارات أكتوبر ، قائلة:" فرحت لما انتصرنا فى أكتوبر وطلبت من صديقتى الشاعرة نبيلة قنديل تكتب أغنية عن أم البطل المقاتل، علشان كل أمهات الأبطال اللى استشهدوا واللى انتصروا، ونبيلة قعدت فى غرفة ابنى الشهيد نص ساعة، وخرجت ومعاها كلمات أغنية أم البطل، وبكيت وأغمى عليا لما سمعت الكلمات، وبعدها طلبت من  الملحن على إسماعيل تلحينها وذهبت إلى الإذاعة لتسجيلها."
 
تبكى أم البطل وهى تتذكر هذا اللحظات:" كلمات الأغنية كانت صعبة عليا، واتأثرت وأغمى عليا أكتر من مرة وأنا باغنيها، لدرجة إن فايزة أحمد قالتلى طالما مش قادرة تغنيها بلاش، لكن أصريت وسجلتها فى يوم واحد، وكنت دايما باغنيها آخر أغنية فى الحفلات علشان ما بقدرش أغنى بعدها".
 
أصيبت أم البطل بنزيف فى الشرايين أثناء غناء الأغنية فى إحدى الحفلات وتوقفت فترة عن الغناء، ثم عادت من جديد.
 
وكانت بداية نجومية شريفة فاضل حفيدة المقرئ أحمد ندا مؤسس دولة التلاوة والتى ولدت عام 1938 ، وانفصل والدها، عندما سمعها رجل الأعمال الشهير «السيد ياسين» صاحب مصنع الزجاج الشهير، فاقترح على والدتها وزوجها إبراهيم الفلكى أحد أثرياء مصر والذى أطلق اسمه على ميدان الفلكى الشهير أن تدخل المجال الفنى كمطربة فى فيلم من انتاجه، وهو فيلم «الأب»، الذى غنت ومثلت فيه وهى طفلة.
 
وشجعها  زوج والدتها وألحقها بمعهد التمثيل والإذاعة قبل أن تكمل سن 13 عامًا.
 
 وفى منتصف الخمسينيات تزوجت شريفة فاضل من  المخرج والممثل السيد بدير، وأنجبت منه ولدين "سيد، وسامى" ، وحققت نجاحات كبيرة وقدمت العديد من الأعمال، التى تعتبر علامات فى تاريخ الطرب، ومنها «فلاح كان فايت بيغنى»، «حارة السقايين»، «وأه من الصبر وأه»، و«أمانة يا بكرة»، «وأه يالمكتوب» و«الليل » ، وحازت لقب سلطانة الطرب لجمال صوتها وأدائها شخصية منيرة المهدية، التى أسندها لها المخرج حسن الإمام، وبسبب الغيرة الشديدة انفصلت عن سيد بدير، وتوفى ابنها سيد فى حرب الاستنزاف، ولاتزال تعيش على ذكراه.
 

ليلى غفران مشتاقة ليك حبيبى الدنيا ضلمة بعدك والحزن هد فيا

كان حادث وفاة هبة ابنة المطربة ليلى غفران من الأحداث المفجعة التى شغلت الرأى العام لسنوات طويلة ، حيث كانت الإبنة ضحية جريمة قتل بشعة جرت فى منزلها بمدينة الشيخ زايد وراحت ضحيتها مع صديقاتها نادين.
 
تلقت الابنة وصديقتها الطالبتان بكلية الهندسة واللتان لم يتجاوز عمرهما 23 عاما وقت الحادث عدة طعنات مزقت جسديهما عام 2009 ، ووصلت الشرطة بعد بلاغ من خطيب هبة  الذى تلقى اتصالا من خطيبته وهى تصارع الموت ، وتم نقلها للمستشفى لتلفظ أنفاسها الأخيرة ، بينما عاشت الأم المطربة أصعب صدمات حياتها، ولم تستوعب هذه الصدمة فى البداية ، بل واعتزلت الفن لفترة بعد هذا الحادث.
 
ورغم القبض على الجانى الذى أكدت التحريات أنه ارتكب جريمته بدافع السرقة ،  وتنفيذ حكم الإعدام فيه بعد الحادث بخمس سنوات ، ورغم حالة الثبات التى بدت على ليلى غفران ، إلا أنها كانت ولا تزال تتمزق حزنا على فراق ابنتها وعبرت عن هذا الحزن والاشتياق بطريقتها وصوتها عندما غنت " مشتاقة ليك حبيبى" ، لتعبر عن نار الاشتياق التى يحترق بها كل أب وأم فقدوا ابنا أو ابنة ، والتى لا تنطفئ إلا بنهاية العمر.
 
" مشتاقة ليك حبيبى ياأغلى من حبيبى هيكون الدمع بختى والجرح من نصيبى ..لكن صعبان عليا مبقاش في حد ليا الدنيا ضلمة بعدك والحزن هد فيا ..وداع يا 100 خسارة ..المر زاد مرار"
 
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر