نادية الجندى: مفيش نجمة جماهير حاليا.. ومنى زكى وهند صبرى وزينة الأبرز

نادية الجندى مع جمال عبد الناصر نادية الجندى مع جمال عبد الناصر
 
جمال عبد الناصر - السعودى محمود
كل من حاربنى وتآمر ضدى منحنى قوة وصلابة ونجاحا أكبر

أنا أول من قدمت وتناولت الإرهاب فى السينما

أفلامى عن المخدرات دفعت وزارة الداخلية لتطهير الباطنية

لقب "نجمة الجماهير" منحه لى الجمهور بعد "بمبة كشر" وإيرادات أفلامى

صحفى إسرائيلى قال لى: "أفلامك حلوة وبتعجبنا فى تل أبيب"

تكريمى فى المهرجان القومى للسينما اعتراف من الدولة بقيمتى الفنية

حوار نادية الجندى (4)

لم تحصل الفنانة نادية الجندى على لقب «نجمة الجماهير» من فراغ، لكنها حصدته خلال مشوار فنى طويل، اجتهدت خلاله وتعبت ونحتت فى الصخر حتى منحها الجمهور هذا اللقب، وفى حوارها لـ«اليوم السابع»، قبل تكريمها من المهرجان القومى للسينما المصرية فى دورته الـ22، تكشف «نجمة الجماهير» الكثير من أسرار حياتها الفنية وعلاقتها بالجيل الحالى ورأيها فى السينما هذه الأيام، بالإضافة لعلاقتها بعدد من رموز الفن والفكر وبينهم نجيب محفوظ وأنيس منصور وماذا قال كل منهما عنها.

الفنانة نادية الجندى نالت العديد من الجوائز والتكريم عبر مشوارها الفنى.. لكن هل يحمل تكريم المهرجان القومى للسينما طابعا خاصا لديك؟

- بكل تأكيد، لأنه تكريم من الدولة المصرية متمثلة فى وزارة الثقافة عن مجمل أعمالى ومشوارى السينمائى، ولذلك أعتز به جدا، ويمثل لى قيمة كبيرة وهو اعتراف من الدولة بقيمتى وبمشوارى الفنى وأعمالى التى حرصت طوال حياتى أن تكون بها رسالة ومعنى وقيمة، وكان لى أسلوب مميز وخط أسير عليه فى السينما، وتعبت جدا وخضت مشوارا طويلا، وحفرت فى الصخر، وهذه التكريمات تجعلنى أقف وأتأمل الرحلة الصعبة التى خضتها وهى ليست سهلة، وحافظت على النجومية، لأن الذين يصعدون بسهولة للنجومية لا يستمرون فيها طويلا ولا يشعرون بقيمة النجاح، ولذلك أنا حاولت المحافظة على نجاحى، لأننى تعبت فيه كثيرا فى ظل تحديات وصعاب وحقد.

ولكن هذه الصراعات موجودة فى كل الأوساط؟

- بالتأكيد ولكن الوسط الفنى أكثر، لأن صراعاته لها شكل آخر، وهو شكل مدمر، ولكن دائما العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، وطالما هناك ناس لا تستطيع الوصول لنجاحك ولا يمتلكون الإمكانيات ولا القدرات لذلك تجدهم يحاربونك ويحقدون عليك، وهناك فئة أخرى تحاول ولا تصل فتحطم الآخر الناجح، وتستخدم كل الأساليب غير الشرعية وغير الإنسانية لتدمير الناجح، وهذا كله واجهته خلال مشوارى، وواجهت الشائعات ومحاولات إيقاف أفلام وأعمالا ناجحة وهم يتخيلون أنهم بذلك يقفون فى طريق مسيرتك، لكن كل ذلك كان يمنحنى قوة أكبر وأشعر بنجاحى أكثر.

كيف جاء لقب نجمة الجماهير؟ ومن منحه لنادية الجندى؟

- أفلامى التى حققت أعلى الإيرادات هى التى جعلت الجمهور يمنحنى هذا اللقب، ففيلم «بمبة كشر» ظل فى دور العرض لمدة سنة ومثله «الباطنية» و«وكالة البلح»، أيضا، بل كان هناك سوق سوداء للتذاكر الخاصة بالفيلم، وكان البعض يأتى من الأقاليم لحضور الفيلم، وعندما لا يجدون يظلون بالقاهرة لثانى يوم و«يباتوا» فى ميدان الأوبرا، وهذا حدث فى فيلم الباطنية، وهذه الظاهرة لم تحدث من قبل وهذا هو سبب إطلاق اللقب.

- لو طلبنا منك أن تحددى لنا من ساهم فى صناعة مجدك فى السينما.. فماذا تقولين؟

- صنعت مجدى فى السينما أولا بالإيمان بالله وثانيا بالإخلاص والتفانى فى العمل، فقد وهبت نفسى وعمرى للفن، وثالثا باختيارى للأدوار التى أستمتع أنا بها شخصيا فأسعد نفسى بها فتسعد بها الناس أيضا.

حوار نادية الجندى (1)

ذكرت من قبل أن الإعلامية نجوى إبراهيم كانت زميلة دراسة.. فماذا عن ذكرياتكما معا؟

- بالفعل كنا زملاء فى المدرسة وهى كانت تهوى العزف على البيانو، وكانت تصعد فى غرفة الموسيقى بالمدرسة فى الدور الثانى وتعزف وأنا كنت أرقص، ووقتها أيضا كنت أمثل فى أول فيلم لى فى السينما وهو «زوجة من الشارع»، وكنت متفوقة جدا فى دراستى وكنت دائما الأولى على المدرسة.

بعد النجومية.. كيف كانت نادية الجندى تختار موضوعات أفلامها؟

- كنت أبحث عن الموضوعات التى بها فن وإمتاع، وفى نفس الوقت تحمل قضية مهمة فأنا أول من قدم وتناول موضوع الإرهاب عندما عرضته على الكاتبة حسن شاه، كما قدمت فى فيلم «الضائعة» قضية الإدمان، وكيف يقضى على حياة الإنسان وبهذا الفيلم عدة موضوعات ورسائل مهمة تخص المرأة والظلم الذى تتعرض له، فكل أعمالى تمس مشاكل الناس وهمومها، وبعد عرض هذا الفيلم تحدثت معى الكثير من الممرضات المصريات اللاتى تعملن بالخارج وقالوا لى: «أنت عملتى حياتنا وكأنك كنت عايشة معانا»، وأيضا بعد عرض هذا الفيلم جاء رجل إلى مكتبى وكان لديه إصرار على مقابلتى وبالفعل قابلته فقال لى: «أنا باشكرك وعايز أبوس إيدك، لأنك بهذا الفيلم كنتِ السبب فى شفاء ابنى، فقد كان مدمنا وأقلع عن الإدمان بعد مشاهدة الفيلم».

حوار نادية الجندى (3)

فى مرحلة ما قبل فيلم «بمبة كشر» هل كانت نادية الجندى راضية عما تقدمه؟

- بالفعل لم أكن راضية عن الكثير من الأدوار التى قدمتها، فلم أشعر فيها بنفسى، وكنت أشعر أن موهبتى أكبر، مما أقدمه فقد كان المخرجون يحصروننى فى أدوار معينة وصغيرة وتافهة، وبحثت حتى جاءت لى رواية «بمبة كشر» بالصدفة واشترتها من المنتج جمال الليثى وأنتجتها بنفسى، لشعورى بأن هذا الدور مهم وسيظهر قدراتى وذهبت للأديب الكبير يوسف السباعى الذى كان وزيرا للثقافة، وقام من خلال هيئة السينما بتوزيع الفيلم.

هل بالفعل فيلم «بمبة كشر» كان سببا فى تغيير قانون عرض الأفلام؟

- كان أى فيلم مهما كان نجاحه لا يستمر فى دور العرض أكثر من 17 أسبوعا، وفيلمى وقتها بعد الأسبوع السابع عشر أخبرونى بوقفه، وكانت التذكرة فى السوق السوداء «بضرب النار»، فذهبت لوزير الثقافة وقلت له: «هذا ظلم كبير لى»، فقال لى: «ارفعى قضية»، وبالفعل توجهت للمحامى الخاص بى ورفعت دعوى قضائية وكسبتها، وتم عرض الفيلم لمدة عام كامل وتغير القانون، وبالمناسبة هذا الفيلم حقق مكاسب لوزارة الثقافة نفسها، وقالها الوزير يوسف السباعى، حينما هاجمته الصحافة وقالت: «وزارة كشر»، فقال لهم: «الفيلم ده دفعت منه مرتبات الهيئة المتأخرة وسددت بعض الديون».

هل لديك أفلام أخرى غيرت من القوانين أو كانت سببا فى حل مشاكل؟

- منظمة الصحة العالمية منحتنى جائزة وتكريما خاصا عن فيلم «الباطنية»، وكيف أننى حاربت تجار المخدرات ولفت نظر وزارة الداخلية لهذه المنطقة وقامت بتطهيرها، بالإضافة لأفلام كثيرة حاربت بها المخدرات، وهذه الجائزة كانت بالنسبة لى أعجب جائزة لأنهم منحونى التكريم عن أفلام هادفة ضد المخدرات.

حوار نادية الجندى (6)

لديك أكثر من «لزمة» فى أفلامك مثل «نعمة الله والأجر على الله»، و«تعالى مقولكشى» و«سلملى على البتنجان» وغيرها.. كيف كانت تخرج تلك اللزمات؟ ومن صنعها؟

- هذه اللزمات كانت تخرج من نسيج الشخصية ومكتوبة فى السيناريو ومن مفردات الشخصية، ولكننى كنت أقوم فقط بالتأكيد عليها وبالمناسبة هذه الإفيهات واللزمات منتشرة على السوشيال ميديا، وفى البلدان العربية كلها حينما أسافر أجدهم ينادوننى بها وكان آخرها فى لبنان.

هل مشوار نادية الجندى كله نجاحات ولا توجد به لحظات فشل؟

- الحمد لله عمرى ما فشل لى فيلم لكن ممكن تكون هناك مواقف خارجة عن إرادتك، فمثلا إيقاف فيلم «خمسة باب» كان خارج عن إرادتى فالفيلم كسر الدنيا لكن تدخلت أيادى أوقفت الفيلم، ولكن الحمد لله حقق الفيلم فيما بعد نجاحا كبيرا، وأفلامى دائما تعيش لأنها كان بها استشراف للمستقبل.

ما حكاية «بيلا نادية»؟

- هو بوتيك شهير كنت أمتلكه، وكان كل نجوم المجتمع يشترون منى وكان ناجحا بشكل غير تقليدى، ورغم ذلك لم أستمر فيه، لأننى لم أجد نفسى فى الجلوس على مكتب وتجارة وبيع وشراء، وفى عز نجاحه بعته ووضعت فلوسه فى فيلم «بمبة كشر».

هل دور «زغزغة» فى مسلسل «الدوامة» كان محطة مهمة فى مشوار نادية الجندى؟

- بالفعل لأنه كان مسلسلا ناجحا وعرض قبل «بمبة كشر» والناس شاهدتنى فى هذا الدور، وبعدها جاء فيلم «بمبة كشر» فى العيد، فحققت نجومية مضاعفة، لأنه كان تمهيدا كبيرا لى قبل بطولة الفيلم.

كنت رافضة تماما للعمل فى الدراما التليفزيونية.. ما الذى غير رأيك وجعلك تقدمين مسلسلات؟

- المنتج محمد فوزى كان دائما يعرض علىَّ ذلك، وأصر على إنتاج مسلسل أقوم ببطولته، برغم أننى رفضت كثيرا وكنت متخوفة بالفعل، لكننى وضعت شروط أولا التصوير بطريقة السينما واختيار موضوع جذاب، والمخرج يكون من مخرجى السينما، فوافق فاخترنا موضوعا به هذه المواصفات كتبه مصطفى محرم وهو «مشوار امرأة»، وبالفعل حقق نجاحا كبيرا، وكانت الناس تقولى أن كل حلقة كأنها فيلم سينمائى.

هل فِلماكِ عن إسرائيل «مهمة فى تل أبيب» و«48 ساعة فى إسرائيل» كانا بتوجه؟

- بالعكس كانت بدافع وطنى وحب منى لمصر وإظهار قوتها وعبقريتها وتفوقها فى مجال المخابرات والجاسوسية، وكان البعض يخيفنى من تقديم مثل هذه الأفلام، ولكننى كنت مصرة على تقديم كل أنواع الأفلام، فقد قدمت أفلاما سياسية واجتماعية وأفلاما عن قضايا مثل المخدرات وأخرى عن الجاسوسية والإرهاب الدولى.

حوار نادية الجندى (5)

وما أكثر المواقف التى لا تنسى بالنسبة لك؟

- صحفى إسرائيلى قابلنى وقال لى: «أفلامك حلوة عن إسرائيل نشاهدها فى تل أبيب كل يوم جمعة ونتابع أعمالك»، وهناك أيضا صحفية إسرائيلية سألتنى أنت إمتى جيتى صورتى فى تل أبيب، فقلت لها: أنا لم أذهب مطلقا إلى هناك، وكل الفيلم صورته هنا فى ديكورات ولكنها من شدة المصداقية فى الصورة والديكورات اعتقدت أننى صورت فى تل أبيب، ولم تصدق ذلك، ومازالت معتقدة أننى سافرت إلى إسرائيل، وبالمناسبة قيل فى الإذاعة الإسرائيلية، أن الأفلام التى قدمتها نادية الجندى عن إسرائيل كانت تثير الشعب المصرى ضد إسرائيل، وتزيد من رفض الشعوب العربية للتطبيع، وأن هذه الأفلام وغيرها هى التى تجعل العرب يكرهون إسرائيل.

وما رأيك فى أوضاع السينما حاليا؟

- لا أتابعها مطلقا، ولكننى أعجبنى فيلمين من ناحية التكنيك فى السينما، هما فيلم أحمد السقا «هروب اضرارى» وفيلم «الخلية» لأحمد عز ونجحا لأنهما أكشن، لكننى لم أر أفلاما تحمل موضوعا اجتماعيا حاليا أو قضايا مهمة.

شاهدتى فيلم «يوم الدين» هل أعجبك؟

- الفيلم بصراحة يعرض لسلبيات كثيرة وهو فيلم جرِىء وجديد وبه فكرة إنسانية حلوة، لكن لم يعجبنى منظر الزبالة و«الوساخة» والجاموسة التى تعوم فى الماء، فنوعية هذه الأفلام حينما تعرض فى مهرجانات خارج مصر تعطى صورة سيئة عن مصر، وانزعجت وغضبت حينما رأيت هذه المشاهد بالفيلم.

هل تمانعين فى المشاركة مع الجيل الحالى من نجوم السينما حتى ولو فى دور ضيفة شرف؟

- لا أقدم أدوار ضيوف الشرف مطلقا، لكن لو كان دورا أساسيا وفعالا ومحوريا أوافق، وأنا أكتر فنانة تعاملت مع أجيال مختلفة.

لو محمد رمضان عرض عليك مشاركته فى فيلم هل توافقين؟

- محمد رمضان لن أتحدث عنه كفنان ولا أقيمه، ولكنه أصبح مستفزا للناس ويتحدث عن حياته الشخصية أكثر من أعماله، وهو بالمناسبة ممثل جيد، ولكن حديثه عن حياته الشخصية يستفز الناس ويحدث فجوة بينه وبينهم، ولابد أن يكون قدوة للشباب وينتقى أدواره لأن ما يقدمه يؤثر فى جيل كامل.

حوار نادية الجندى (2)

تعاملت مع أدب نجيب محفوظ فماذا كان رأيه فيما تقدمين؟

- قدمت له «شهد الملكة» و«الخادمة» و«وكالة البلح»، وقالى لى إننى أصلح ممثلة تقدم روايته «شهد الملكة»، برغم أنها كانت فى البداية ستقدمها نادية لطفى، ولكن المنتجة نجوى الموجى اشترته من نجيب محفوظ، وقال لها: نادية الجندى هى التى تقدمه وبعد تنفيذ العمل ومشاهدته كان سعيدا جدا ومنذ البداية عندما شاهدنى فى فيلم «ميرامار» كتب عنى أن هناك ممثلة ناشئة تقدم دور «صفية» لفتت نظرى وكانت ممثلة متقنة لدورها.

لماذا لا توجد حاليا نجمة تتربع على عرش السينما مثلك ومثل فاتن حمامة وشادية والنجمات الكبار؟

- برغم أن المناخ حاليا أفضل لديهم، لكن لا توجد إمكانيات ولا قدرات للجيل الحالى، ويستعجلون على الشهرة فتظهر بسرعة وسنة أو اتنين وتختفى فلا توجد استمرارية فلا يوجد النجم الذى يستمر لفترات.

من يعجبك من الجيل الحالى؟

- بأحب منى ذكى وهند صبرى وياسمين صبرى وزينة ومنة شلبى ونيللى كريم، وجميعهن صديقاتى وممثلات جيدات، ولكن نفسهن قصير ولا توجد لديهن استمرارية، وأنصحهن بانتقاء أدوارهن، وأن يكون لهن سيستم فى الحياة مختلفا، خاصة أن النجومية لا تصنع فى يوم أو اثنين.

من الشخصية التى تحبين الحديث عنها وإنهاء الحوار بها؟

- مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى فأنا أحب بلدى جدا، ومصر دائما فى قلبى وعقلى، ورئيسنا هو رجل يكفى أنه خلص مصر من محنة كبيرة كانت ستدخلها، ويكفى الأمان الذى نعيش فيه حاليا فى فترة حكمه، والحمد لله نمر حاليا باسترداد أنفاسنا، وننهض خطوة خطوة والظروف تتحسن على مراحل، ولابد من الصمود والصبر، فنحن لدينا تحديات كبيرة وكثيرة، ولابد أن نشجعه ونقف بجواره، ونشعر بالمسؤولية مثله.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر