قال الروائى والمفكر يوسف زيدان، إنه أحب القراءة منذ سنوات الطفولة المبكرة، وأنه بدأ قراءاته بروايات ألبرتو مورافيا، وأنه كان يقطع أغلفتها التى ظهر على بعضها صور لأجساد نساء "إحنا تربية صعيدية وكنت طفل ما ينفعش أدخل بالحاجات دى البيت"، معتبرا أن ما كان يفعله فى أغلفة الكتب أول إرهاصات عمله بالمخطوطات الذى احترفه فيما بعد مديرا لمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية.
وأردف زيدان، خلال حواره ببرنامج "ليل داخلى” مع السيناريست أحمد مراد، أن تقرير الحضانة الفرانكفونية التى التحق بها فى الإسكندرية قبل التحاقه بالمدرسة الابتدائية، كانت تقول أنه طفل منعزل يفضل الوحدة، مؤكدا أنه فى الحقيقة كان يفضل القراءة على أى شىء آخر، وأنه أثناء مرحلة دراسته الإعدادية كان يهرب من المدرسة عبر السور ليذهب إلى المكتبة.
وأوضح أنه فى المرحلة الثانوية والجامعية دأب على الجلوس لأوقات طويلة فى مكتبة بلدية الإسكندرية وأنه حين طلب إحدى المخطوطات ووجدها مهترئة وعلم بأنها النسخة الوحيدة فى العالم من هذه المخطوطة النادرة، قرر أن يحقق المخطوطة واطلع على الطرق العالمية المتعارف عليها فى التحقيق، وبالفعل كان أول كتاب له صدر بعمر الـ 22 عاما.
وتابع أنه قصد الكثير من الناشرين لكنه قوبل بالرفض، حتى وافق أحد الناشرين أخيرا بعقد مقابل 200 جنيه، مشيرا إلى أنه فى عمر الـ29 عاما كان قد نشر 9 كتب، وأن "ظل الأفعى" هى أول أعماله الروائية.
وبالحديث عن حبه للقراءة فى الطفولة، أكد زيدان أن الأمر يتكرر مع الجيل الحالى أيضا، وأن هناك أطفال ومراهقين يقابلهم ويخوضوا معه نقاشات عميقة جدا عن أعماله "فى بنت عندها 14 سنة مستواها العلمى والثقافى أعلى من أساتذة جامعة أعرفهم بالاسم".
وشدد على أنه يعارض تحويل أعماله الأدبية إلى أفلام سينمائية "لأنهم مابيدفعوش كويس"، وأن رواية مثل عزازيل طُبعت 40 طبعة رسمية على مدار 8 سنوات خلافا للطبعات غير الرسمية والطبعات المضروبة، وأنه يرفض تحويل الروايات للشاشة احتراما لكل هذا القدر من القراء "لكنى أقدر دور السينما وتأثيرها فى الوعى العام".
وقال إنه لا يمانع كتابة سيناريو سينمائى بشرط ألا يكون منشغلا بكتابة عمل أدبى أو كتاب آخر، مشددا على أن الأولوية بالنسبة له للكتابة الأدبية وإصدار الكتب.