ابنة «زعيم الفلاحين» تكشف لـ«عين» أسرار حياة شفيق نور الدين

شفيق نورالدين شفيق نورالدين
 
حوار - زينب عبداللاه تصوير - أحمد معروف
- ابنة عبد المنعم إبراهيم بكت عدنما رأت قدمه.. وسماسرة الممثلين استولوا على نصف أجره

- سمية شفيق: والدى بدأ التمثيل فى سن 25.. ولهذا السبب لم يعرفه الجمهور إلا فى أدوار العجوز

 
بمجرد أن تسمع صوته وتنظر إلى ملامحه وتجاعيد وجهه وطربوشه ونظارته القديمة، تشعر أنك تعرفه، موظف بسيط، أو فلاح فقير، أب مطحون يحصى ما تبقى فى جيبه من جنيهات قليلة ويمشى شاردًا يحدث نفسه كيف ينفق على أبنائه باقى الشهر، ترى عبقرية أدائه فتوقن بأن الموهبة ليست دائمًا معيارًا للشهرة والمال والأضواء، وأن للحظ ترتيبات أخرى قد تجعل الأقل موهبة أكثر شهرة ومالًا، فكثير من الموهوبين أمثاله لم يحصلوا على ما يليق بهم رغم عبقرية موهبتهم وأدوارهم التى لا تنسى.
 
إنه الفنان الكبير شفيق نور الدين، أحد فنانى جيل العمالقة، ربما لا يعرف الكثيرون من أبناء الجيل الحالى اسمه، رغم أنهم يعرفون وجهه الطيب ويحفظون عباراته التى رددها فى بعض أعماله.
 
«أحمد ابن حنبل قال تنقض وأبو حنيفة قال ماتنقضش».. لا ينسى أحد تلك العبارة التى رددها الأستاذ عبدالقوى وكيل المصلحة فى فيلم مراتى مدير عام، وهو يرتدى القبقاب استعدادًا لإعادة الوضوء، كما لا ننسى عبارته «نفسى ألبس جزمة ياسى حسن» التى رددها «على الطواف» فى مسرحية ومسلسل عيلة الدوغرى، نذكر جيدًا وجه البقال الذى وقف مذهولًا بينما تلتهم الطفلة قطقوطة الجبن من أمامه فى فيلم «دهب»، وربما بكينا ونحن نرى أداءه العبقرى فى «فيلم القاهرة 30»، حين جسد انفعال والد محفوظ عبدالدايم بعدما اكتشف أن ابنه يبيع شرفه للباشا ويسمح له بمعاشرة زوجته.
 
لم يبدع شفيق نور الدين فى هذه الأدوار التى يعرفها الكثيرون فقط ولكنه أبدع فى مئات المسرحيات التى كانت علامات فى تاريخ المسرح القومى ومنها عيلة الدوغرى، ملك القطن، أم رتيبة، سيما أونطة، المحروسة، السبتية، سكة السلامة، بير السلم، المسامير، وسهرة مع الحكومة، كوبرى الناموس، القضية، إضافة إلى عشرات البرامج والمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية والأفلام السينمائية التى أدى فيها دور الفلاح واليهودى والبخيل والموظف والقاضى.
 
التقينا بابنته سمية شفيق نور الدين لتتحدث عن سيرة والدها الفنان الراحل، وتكشف أسرار وتفاصيل حياته وكواليس أهم أعماله.
 
تكريم مستمر وإبداع لا ينضب.. تحمل الابنة كثيرًا من ملامح أبيها كما تحمل ملفات تحوى صوره وبعض أوراقه وشهادات التقدير التى حصل عليها فى حياته والتى تسلمتها بعد وفاته، تتحدث بفخر عن هذا الأب الذى ربما لم تختلف الكثير من صفاته على الشاشة عن صفاته فى الواقع.
 
تشير الابنة إلى عدد من الشهادات التى تسلمتها بعد وفاة والدها ومنها تكريم أكاديمية الفنون بالتعاون مع جمعية أبناء فنانى الزمن الجميل الذى حضره شقيقها الفنان نبيل نور الدين، وقبله تسلمت شهادة تقدير لوالدها كرائد للسلام الفنى والثقافى من المركز المصرى للسلام العالمى وحقوق الإنسان، ووضعت وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة الجيزة لافتة عاش هنا «على منزله الذى عاش فيه فى العمرانية».
 
48375033_270277033636225_8830568591549005824_n
 
تتابع الابنة التى تجاوزت الستين من عمرها: «منذ خروجى على المعاش كموظفة فى أحد البنوك وأنا أحرص على حضور أى تكريم لوالدى وسعدت عندما أقام بيت السنارى بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية منذ عامين معرضًا لتوثيق أعمال خمسة فنانين منهم والدى، والفنانون حسن البارودى، وصلاح نظمى، وفوزى الجزايرلى وإبراهيم الشامى».
 
ابن تاجر القطن فنان فى جرن القرية.. تعود الابنة إلى البدايات حيث ولد الطفل شفيق نور الدين فى 15 سبتمبر عام 1911 بقرية بجيرم مركز قويسنا محافظة المنوفية لأب يعمل تاجرًا فى بورصة القطن، وأم رحلت قبل أن يكمل سن الحادية عشرة وتركته هو وشقيقته الصغيرة مع والدهما الذى تزوج ابنة شقيقها فكانت أمًا حنونًا للطفلين اليتيمين وارتبطا بها حتى أن شفيق نور الدين سمى ابنته الثالثة «عائشة» باسم زوجة أبيه الحنونة التى توفت أيضًا فتزوج الأب من زوجة ثالثة وأنجب ابنًا ثالثًا.
 
كان شفيق نور الدين يعشق التمثيل بالفطرة كما أشارت ابنته: «كان يشاهد عروض الفرق المتجولة ويجمع أطفال القرية فى الجرن أمام منزله وكونوا فرقة تمثيل وكان يقوم بدور المخرج والمؤلف والممثل».
 
وتابعت: «أتقن أبى اللغة العربية من كتاب القرية والتحق بمدرسة الصنايع التى كانت تعطى شهادة تعادل كلية الهندسة وقتها، وكان يحب الميكانيكا والأعمال الهندسية ولكن حبه للتمثيل شغله عن المذاكرة فلم يكمل دراسته، وكان والده يعارض فى البداية عمله بالفن».
 
وعن بداية احتراف والدها للفن، قالت سمية نور الدين: «كان أبى يأتى إلى القاهرة بين حين وآخر ليحضر بعض المحاضرات لزكى طليمات، ولاحظ جدى تمسك أبى وعشقه للفن، وفى أحد الأيام قرأ إعلانًا فى إحدى الصحف عن تكوين الفرقة القومية للتمثيل، فأوعز لأحد أصدقائه حتى يخبر أبى».
 
وصل شفيق نور الدين متأخرًا- كما أوضحت ابنته–وكان المطلوب وقتها 6 أفراد فقط للفرقة، وتم اختيارهم بالفعل، ولكنه قابل زكى طليمات الذى كان يتوسم فيه خيرًا، فذهب طليمات لخليل مطران مدير الفرقة وقال له: «عندى ولد أراهن أنه أفضل من الستة الذين وقع عليهم الاختيار».
 
تشير الابنة إلى أن من بين الستة الذين وقع عليهم الاختيار الفنان يحيى شاهين، وأن زكى طليمات أوصى بضم والدها للفرقة زيادة عن الستة أفراد، قائلة: «قال لهم طليمات خذوه فوق الستة، فاختبروه وتفوق فى كل الاختبارات التى تمت لاختيار مدير فرقة، وممثل، وملقن».
 
وأوضحت: «عينوه كملقن بالفرقة مقابل 3 جنيهات، وبعد فترة قرروا الاستغناء عنهم جميعًا بسبب أزمات فى الميزانية، فعرض عليهم أن يعمل بلا أجر».
بداية الرحلة بعد الانتقال من الكمبوشة.. تقول الابنة: «كان أبى يقول دائمًا إنه استفاد من عمله كملقن عندما احترف التمثيل، فلم يكن يرتبك، وكان لديه القدرة على التصرف فى أى موقف طارئ، كماحصل على شهادة معهد الفنون المسرحية».
 
لعبت الصدفة دورها فى انتقال الفنان شفيق نور الدين من العمل كملقن فى الفرقة إلى ممثل عندما غاب أحد الممثلين أثناء عرض مسرحية «ملك القطن» فوجد المخرج الحل فى الاستعانة بملقن الفرقة لأداء الدور، وحانت الفرصة كى يثبت تفوقه فى التمثيل وبالفعل نجح فى أداء الدور، ثم توالت عليه العروض المسرحية.
 
«كل اللى يشوف بابا يفتكر إنه مثل فى سن كبير رغم أنه بدأ التمثيل فى سن 25 سنة ولكن كانت بداياته فى المسرح، ومعظم المسرحيات التى شارك فيها فى بداياته لم يتم تسجيلها، فظهر فى معظم أعماله المسرحية والسينمائية فى سن أكبر».
 
ahmed-marouf-(1)
 
تتحدث عن عبقرية والدها فى تمثيل أدواره: «من شدة إتقانه وتميزه فى أداء أدواره قال عنه سعد الدين وهبة: كنت أكتب المسرحية وأنا أرى شفيق نور الدين فى الدور ولا أتخيل أن يقوم به غيره.
 
وأضافت: «مع بداية افتتاح التليفزيون تألق والدى فى العديد من الأعمال وكان المخرج نور الدمرداش يؤمن جدًا بموهبته فأخرج له فيلم «تاكسى» الذى يحكى 5 حكايات مختلفة بطلها سائق التاكسى الذى جسد والدى شخصيته، وحصل على جائزة مهرجان التليفزيون عن هذا الدور، كما عمل عد كبير من المسلسلات ومنها مسلسل الضحية وكان يذاع الثلاثاء من كل أسبوع، ونجح نجاحًا كبيرًا وكانت الشوارع تخلو من الناس وقت عرضه، ومسلسل عائلة سى جمعة الذى حقق شهرة واسعة، كما قدم أبى أعمالًا للأطفال ومنها مسلسل كرتون حمادة وعمو شفيق، ورحلة عم مسعود.
 
الأب الفلاح الحنون المحافظ.. وتكمل قائلة: «كان أبى يقبل أى دور فى السينما حتى يجد ما ينفق به على أسرته وأبنائه خاصة فى الفترة التى كان يعمل فيها بالمسرح الذى يعشقه دون مقابل، فظهر فى لقطات بسيطة فى فيلم دهب وفيلم شاطئ الغرام، ورغم ذلك كانت أدواره كلها علامة فى الأفلام».
 
وعن الجانب الشخصى فى حياة شفيق نور الدين تشير ابنته إلى أنه تزوج والدتها زواجا تقليديا فهى قريبته ومن أسرة والدته ولم يتزوج غيرها طوال حياته، وأنجب منها 6 أبناء «4 بنات وولدان أحدهما الفنان نبيل نور الدين، وسكن لفترة فى باب الشعرية حتى بنى بيتا فى العمرانية واستقر فيه حتى وفاته».
 
«كان يعمل ليل نهار فى السينما والإذاعة والتليفزيون حتى ينفق علينا، فحتى بعد عودة الثلاثة جنيهات التى كان يحصل عليها من المسرح لم تكن تكفينا وفتح محلا لبيع اللبن والخبز».
 
تضحك الابنة قائلة: «كان أبى يحكى أن هناك بعض السماسرة الذين كانوا يعرضون عليه الدور ويتقاضون نصف الأجر مقابل أن يعمل فى الفيلم، فمثلا كان أجره عن بعض اللقطات التى يشارك فيها فى الفيلم 4 جنيهات يحصل السمسار على جنيهين منها».
 
«كان حريصًا أن نكون بعيدين عن الوسط الفنى ولم يكن يحب الحفلات والسهر، ورغم موهبتى رفض أن أمثل أو ألتحق بمعهد الفنون المسرحية، وقال لى احنا فلاحين وأنا خايف عليكم، فدخلت كلية التجارة، ولكنه وافق أن يحترف شقيقى نبيل التمثيل».
 
«أطلقوا عليه لقب زعيم الفلاحين والممثل الفلاح، حيث كان معروفا بصفاته وطبعه الريفى المحافظ وكانوا يضحكون ويقولون هنعمل رابطة للفنانين الفلاحين ومنهم حمدى وعبدالله غيث أبناء محافظة الشرقية ويكون والدى زعيم الرابطة، وكان أبى يحلم بتكوين ثلاثى فنى يتكون يجسد فيه شخصية الفلاح، ويجسد الفنان محمد رضا شخصية المعلم والفنان عبدالغنى النجدى شخصية الصعيدى ولكن لم يسعفه العمر».
 
تحكى سمية نور الدين عن شخصية والدها فى المنزل فتقول: «كان شديد الحنان خاصة مع البنات، ومهما قست عليه الظروف لم يكن يظهر لنا أنه يعانى، وكان كريمًا وينفق كل ما يملكه لإسعادنا»، تضحك الابنة قائلة: «عندما كنا نطلب منه شيئا ولا يكون معه مالا يبتسم ويقول: طبعا إن أبانا على كل شىء قدير». وكان أبى خفيف الظل وشديد الثقافة ويمكنه التحدث فى أى موضوع».
 
وتكمل: «كان شاطر جدا فى إصلاح الأجهزة، ومن شدة إتقانه للعديد من المهارات كتبت عنه إحدى المجلات شفيق نور الدين 7 صنايع والبخت ضايع».
تكشف الابنة أن والدها كان يتقن العزف على العود واعتاد أن يعزف عليه بعد أن يستيقظ من نومه كما كان يهوى النحت ويجيد صنع التماثيل وكان عاشقًا للقراءة فى كل المجالات وبارعًا فى إلقاء الشعر: «كان أبى يقول دائمًا يجب أن يكون الممثل مثقفًا وقارئًا جيدًا».
 
شفيق-نور-الدين
 
شفيق نور الدين يتحول.. وبفخر تقول: «لم يندم أبى على أى دور قدمه وأشعر بالفخر وأنا أشاهد كل أدواره حتى وإن كان الدور صغيرًا، بابا كان بيتحول وهو بيمثل، ففى أحد المشاهد جسد شخصية أب يخنق ابنته بعد أن وقعت فى الخطيئة، وكانت تعبيرات وجهه وانفعاله أكثر من رائعة وعروقه منتفضة حيث كان يتقمص الشخصية بصورة رهيبة وهذا المشهد يستحق عليه جائزة الأوسكار».
 
وتابعت الابنة: «فريد شوقى كان يحب أبى جدا وشاركه أكثر من عمل ومنها «عبيد الجسد وشياطين الليل» وفى أحد لقاءاته الإذاعية قال: حين ترى شفيق نور الدين قبل صعوده على المسرح تعتقد أنه سيموت من شدة المرض والتعب، ولكن بعد صعوده خشبة المسرح يتحول ويركبه شيطان الفن فيصبح شخصًا آخر».
 
وتكمل حديثها قائلة: «والدى الفنان الوحيد الذى تم تكريمه فى حياته من رئيسين عبدالناصر والسادات، فحصل فى عيد العلم على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من عبدالناصر عام 1963، وفى عيد الفن كرمه الرئيس السادات على مجمل أعماله، وفرح والده فرحًا كبيرًا عندما كرمه الرئيس عبدالناصر وكان فخورًا به، وكان أبى يعشق عبدالناصر والسادات كما كان الرئيس السادات يحبه جدًا ودعاه هو والمخرج حسام الدين مصطفى لحضور لقائه مع الرئيس الصينى».
 
وأضافت: «حصل أبى على تكريم من المركز الكاثوليكى، وعلى عدد من الجوائز عن أدواره فى أفلام كتيرة ومنها : جفت الأمطار، وشياطين الليل، والمومياء، والقاهرة 30، رغم أنه أدى فيها مشاهد قليلة، كما أبدع فى مسرحية عيلة الدوغرى وعندما أرادوا تحويلها إلى مسلسل غيروا كل الفنانين إلا أبى، وأراد أن يعتذر عن المسلسل بسبب ضعف صحته فقالوا لا أحد يستطيع تجسيد شخصية على الطواف مثله، وكان هذا آخر عمل فنى شارك فيه، وقال عبدالرحيم الزرقانى مخرج المسرحية إنه يجب وضع تمثال لأبى بملابس «على الطواف» فى مدخل المسرح القومى».
 
وأضافت: «بابا طول عمره يعشق المسرح القومى ورفض العمل فى المسارح الخاصة رغم أن العائد المادى فيها أكبر.
 
وتحكى ضاحكة: «سمية ابنة الفنان عبدالمنعم إبراهيم الذى كان من أقرب أصدقاء والدى حضرت مسرحية عيلة الدوغرى وبكت خوفًا بعد أن رأت قدم والدى لأنه وضع فيها ما يجعلها تبدو كبيرة جدًا لأن على الطواف لم يكن يرتدى حذاء فأزال أبى الشىء الذى يضعه فى قدمه حتى تهدأ».
 
بابا شفيق حبيب الفنانين.. تتحدث ابنة الفنان شفيق نور الدين عن علاقته بزملائه قائلة: «كان يحظى بحب واحترام الجميع ورأوا فيه الأب وكانوا يستشيرونه فى كل مشكلاتهم ويجتمعون فى غرفته، وكان عبدالمنعم إبراهيم أقرب أصدقائه وقال عنه أبى إنه فنان عالمى ولكن لم ينل حظه»، كما درب حمدى أحمد، وعبدالمحسن سليم وعزت العلاليلى وأبوبكر عزت ومحمود ياسين وصلاح قابيل وكانوا ينادونه بابا شفيق».
 
وتابعت «كانت الفنانة شادية تحب والدى جدًا وعندما تراه أثناء تصوير تقول «حبيبى أهه»، فيرد أبى «جوزك يزعل»، قاصدًا الفنان صلاح ذو الفقار فيرد ذو الفقار قائلا: «أنت حبيبنا كلنا يابابا شفيق»، كما كان عبدالحليم حافظ يحب أبى وتوطدت علاقته به أثناء عملهما فى فيلم معبودة الجماهير.
 
لا تنسى الابنة أول مرة شاهدت فيها والدها منهارا فى البكاء قائلة: «كان الفنان صلاح سرحان شقيق شكرى سرحان يشارك فى بطولة مسرحية القضية مع أبى وكنت أستمع إلى الراديو فعرفت أنه توفى وبمجرد أن أبلغت أبى انهار باكيًا لأنه كان يعتبر كل الفنانين الذين يشاركونه العمل أبناءه».
 
النهاية وسر الغرفة رقم 8.. تتحدث ابنة شفيق نور الدين عن الفترة الأخيرة فى حياته: «ظل يعانى خلال آخر 6 سنوات فى حياته من حساسية الصدر، وكان كل عام فى الشتاء يدخل الغرفة رقم 8 بمستشفى العجوزة، ويقضى أغلب وقته فى الصلاة والتسبيح وقراءة القرآن حتى عندما لم يعد قادرًا على المشى فكان يتوضأ وهو جالس ويبكى وهو يقرأ القرآن».
 
وتكمل: «آخر مرة شعر بالتعب ذهبنا به إلى مستشفى العجوزة فوجدنا الغرفة رقم 8 محجوزة وعرضوا عليه أن يبقى فى غرفة أخرى حتى تخلو الغرفة التى يرتاح فيها فرفض وطلب أن نعيده للبيت ولكنه توفى فى نفس اليوم الموافق 13 فبراير 1981، وأوصانا قبل وفاته بألا نصرخ عليه وأن ندفنه فى قريته».
 
«عندما توفى أبى كانت الفنانة سميحة أيوب مديرة للمسرح القومى وأصرت على أن تخرج جنازته من المسرح الذى عشقه وبالفعل كانت جنازة مهيبة وعزفت الموسيقى العسكرية وحضر كل الفنانين والأدباء والمخرجين وأصر الفنان الراحل صلاح قابيل والمخرج على سالم أن يسافرا مع الجثمان».
 
تختتم الابنة حديثها مستنكرة عدم إذاعة أعمال والدها التى تعد من روائع المسرح والتركيز فقط على مسرحية سكة السلامة، وتبتسم وهى تطلعنا على صورة ابنها المستشار الذى يحمل شبهًا كبيرًا من جده قائلة: «نناديه شفيق لأنه شديد الشبه بجده فى الشكل والصفات».
 

 

شفيق نورالدين (2)
 
 
 
 
شفيق نورالدين (6)
 
 
شفيق نورالدين (7)
 

شفيق نورالدين (8)
 

شفيق نورالدين (9)
 

شفيق نورالدين (10)
 

شفيق نورالدين (11)
 

شفيق نورالدين (12)
 

شفيق نورالدين (13)
 

شفيق نورالدين (14)
 

شفيق نورالدين (15)
 

شفيق نورالدين (16)
 

شفيق نورالدين (17)
 

شفيق نورالدين (18)
 

شفيق نورالدين (19)
 

شفيق نورالدين (20)
 
شفيق نورالدين (21)
 
شفيق نورالدين (22)
 

شفيق نورالدين (23)
 

شفيق نورالدين (24)
 

شفيق نورالدين (25)
 

شفيق نورالدين (26)
 
شفيق نورالدين (27)

شفيق نورالدين (28)
 
شفيق نورالدين (29)
 
شفيق نورالدين (30)
 

شفيق نورالدين (31)
 

شفيق نورالدين (32)
 

شفيق نورالدين (33)
 

شفيق نورالدين (34)
 

شفيق نورالدين (35)
 

شفيق نورالدين (36)
 

شفيق نورالدين (37)
 
 
شفيق نورالدين (1)
 

شفيق نورالدين (2)
 

شفيق نورالدين (3)
 

شفيق نورالدين (4)
 

شفيق نورالدين (5)
 

شفيق نورالدين (6)
 

شفيق نورالدين (7)
 

شفيق نورالدين (8)
 

شفيق نورالدين (9)
 

شفيق نورالدين (10)
 

شفيق نورالدين (11)
 
شفيق نورالدين (1)
 

شفيق نورالدين (2)
 

شفيق نورالدين (3)
 

شفيق نورالدين (4)
 

شفيق نورالدين (5)
 

شفيق نورالدين (6)
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر