فى آخر حوار قبل وفاتها.. كريمة مختار: ماما نونا الأكثر تأثيرا فى الناس

كريمة مختار كريمة مختار
 
محمد تهامى زكى

تعتبر الفنانة الراحلة كريمة مختار، من الشخصيات التى تربعت على عرش قلوب المشاهدين فجذبتهم وارتبطوا بها وعاشوا تفاصيل أسلوبها الحنون وصوتها الدافئ، فتجاوزت حدود الشخصية الفنية واقتربت من واقع وحياة كل منهم وكأنها أم حاضرة فى كل بيت.

اليوم تمر الذكرى الثانية لرحيل للفنانة القديرة، التى قدم مئات الأعمال فى السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون، مازالت خالدة فى عقول الجماهير العاشقة للفن، وفى السطور التالية نستعرض أخر حوار لها وكان مع "عين" وأجرته الزميلة زينب عبد اللاه، فتحت لها قلبها وكشفت عن المزيد من الأسرار.. وهذه مقتطفات من الحوار قبل وفاتها بأيام قليلة:

 

- قدمت عشرات الأدوار التى تجسد شخصية الأم وكان أشهرها شخصية "ماما نونا" فأى هذه الشخصيات أقرب لشخصية ماما كريمة؟

اعتدت منذ بداياتى فى التمثيل على أداء دور الأم حتى وأنا صغيرة، وقبل أن أصبح أما حقيقية وكل هذه الأدوار كانت قريبة منى ونجحت نجاحا كبيرا وأعتز بها جميعا، لكن شخصية ماما نونا كانت الأكثر تأثيرا فى الناس ولم أكن أتوقع رد الفعل الجماهيرى تجاه هذه الشخصية، وخاصة تفاعل الجمهور الكبير مع وفاة ماما نونة فى المسلسل، التى كانت حدثا كبيرا تحدث عنه كل المصريين وتأثروا به تأثرا شديدا، حتى إن ناس كتير كانت مسافرة ورجعت بعد وفاة ماما نونا فى المسلسل، علشان يشوفوا أمهاتهم وآباءهم وكل واحد تخيل نفسه مكان حمادة عزو وحرصوا على إرضاء والديهم.

تبتسم ابتسامة حانية وتكمل قائلة: عاوزة أسألك سؤال.. الناس حزنت على ماما نونا ولا على كريمة مختار؟، "أجبتها: "الناس صدقت الشخصية فتوحدت شخصية ماما نونا وماما كريمة وكأنهما شخص واحد".. ضحكت وهى تستكمل حديثها قائلة: تعرفى فى ناس كتير كانت مسافرة ورجعت بعد وفاة ماما نونة فى المسلسل علشان يشوفوا أمهاتهم وآباءهم وكل واحد تخيل نفسه مكان حمادة عزو وحرصوا على رضاء والديهم ورؤيتهم وده السبب فى ان دور ماما نونة له مكانة خاصة عندى، هاقولك على سر.. الجراح المصرى الكبير دكتور أحمد شفيق حكت لى زوجته د. ألفت السباعى أنه ظل يبكى بعد وفاة ماما نونا بشدة حتى أصيب بجلطة وتم نقله للمستشفى وبعدها توفى تأثرًا بوفاة ماما نونا.

 

- هل تختلف شخصية ماما نونا عن شخصية ماما كريمة أم تشبهها؟

تختلف فى بعض الأشياء وتتشابه فى أشياء أخرى فمثلا أتفق معها فى أن الابن مهما كبر تظل نظرة الأم له كما هى ولا تتغير، فأنا أحرص على الاحتفال بعيد ميلاد ابنى معتز ولو وصل لسن الستين، ولكن ماما نونة "بوظت" حمادة بالدلع الزائد وأعطته كل شىء بلا حساب فلم يشعر بالمسئولية.

 

- كيف كنت تتعاملين مع أبنائك فى مرحلة الطفولة؟ وهل كنت تستخدمين الشدة معهم أحيانا؟

لدى ثلاثة أبناء شريف الكبير ومعتز وهبة، عودتهم منذ الصغر على المصارحة والصدق، كانوا بيحكوا لى كل حاجة من غير خوف، كانت عينى فى وسط راسى وكنت أتعامل معهم حسب كل موقف وأستخدم أسلوب الثواب والعقاب وأهتم بكل تفاصيل حياتهم، واستمرار للسؤال عنهم فى مدارسهم ولا يمكن أن ينزل أحد أبنائى من المنزل دون إفطار، وكنت حريصة على أن يناموا مبكرا، وفى سن المرهقة كانوا بيحكوا لى عن كل حاجة.

 

- ماذا عن مستواهم الدراسى وهل كانوا يواجهون مشكلات فى الدراسة وكيف تعاملت معها؟

أبنائى كان مستواهم معقول وكانوا هاديين ومش بتوع مشاكل، معتز دخل أولى ابتدائى سنة 4 سنوات وتخرج من الجامعة وأصبح معيدا وسنه 19 سنة، كان بيهوى لعب البينج بونج وحقق بطولات فى النادى الأهلى وكان بيسافر خارج مصر، الحكاية دى كانت بتضايقنى لأنى كنت بخاف عليهم لكن المدربين كانوا بيطمنونى ومعتز كان مسئول وبيعتمد على نفسه.

 

- ما أهم المواقف التى تعرضت لها أثناء دراسة الأبناء؟

رغم إنى كنت أحيانا ألجأ لعقاب أبنائى بالضرب، لكن فى إحدى المرات جاءنى معتز وكان فى الصف الأول الاعدادى وكتفه مجروح، وقالى إن المدرسة بتاعته ضربته وخبطته فى الحيط، الموقف ده ضايقنى جدا وذهبت للمدرسة أسأل عن السبب الذى دفعها لضربه بهذه الصورة، فقالت إنه نسى الكراسة فقررت أن أنقله من المدرسة رغم اعتذار المديرة والمدرسين ولكنى صممت ألا أتركه فى هذه المدرسة.

 
- ما هى نصيحتك للأمهات والأبناء؟

لابد أن تكون الأم صديقة لأبنائها حتى تحظى بثقتهم وأن تحافظ على أسرارهم حتى وإن كانت تافهة من وجهة نظرها، لأنها إذا استهزأت بكلامهم وتصرفاتهم وما يعتبرونه أسرار ستفقد ثقتهم إلى الأبد وأن تتحدث معهم عن كل شىء بلا حرج حتى يعرفوا ما يريدون معرفته منها وليس من أصدقاءهم ولا يكونوا عرضة للخداع، وعلى الأبناء أن يعرفوا أن الأم هى أقرب إنسان لهم وأفضل صديق يمكن أن يبوحوا بأسرارهم ومشكلاتهم له، لأنها لن تخدعهم وستحرص على مصلحتهم وأن يحرصوا على رضاها دائما حتى لا يندموا بعد فوات الأوان.

 

- منذ بداياتك وأنت تؤدين دور الأم وهو ما ترفضه أغلب الفنانات حتى لا تبدو أى منهن فى سن كبيرة وكى لا يتم حصرها فى دور واحد ؟

أنا لم أقبل أى دور إلا وأنا مقتنعة به تمامًا، بدأت حياتى الفنية قبل أن أصبح أمًا حقيقية بدور أم فى مسلسل "الجنة العذراء" وحقق نجاحًا كبيرًا، كنت أقوم فيه بدور فتاة صغيرة بنت كلاف تزوجها ابن صاحب العزبة، ثم أنكر زواجه منها وعانت معاناة شديدة بعد إنجابها، وطردها أهل قريتها، ونلت جائزة عن هذا العمل، وبعدها انهالت على العروض لأداء دور الأم، وأصبحت أعشق هذا الدور وأشعر أننى لا أمثل وأنا أؤديه فأنا ضد من يقولون إن هذا يحصرنى فى دور واحد؛ لأن كل دور منهم يختلف عن الآخر وقصة كل أم تختلف عن الأخرى.

 

- ما أهم الأعمال التى تعتزين بها؟

من أفضل أعمالى التى أفخر بها دور أم موسى عليه السلام فى مسلسل محمد رسول الله، وأفخر بأن الأزهر عندما تم عرض السيناريو وأسماء الفنانين عليه قبل بدء العمل وافق على اسمى، وكانت أول مرة يسمح فيها بتجسيد شخصية أم نبى، وبعد عرض المسلسل قام الأزهر بتكريمى فى احتفال كبير.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر