مهجة عبد الرحمن: الوسط تحكمه الشللية والعندليب نجح علشان كان حواليه ناس حلوة

مهجة عبد الرحمن مهجة عبد الرحمن
 
زينب عبداللاه
- كنت مرشحة لفيلم عالمى أمام عمر الشريف وظلمونى فى أدوار الخادمة
 
- أحمد زكى تعرض لنفس الظلم بسبب لونه..ولهذا السبب غضب منى أثناء التصوير
 
- إحنا شعب أسمر وملكات الفراعنة كن سمراوات لكن بنتكبر على نفسنا 
 
 
كنجوم تضىء فتلفت الانتباه وجواهر تلمع فتجذب الأنظار أضاءوا ولمعوا وأبدعوا فنا صادقا لمس القلوب واستقر فى الوجدان..مشاهد قليلة أو كثيرة محفورة فى الأذهان منحوها صدقا ومشاعر وتألقا جعلها باقية يحفظها ويتذكرها الكبار والصغار..ليصبح أصحابها وأبطالها حاضرون حتى وإن غابوا فترات طويلة أو لم ينالوا ما يستحقون من شهرة وأضواء وأدوار..وتبقى ملامحهم وأدوارهم وأسماء الشخصيات التى جسدوها محفورة فى أذهان الجماهير التى أحبتهم حتى وإن لم تشتهر أسماءهم.
 
فى الملف التالى نتحدث مع عدد من مظاليم الفن الذين أبدعوا ومنحوا أدوارهم صدقا ومشاعر وبقاء ورسوخا وأثبتوا أنهم لا يقلون إبداعا وموهبة عن كبار النجوم الذين وقفوا أمامهم، ورغم ذلك لم ينالوا حقهم وظلوا فى خانة المظاليم.
 
مهجة (1)
 
إلى جوار العملاق أحمد زكى كانت بدايتها..فتاة سمراء لفتت الأنظار عندما أجادت دور زينب زوجة البيه البواب "سيدة الرابطة الأولى".. ولأنها أجادت كان المتوقع أن تستمر نجوميتها وأن تكثر بطولاتها فى العديد من الأعمال، ولكن هذا لم يحدث، فرغم جمالها الأسمر حبسها لون بشرتها كما حبس الكثيرين غيرها فى أدوار ومشاهد قليلة تظهر فيها فى دور الخادمة أو الجارية أو زوجة البواب، سنوات طويلة مرت حتى أطلت مهجة عبدالنبى من خلال إعلان الفنان الراحل أحمد زكى فى رمضان 2018، تذكرها الجميع وتساءلوا أين كانت وكأن ذاكرة الجمهور توقفت عند مشاهدها وهى تؤدى شخصية زينب زوجة عبدالسميع فى فيلم البيه البواب.
 
"سؤال انتى فين بيخضنى أنا موجودة لكن الناس عاوزة حاجة فى مستوى البيه البواب"..أعادها السؤال للتحدث بمرارة عن سنوات مضت واسترجعت مهجة عبدالنبى بداياتها الأولى التى كانت تبشر بنجمة كبيرة استطاعت فى أولى خطواتها أن تقف أمام عدد من عمالقة التمثيل بل وكانت مرشحة للمشاركة فى فيلم عالمى أمام النجم عمر الشريف لكن ولأسباب لا دخل لها بها لم تتحقق هذه التوقعات.
 
تعود مهجة عبدالنبى إلى عام 1986 عندما قرأت الفتاة السمراء التى بدأت أول خطواتها فى طريق التمثيل خبرا عن التحضير لفيلم البيه البواب..أغمضت عينيها وكأنها تحلم وقالت لأصدقائها ضاحكة: "إزاى يعملوا فيلم البيه البواب وأنا مش مراته"..لم تكن مهجة عبد النبى تعرف أن هذه الأمنية ستتحقق وأن طاقم العمل الذى كان مرشحا لبطولة الفيلم سيتغير حتى يأتيها الدور دون ترتيب منها.
 
"أنا من بنها رغم ان الناس فاكرة إنى من النوبة أو أسوان، ودخلت معهد الفنون المسرحية والتحقت بقسم الديكور وماكنش فى دماغى التمثيل، ولكن رئيس القسم نادانى وقال لى "ما دخلتيش تمثيل ليه انت صوتك مسرحى" 
تحكى مهجة عبد النبى كيف لعبت الصدفة دورا كبيرا فى بداية حياتها وفى الأعمال الهامة التى شاركت أو رشحت لها.
 
مهجة (1)
 
"كنا فى المعهد ورايحة أوصل حاجة لوائل نور ودخلت لقيت الاستاذ محمد صبحى بيحاضر وعندما شاهدنى عرض على المشاركة فى مسلسل رحلة المليون، كما اشتركت خلال هذه الفترة فى مشاهد قليلة بفيلم الحريف مع الزعيم عادل إمام، وفيلم شقة الأستاذ حسن مع يسرا وفاروق الفيشاوى وبعدها فى فيلم اليوم السادس والتوت والنبوت"، وقرأت خبر عن فيلم البيه البواب وتمنيت أشارك فيه وقلت ازاى يعملوا البيه البواب وانا مش مراته، قلتها بهزار لكن يظهر أبواب السما كانت مفتوحة".
 
" كان فيه شوية مشاكل فى الفيلم، فكان البطل فى البداية الزعيم عادل إمام ومرفت أمين كانت المرشحة لدور زوجة البيه البواب، لكن الزعيم لم يستكمل الفيلم، وجاء أحمد زكى بدلا منه".
 
تحكى عن المكالمة التى لا تنساها أبدا :"عدت من تصوير فيلم التوت والنبوت ونمت واستيقظت فى الثامنة صباحا على صوت التليفون ورديت فوجدت الطرف الأخر يقول لى "بكرة الساعة عشرة الصبح تكونى فى استديو نحاس، محمد خان رشحك وهتكونى البطلة معايا..أنا أحمد زكى"، ماصدقتش نفسى وماتخيلتش إن أمنيتى اتحققت، وكانوا بعتولى أوردرات على البيت وماكنتش شفتها".
 
وتابعت: "عرفت إن مرفت أمين كانت مرشحة للدور، لكن أحمد زكى كان قاعد مع المخرج محمد خان فى مركز الصوت وقال له : عاوز مراتى وولادى فى الفيلم سمر البشرة وكنت اشتغلت مع خان فى فيلم الحريف فرشحنى للفيلم، وأحمد زكى اختار الولد والبنت من بين 200 طفل وكانوا اخوات والولد كان بيصرخ طول الفيلم".
 
تحكى عن كواليس فيلم البيه البواب قائلة: "أحمد زكى كان حنين جدا، أطيب قلب قابلته وكان بيتعامل معايا زى أخته، وحاططنى على راسه، والانتاج أعطونى 500 جنيه لشراء ملابس الفيلم وماكنش فى استايلست فنزلت كرداسة اشتريت جلاليب، وكان أحمد بيساعدنى ويوجهنى، كنت جايبة جلابية حمرا فقال لى بلاش الجلابية دى".
 
وتابعت: "فى أول يوم تصوير دخل الأوضة اللى هنصور فيها فوجدها مدهونة أبيض ونضيفة فوقف التصوير وقال إزاى أوضة البواب تبقى مدهونة أبيض ونضيفة كدة، ويومها لغى التصوير"
وتكمل :وفى مشهد محطة القطار كنت رابطة منديل على راسى وفوقه الشال، فشد المنديل وقال لى احنا مش بنعمل فيلم المومياء ونكش شعرى علشان يبان المشهد طبيعى وإنها أسرة معدمة، وأنقذنى من الموت وشالنى بعد ما وقعت واحنا بنجرى فى المحطة وقال لى واحنا ماشيين امسكى فى جلابيتى، وكان بيدينى نصايح فى التمثيل وفى الحياة، وفى مشهد الأسانسير زودت من عندى الرعشة اللى حصلت خوفا من صعود الاسانسير لأول مرة فأعجبت أحمد والمخرج".
 
مهجة (2)
 
تشير إلى أن الراحل أحمد زكى غضب منها مرة واحدة خلال تصوير الفيلم:"اتفقنا على صورة لعبد السميع وأسرته لتكون غلاف الفيلم والأفيش، وجاءنى صحفى وأخذ منى الصورة بعدما وعدنى بعدم نشرها إلا بعد نشر الأفيش، ولكنه أخلف وعده ونشرها فى اليوم التالى بالصفحة الأخيرة ومعها عنوان "أخيرا البيه البواب أحمد زكى بديلا لعادل إمام ومهجة بديلا لميرفت ومحمد رضا بديلا لعلى الشريف"، وعندما شاهد أحمد زكى الصورة منشورة قبل الأفيش غضب غضبا شديدا واتعصب، فحزنت واتصل بى محمد منير وكنت شاركت معه فى فيلم اليوم السادس وسألنى عما حدث ضاحكا وقال لى أحمد زكى شدك من شعرك؟"
وأضافت:" أحمد كان طيب جدا وتانى يوم نادانى علشان أفطر معاه وصالحنى".
 
 تشير مهجة عبدالنبى إلى أن فيلم البيه البواب لم يكن متوقعا أن يحقق كل هذا النجاح، قائلة: "أحمد زكى عمل بعده فيلم الدرجة الثالثة وشاركته البطولة السندريلا سعاد حسنى ورغم ذلك لم يحقق نجاحا مثل البيه البواب".
 
تشعر بالأسى لكتابة اسمها على تتر الفيلم:"المنتج لم يكتب اسمى بشكل مناسب فى التتر وأحمد زكى كان مسافر روسيا وعندما عاد قال لى ماتزعليش علشان اسمك اتكتب كدة انتى تستحقى اكتر".
 
مهجة (3)
 
تؤكد أنها أصيبت بحالة انهيار بسبب وفاة أحمد زكى قائلة:"كنت أزوره فى المستشفى وهو مريض والفنانة رغدة وقفت إلى جواره ولم تتركه، وبعد وفاته الدنيا اسودت فى وشى، وشاهدت الراحل ممدوح وافى فى الرؤية يقول لى: "وبعدين يامهجة ماتعيطيش إوعى تعذبيه ورأيت الفنانة هند رستم تحتضننى".
 
تقول بحسرة:"كل اللى فى ظهروا فى فيلم البيه البواب اشتهروا وبقوا نجوم لكن أنا فضلوا يحصرونى فى أدوار الخادمة والجارية وزوجة البواب وفى أدوار ومشاهد بسيطة بسبب لونى الأسمر".
 
تكشف أنها كانت مرشحة فى بداية حياتها وقبل فيلم البيه البواب لبطولة فيلم عالمى مع النجم عمر الشريف: "قبل فيلم البيه البواب وأثناء دراستى بالمعهد شافنى الدكتور رمسيس مرزوق مدير التصوير وأجرى لى اختبارا وكان بيجهز لفيلم إنتاج عالمى بطولة النجم عمر الشريف عن رواية الأديب السودانى الطيب صالح "موسم الهجرة إلى الشمال"، وكنت سأقوم بدور البطولة، وهو دور "حسنة" الفتاة السودانية التى يحبها البطل عمر الشريف ويتزوجها، وكان أحمد زكى مرشحا للدور الثانى فى الفيلم، وجلسنا مع الفنان العالمى عمر الشريف وصورونى بالتوب السودانى ونشرت صورتى على غلاف إحدى المجلات عام 83 والصحفى الذى نشر الصورة حصل على جائزة عنها ولكن العمل لم يكتمل".
 
تشير إلى سوء الحظ الذى حال دون حصولها على أدوار أكبر قائلة: بعد فيلم البيه البواب كنت مرشحة لبطولة فيلم قانون إيكا عام 1991 مع محمود عبدالعزيز وإخراج اشرف فهمى، والدور كان مكتوب لى وبتاعى، وكان مكتوب فى السيناريو إن إيكا فتاة سمراء، وبعد الاتفاق فوجئت بأن فنانة أخرى هى الراقصة منى السعيد أخدت الدور".
 
وتابعت: "معظم الأدوار اللى اتعرضت عليا كانت خادمة أو جارية سمراء، ورفضت أعمل أدوار إغراء عرضها على منتجون ومخرجون كبار ومنهم مخرج مصرى درس فى ألمانيا".
 
تضحك بمرارة قائلة: "الناس بيحبونى ولو أى ممثلة سمراء شاركت فى دور بيفتكروها أنا، فى ناس فاكرة إنى أنا البنت السمراء اللى اشتغلت مع هنيدى فى فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية أو الجارية جوهر اللى ظهرت فى مسلسل حديث الصباح والمساء"
 
تشير إلى اضطرارها لقبول مشاهد قليلة وأدوار بسيطة ومنها بعض مشاهد مسلسل يارجال العالم اتحدوا، ومسلسل عرفة البحر، وفيلم كف القمر ومسلسل قاسم أمين، مؤكدة أنها عندما شاركت فى مسلسل شيخ العرب همام فى دور الخادمة فضة كانت تأمل أن كون مساحة دورها أكبر.
 
"لما بيكون دور الخادمة رئيسى فى العمل الفنى بيدوه لواحدة من النجوم الكبار ولما بيكون دور صغير يدوروا على واحدة سمرا، وساعات يدهنوا البطل لون أسود لما يكون دور الفتاة السمراء كبير".
 
تتحدث بغضب قائلة: "إحنا شعب أسمر وملكات الفراعنة كانوا سمر البشرة، والسمراوات فيهم دكاترة ومهندسين، والأسر المصرية فيها الأسمر والأبيض، انا إخواتى منهم البيض والسمر، ليه يحصروا سمر البشرة فى أدوار البوابين والخدم، السينما العالمية بتنجح لأنهم بيطلعوا بشكلهم وبيمثلوا كل فئات المجتمع، المنتجين والمخرجين بيتحججوا بإن ماينفعش المسلسل يكون بيمثل عائلات ويطلع فيه حد من العيلة لونه أسمر"
 
وتابعت: "أحمد زكى اتعرض لنفس الظلم فترة طويلة بسبب لون بشرته"
وتكمل: "عبد الحليم نجح لأن كان حواليه وجنبه ناس حلوة بتساعده لكن دلوقت ماحدش بياخد بإيد حد، والفن بتحكمه الشللية، رغم إن اللى هينتج لفنان موهوب هيكسب".
 
 
 
مهجة (3)
 
 
مهجة (4)
 
 
مهجة (4)
 
 
مهجة (5)
 
 
مهجة (5)
 
 
مهجة (6)
 
 
مهجة (6)
 
 
مهجة (7)
 
 
مهجة (7)
 
 
مهجة (8)
 
 
مهجة (8)
 
 
مهجة (9)
 
 
مهجة (9)
 
 
مهجة (10)
 
 
مهجة (10)
 
 
مهجة (11)
 
 
مهجة (12)
 
 
مهجة (12)
 
 
مهجة (13)
 
 
مهجة (14)
 
 
مهجة (16)
 
 
مهجة (18)
 
 
مهجة (19)
 
 
مهجة (20)
 
 
مهجة (21)
 
 
مهجة (22)
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر