فى يوم ميلاده.. تفاصيل حادث سير كاد ينهى مسيرة صلاح مبكراً

محمد صلاح محمد صلاح
 
حلقات يرويها : حازم صلاح الدين
- والدة صلاح أصرت على ابتعاده عن الكرة فلجأ إلى خاله ونجح فى إقناعها باستكمال المشوار.. ودور عمه وهبة وصديقه محمود البهنسى والكابتن رضا الملاح فى رسم خارطة مستقبله
 
- 120 جنيها أول راتب تقاضاه داخل المقاولون العرب.. ومصطفى قرنى وأبوجريشة وريعو السبب الرئيسى فى محطة الانتقال إلى قلعة «ذئاب الجبل»
 

- لماذا قرر سعيد الشيشينى تغيير مركزه من ظهير أيسر لجناح أيمن فى ناشئين المقاولون ومنحه 25 جنيها؟

-غمرى السعدنى أول من دربه فى مركز شباب نجريج: صلاح كان قويا رغم صغر حجمه.. وهذا سر ارتدائه قميص المنتخب الهولندى
 

- لعب فى بداية مشواره مع بسيون ورفض بلدية المحلة.. والصدفة وصديقه شريف قاداه للعب فى صفوف «عثماثون طنطا»

- معاناة السفر.. اضطر للسفر 5 أيام أسبوعياً من قريته للقاهرة فى 8 ساعات «رايح جاى» بسبب المقاولون.. وكان من الصعب التوفيق مع الدراسة
 

(المحطة الأولى)

من نجريج إلى إنجلترا، مشوار مفتوح رسمه محمد صلاح بجرأة المغامر الذى يعرف قوانين اللعبة جيدًا، ويعرف كيف يؤديها بالمستوى نفسه من التحدى الذى يسمح له بتخطى الحواجز الصعبة، رحلة طويلة ومحطات حافلة صال وجال فيها «فخر العرب»، كما يطلق عليه، عبر خطوات متوهجة بالتألق والاحترافية من مجتمع صغير إلى «بلاد الخواجات» المليئة بالظروف المختلفة، لكنه نجح فى عبور الحدود الفاصلة بين الشرق والغرب سعيا وراء «نداهة أحلامه» التى كانت تناجيه لفضاء أوسع، فصار نجمًا كبيراً فى سماء الكرة العالمية، بعد تحقيقه العديد من الأرقام القياسية داخل الملاعب الأوروبية عبر اللعب للعديد من الأندية، بدءًا من بازل السويسرى ومرورًا بتشيلسى الإنجليزى وفيورنتينا وروما الإيطاليين، وصولًا إلى صفوف ليفربول، حتى أصبح أيقونة للآخرين الحالمين بجموح مثل جموحه، ومطمعاً للمغامرين وصائدى الأخبار فى ملعب وسائل الإعلام المختلفة.

فى سلسلة حلقات خاصة، نبحر فى العوالم الساحرة لمحمد صلاح أسطورة العصر الحديث، ونتعرف إلى تفاصيل جديدة فى حياته وسيرته الذاتية، تكوينه الشخصى، أسرار تنشر لأول مرة عن طفولته وعائلته، وأمور أخرى كثيرة صنعت من حياته رواية تستحق أن تُروى، وصولاً إلى محطة تربعه على عرش أفريقيا وبلاد الإنجليز وأخيرًا أوروبا.

 

 البداية

محمد صلاح ولد فى قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون فى محافظة الغربية، وذلك قبل 27 عاماً، وتحديداً فى يوم 15 يونيو عام 1992، فهو ينتمى إلى أسرة بسيطة مثل أى أسرة تقيم فى الريف المصرى، الأب يعمل موظفا بإدارة الوحدة الصحية فى بسيون، والأم مثل أى أم مصرية تسهر وتتعب من أجل تريبة أبنائها، وله شقيقة كبرى اسمها رباب، وشقيق أصغر نصر، وتوالت الأيام وبدأ يخطو خطواته الأولى مثله مثل أبناء قريته الصغيرة فى لعب الكرة بالشوارع.

«كنت ألعب فى الشارع مع أصدقائى، ووقعت فى حب كرة القدم حينما كان عمرى لم يتخط الثامنة تقريبا»، هكذا قال محمد صلاح عند الحديث عن ذكرياته فى أكثر من حوار سابق للعديد من القنوات الفضائية، حينما تم سؤاله عن طفولته والسر وراء عشقه للكرة.

محمد صلاح
محمد صلاح

 

كان الطفل محمد صلاح يجرى ويلعب الكرة مع أصدقاء الطفولة، كأنه يلوذ بمكان مسحور لم يكن فى حسه تمامًا أنه سيقوده إلى أحلام كبيرة فيما بعد، كان الاختلاف عنده من طبيعة الأمور، كان يذهب إلى مركز الشباب فى قريته، ويشعر بشىء من الرهبة والأحلام نحو مستقبل غامض مليئا بالطموحات والآمال.

وفى هذه الفترة لاحظ عمه وهبة موهبته بعد كثرة حديث ابن عمه عنه، وفى ذات مرة رآه بالصدفة يلعب كرة فى الشارع مع شقيقه نصر وأصدقائه، واكتشف حجم موهبته الكبيرة، وقام عمه بالحديث مع والده فى هذا الشأن، وبعدها نال محمد صلاح قسطا كبيرا من الاهتمام، وبدأ الأب يرسم له خارطة طريق لإظهار موهبته، بعد أن وجد الجميع داخل مركز شباب نجريج الذى كان يلعب فيه صلاح وقتها، يتحدث عن مهارة ابنه الفائقة.

هنا يتذكر غمرى عبدالحميد السعدنى أول من درب محمد صلاح فى مركز شباب نجريج قائلا لـ«سوبر كورة»: «رغم صغر حجم صلاح حينما كنت أدربه، إلا أنه كان قوياً ويحارب على كل كرة خلال التدريبات، ومن هنا بدأنا نهتم به، خصوصا الراحل السيد إبراهيم شتيه مدير المركز فى هذه الفترة، الذى كان حريصاً على صناعة أبطال رياضيين، حيث المركز فى عهده كان الأول على الجمهورية، فكنا نمتلك ملعب نجيل طبيعى، وهو ما ساعد أبنائنا ومنهم صلاح فى إظهار مهارتهم وبناءهم بشكل جيد».

ويتابع السعدنى: «كان صلاح يلعب فى مدرسة الكرة بالمركز، وكنت أتولى تدريبه تحت قيادة نصر عبدالرحيم شتيه مدير المدرسة وقتها، وكان الأستاذ محمد الأحول مدرس التربية الرياضية فى مدرسة نجريج الإعدادية من أوائل الناس الذين لفتوا نظرنا لموهبته، وظل يدعمه من خلال حضور التدريبات معه بالمركز».

ويضيف السعدنى: «أتذكر أننا فى ذات يوم تقابلنا مع والد محمد للحديث معه عن موهبته وضرورة الاهتمام، وبالفعل انتبه بشدة وظل يدعم ابنه مادياً ومعنوياً حتى يستطيع تحقيق أحلامه».

ويتابع السعدنى: «أتذكر أن محمد صلاح كان يتدرب فى مركز الشباب وعمره 12 عاماً وكان يأتى بطقم برتقالى الذى يرتديه المنتخب الهولندى لأنه يعشقه بشدة، ولا أتذكر أنه خالف تعليماتى يوما ما وكان يحضر قبل التدريب بوقت كاف على عكس باقى زملائه».

والد محمد صلاح
والد محمد صلاح

 

منذ هذه اللحظة، وبدأ القدر يلعب لعبته مع محمد صلاح، ففى عام 2002 رشحه نصر شتية للانضمام إلى صفوف نادى بلدية المحلة، ولكن صعوبة السفر يوميا من مدينة بسيون لمدينة المحلة جعلته يغادر الاختبارات وعدم استكمال المشوار معهم.

لم تتوقف أحلام محمد صلاح عند هذه المحطة، فقد قام والده بإلحاقه بفريق نادى اتحاد بسيون، وكان عمره وقتها لم يصل إلى 13 عاما، ولعب معهم حوالى عامين، وفى ذات يوم تقابل صلاح مع صديقه محمود البهنسى، ثم حضر صديق آخر لهما يدعى شريف العراقى وقال: «الكابتن رضا الملاح الذى يكتشف المواهب الصغيرة من أجل عرضها على أندية كبيرة، سيأتى إلى قريتنا لمتابعته»، وكان العراقى أكبر من صلاح بثلاث سنوات وكان موهوباً جداً، وبالفعل حضر صلاح فى هذا اليوم وشارك بتقسيمة مع مجموعة أطفال آخرين، وعقب نهاية التقسيمة اتجه إليه الكابتن رضا الملاح وأكد إعجابه الشديد بمستواه الفنى، وبعدها اختار 4 لاعبين لضمهم إلى نادى طنطا، وكان من ضمنهم صلاح، وبالفعل تدرب فترة مع طنطا الذى طلب توقيع عقود معه، إلا أن الملاح طلب من والده الانتظار ونصحه بعدم الاستعجال فى توقيع أية عقود.

لم يمر وقتًا كبيرًا، حتى تواصل الكابتن رضا الملاح مع والد محمد صلاح وتحدث معه من أجل الانضمام إلى نادى عثماثون، وهو أحد فروع نادى المقاولون العرب بطنطا، وأكد له أنه سيكون فرصة جيدة لإثبات ذاته، ومن ثم الانتقال إلى الفرع الرئيسى بالقاهرة، وبالفعل استمع الأب إلى النصيحة، ووقع على أول استمارة، وكان يتقاضى بموجبها راتباً قدره 20 جنيهاً شهرياً.

مارادونا الغربية.. أول الألقاب

ذاع صيت محمد صلاح مع فريق عثماثون وكان عمره 14 عامًا، ليضعه بعدها مسؤولو نادى المقاولون العرب فى القاهرة ضمن الحسابات من أجل ضمه إلى صفوف الناشئين، وذلك بتوصية من مصطفى قرنى المدير الفنى لعثماثون وقتها الذى كان يؤمن بشدة بموهبته ويرى أن مكانه الانتقال إلى أحد أندية القمة سواء الأهلى أو الزمالك سيكون مسألة وقت، خصوصًا مع تألق اللاعب اللافت معه حتى أطلق عليها زملائه وكل متابعيه لقب «مارادونا الغربية».

فى إحدى المرات، كان يتواجد على أبو جريشة نجم الإسماعيلى السابق، وريعو نجم الاتحاد السكندرى السابق والذى كان يتولى منصب مدير قطاع الناشئين بالمقاولون وقتها فى مدرجات استاد حلوان لمشاهدة مباراة مقاولين طنطا «عثماثون» وحلوان، وأعجبا بمهارات صلاح وذهبا إليه عقب انتهاء المباراة وأخذوا بياناته كاملة من مدربه مصطفى قرنى الذى أكد أنه يجب انتقاله للقاهرة لإظهار موهبته أكثر وأكثر، ثم فوجئ صلاح فى اليوم التالى بأن نادى المقاولون العرب يعلن ضمه لقطاع الناشئين بعد أن قضى 6 أشهر فقط مع عثماثون، وينتقل بعدها لفرع النادى الأم بالقاهرة.

الانتقال إلى المقاولون .. ومعاناة السفر

يقف محمد صلاح عند محطة القطار، ينتظر يوميًا الانتقال بأحلامه من نجريج إلى أحضان قاهرة المعز، وسط صعوبات شديدة بسبب مشقة السفر «رايح - جاى»، فكان لزامًا عليه الذهاب للقاهرة والعودة منها إلى قريته 5 أيام على الأقل فى الأسبوع بعد الانتقال إلى صفوف المقاولون فى القاهرة، من أجل التدريب مع الناشئين، ومعاناته الكبرى كانت بسبب أن السفر يستغرق أكثر من 8 ساعات باليوم الواحد، وهو ما أثر بطبيعة الحال على دراسته رغم أنه كنت متفوقا، وساعده فى ذلك والده كثيراً، ففى كثير من الأحيان كان ينتظره فى منتصف الليل على الطريق الرئيسى ويمشوا سوياً قرابة ساعة كاملة للوصول إلى المنزل لعدم وجود وسائل مواصلات.

هنا يتذكر صلاح تلك الفترة خلال حواراته السابقة قائلا: «أنا فى معظم الأحيان كنت أصلى الفجر وأسافر إلى القاهرة للعب بعض المباريات، والأمر استدعى إلى الحديث مع إدارة النادى فى هذا الشأن، وبالفعل منحونى ورقة سلمتها لإدارة المدرسة من أجل السماح لى بالخروج مبكراً واللحاق بالتدريبات».

محمد صلاح كان يترك المدرسة كثيرًا بسبب لعب الكرة، وحينما كان يذهب لصلاة الفجر وعقب الانتهاء منها يجرى حول القرية للحفاظ على لياقته البدنية، فكان صديقه محمود السقا يستغرب مما يفعله وقتها، ويتحدث معه عن أسباب ذلك، فكان رده أنه يرغب فى اكتساب مهارة السرعة حتى تساعده فى تحقيق أحلامه مع الكرة.

محمد صلاح مع المقاولون
محمد صلاح مع المقاولون

عندما يسترجع محمد صلاح طفولته، لا يكذب ولا يتجمل، كذلك لا يسرد بشكل يبدو أقرب إلى الأسطورة، لأنه دائماً يتخلى عن رداء «النجم العالمى» ويفضل ارتداء ثوب ابن القرية الصغيرة الذى اختبر الحياة وأحب ضعفها قبل قوَّتها، تفتحت عيناه ليجد نفسه وسط أسرة متوسطة يقودها أب وأم عنوانهما الحب والحنان فقط.

ويتذكر محمد صلاح خلال حديثه عن فترة انتقاله إلى المقاولون العرب :أصعب شيئًا كنت أعانى منه خلال تلك الفترة، هو قلق والدتى عليا، لدرجة أنها طالبت والدى بضرورة خلع فكرة لعب الكرة من رأسى والتركيز فى الدراسة فقط، وزادت هذه الفكرة عند والدتى، لأنه فى ذات يوم حدثت حادثة كبيرة على الطريق وأنا عائد من القاهرة ليلاً، وحينما علمت بالحادثة اتصلوا بى للاطمئنان، ولكننى لم أرد على الهاتف بسبب دخولى فى نوم عميق أثناء ركوبى الميكروباص، فتسرب القلق إلى قلب والدتى، وبعد أن استيقظت من النوم وجدت الطريق مغلق بسبب الحادث وسقوط ضحايا، فاتصلت بوالدتى وجدتها شبه منهارة من شدة القلق».

ويستكمل صلاح حديثه قائلا: «بعد العودة إلى المنزل دار حديث ساخن فى حضور مع والدى وسط إصرار من والدتى على ترك الكرة والتركيز فى الدراسة، وبعدها لجأت إلى خالى الذى كان يدعمنى هو الآخر بشدة لدرجة أنه يتولى مهمة توصيلى إلى نادى بسيون حينما كنت ألعب بين صفوفه، وبالفعل نجح ومعه والدى فى إقناع والدتى باستكمال مشوارى مع عالم الساحرة المستديرة».

كان انضمام محمد صلاح لصفوف الناشئين بالمقاولون العرب فى القاهرة نقطة فارقة فى مشوراه الكروى، خصوصًا بعد أن تم تصعيده إلى الفريق الأول فى عهد محمد رضوان، المدير الفنى لذئاب الجبل وقتها.. ويتذكر صلاح قائلا: قمت بتوقيع أول عقد لى مع المقاولون العرب وعمرى 14 عاماً تقريبًا أيقنت وقتها أننى على الطريق الحقيقى لبداية مشوارى الاحترافى، وكنت أتقاضى راتباً 120 جنيها وكانت لا تكفى ثمن المواصلات من القاهرة للغربية وكان والدى يساعدنى مادياً لاستكمال المصروفات، ووقتها تحدثت مع صديقى محمود البهنسى لأخذ رأيه فقال لى مقولته الشهيرة الدائمة معى:» اصبر وانتظر مازال أمامك الكثير، ويوماً ما ستصل لأفضل شىء ممكن»، وهذا كان نابعاً من شدة إيمانه بموهبتى.

كواليس أيام صلاح الأولى مع الذئاب

كان سعيد الشيشينى نجم المقاولون السابق، أحد أهم المدربين الذين وضعوا بصمة كبيرة مع ابن نجريج فى ناشئى ذئاب الجبل، ويحكى تفاصيل هذه الفترة قائلاً: «حينما كنت أدرب صلاح كان عمره وقتها لم يتخط 16 عاماً، وكان يلعب كظهير أيسر لكنى قمت بتغيير مركزه لجناح أيمن فيما بعد».

ويروى الشيشينى أسباب تغيير مركز محمد صلاح قائلاً: «كنا نواجه فريق الناشئين بنادى إنبى وفزنا وقتها برباعية نظيفة لم ينجح صلاح كظهير أيسر فى إحراز أى هدف، بل أهدر 3 أهداف محققين، وعقب المباراة كانت علامات الفرح تكسو وجوه جميع اللاعبين إلا صلاح لأقرر وقتها تغيير مركزه داخل المستطيل الأخضر من ظهير أيسر إلى جناح أيمن خاصة وأن الجبهة اليُسرى كانت تضم حينذاك 4 لاعبين أبرزهم على فتحى».

سعيد الشيشيني
سعيد الشيشيني

 

ويتابع الشيشينى: «أمام حزن محمد صلاح منحته 25 جنيها وأعطيت زميله محمد زيكا الذى أحرز «هاتريك» فى شباك إنبى 50 جنيها، وبعد تغيير مركزه قلت له إنه سيكون هداف مسابقتى القطاعات والمنطقة وكلامى تحقق بالفعل بعد أن أحرز 35 هدفا فى البطولتين، ثم لعب معى 3 سنوات».

ويضيف الشيشينى: «فى هذه الفترة كان صلاح ومعه محمد الننى يعيشان معاناة فعلية بسبب مشقة السفر يوميا قرابة 8 ساعات، فتحدثت مع المهندس ابراهيم محلب رئيس نادى المقاولون وقتها من أجل توفير استراحة لهما، وكانت الموافقة على هذا الطلب صعبة جدًا، خصوصاً أنهما مازال فى مرحلة الناشئين، لكن أمام التأكيد على أن وضع هذا الثنائى مختلف نظرا لموهبتهما الكبيرة، تم الموافقة على الطلب»،  ومازال فى الحكاية بقية.

فى الحلقة المقبلة، نكشف تفاصيل جديدة عن مسيرة تألق محمد صلاح مع المقاولون العرب، وفشل مفاوضات انتقاله إلى الزمالك فى اللحظات الأخيرة، وسر عدم لعبه للنادى الأهلى، وتفاصيل انتقاله إلى بازل السويسرى كأول محطة أوروبية فى مشواره مع عالم الاحتراف الأوروبى.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر