ذكرى وفاة الخال.. ابن محمد رشدى يكشف تفاصيل علاقته بالأبنودى رفيق عمره

الابنودى الابنودى
 
زينب عبداللاه

فى مثل هذا اليوم الوافق 21 أبريل من عام 2015 رحل عن عالمنا الخال المبدع الكبير عبد الرحمن الأبنودى صوت الجنوب وابن مصر الذى جسد بكلماته تفاصيلها أهلها، وكأن هذه الكلمات نسجت من طمى النيل وخضرة ما طرحته أرض الكنانة ولون صحاريها وملامح أهلها وفرحتهم وحزنهم وجمال الصبايا وفتوة الشباب وعرق الكادحين وتجاعيد الشيوخ وراحة المساجد وترانيم الكنائس.

تعاون الخال الأبنودى أحد أشهر شعراء العامية مع الفنان االكبير محمد رشدى وارتبطا بعلاقة صداقة قوية ومشوار فنى ضخم وثرى.

وفى ذكرى وفاة الخال تحدث تحدث طارق محمد رشدى ابن المطرب الشعبى الكبير محمد رشدى عن تفاصيل علاقة والده بالمبدع عبدالرحمن الأبنودى.

وقال طارق محمد رشدى إن نقطة شهرة والده بدات بعد أن غنى ملحمة أدهم الشرقاوى فى الإذاعة، وبعدها جاء الشاعر عبدالرحمن الأبنودى من قنا ليسأل الإذاعى الكبير محمد حسن الشجاعى عن محمد رشدى راغباً فى التعرف عليه.

وأوضح ابن محمد رشدى أن وقتها كان والده فى البيت بعد حادثة كسرت فيها ساقه ولم يكن يعمل، فجاءه الأبنودى وأخده وجلسا على مقهى فى ميدان التحرير وقرأ عليه كلمات لم يسمعها رشدى من قبل تقول: "الليل بينعس عالبيوت عالغيطان والبدر يهمس للسنابل والعيدان ياعيونك النايمين ومش سائلين" وكانت هذه الكلمات من أغنية وهيبة.

وتابع أنهما ذهبا بهذه الكلمات للملحن عبد العظيم عبدالحق لتلحينها، وكانت هناك خادمة فى بيته اسمها عدوية، وداعبها الأبنودى مؤكدا أنه سيؤلف أغنية باسمها ويشهرها.

وأشار ابن محم رشدى إلى أن الأبنودى بالفعل كتب أغنية عوية وأعطاها لعبدالعظيم عبدالحق لتلحينها ولكنه بعد عدة أيام اعتذر لرشدى والأبنودى مؤكدا أنه كلما بدأ فى التلحين دخلت عليه الخادمة فوجد أن أوصاف عدوية فى الأغنية لا تشبه عدوية الحقيقية.

وقال طارق محمد رشدى :"وكان وقتها عمى بليغ حمدى قرأ عدوية وزعل إنهم أعطوها لعبدالعظيم وكان نفسه يلحنها ،وبعد اعتذار عبدالحق عنها أعطوها لبليغ حمدى فلحنها وبدأت رحلة تعاون الثلاثى رشدى والأبنودى وبليغ، وقدموا العديد من الروائع ومنها وسع للنور، وبلديات، ووالواد من البحر الاحمر، وظهر اللون الجديد للغناء الشعبى فى مصر فغنت شادية قولوا لعين الشمس وفايزة غازلة له بايدى الطاقية".

وتابع ابن محم رشدى: "كانوا فى استديو 46 بيسجلوا وسع للنور وبلديات فأرسل العندليب عبدالحليم حافظ السائق الخاص به ليأخذ عبدالرحمن الأبنودى وبليغ حمدى لمقابلته وقال لعمى الابنودى: عاوزك تعمل لى غناء شعبى بس مش زى اللى صاحبك بيغنيه أنا مش هينفع أقول فى أديا المزامير وفى قلبى المسامير وفعلا كتب له أغنية التوبة".

 ويؤكد طارق محمد رشدى أن الخال أحب أغنية التوبة بصوت ماجدة الرومى أكثر من العندليب وأنه قال:"عبدالحليم كان بيغنيها وجواه غل على المسرح اسمه محمد رشدى إنما لما سمعت ماجدة الرومى ورأيتها ترقص زى الفراشة على المسرح عرفت انى عملت كلام حلو".

وأشار ابن محمد رشدى إلى أن الأبنودى نصح العندليب بعدم غناء ملحمة أدهم الشرقاوى بعدما غناها رشدى وقال له: "بلاش ياحليم السكة دى مش بتاعتك انت هنا مش هتنجح ولكن هتنجح رشدى".

وأكد طارق محمد رشدى إلى أن الخال عندما كانت تنجح أغانى رشدى التى لم يكتبها الأبنودى ومنها كعب الغزال التى كتبها الشاعر حسين السيد، كنت الناس عندما تقابل الخال تهنئه على نجاحها معتقدين نه هو الذى كتبها، وأن الأبنودى كان يقول عن ذلك:" أهه حسين السيد عمل له أغنية كعب الغزال وحسن ابو عتمان عمل حسن لمغنواتى وعرباوى والناس بتسبهم لى لأن رشدى ده ملكى وبيغنى بإحساسى".

وأوضح ابن محمد رشدى أن العلاقة بين والده والخال والتى بدأت عام 1963 استمرت حتى وفاة رشدى وأن الأبنودى وهو الذى دفنه بيده، وكان محمد رشدى يقول دائما: "من الظلم يسألونى غنيت لمين لكن العدل يقال غنيت لمين غير الأبنودى"، مشيرا إلى أن الخال أخر شخص شاهد والده وعندما توفى رشدى كشف الأبنودى قدمه ورأسه وقبلهما، وجلس إلى جواره وأمسك بيده وقال:" كدة يارشدى شيتوا انت وبليغ وكمال وعبدالحليم وسيبتونى بطولى زى فرع شجرة فى الصحراء"، وبكى وحزن حزناً شديداً على رفيق عمره.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر