نص بيضحك والتانى زعلان.. المعلم رضا وحسن حسنى.. موت الضنا يهزم أكبر كوميديان

حسن حسنى حسن حسنى
 
زينب عبداللاه

أضحكونا وامتلأت حياتهم بالدموع والأحزان، أخفوا آلامهم وهمومهم، ليرسموا البسمة على وجوه الملايين على مر الأجيال، تحملوا ما لا يتحمله بشر؛ ليؤدى كل منهم رسالته، ويبدع فنا يمتع الملايين.

هكذا عانى عدد من نجوم الكوميديا من قسوة الحياة التى ملأوها ضحكا وسخرية، وعانوا من عذابها ما أخفوه عن جمهورهم، وتجرعوه بعيدا عن الأضواء.

من هؤلاء النجوم من عاش أقسى وأصعب تجربة يمكن أن يعيشها إنسان بفقد فلذة كبده، ورغم قسوة هذه التجربة استمر بعضهم يبدع ويسعد جمهوره وقلبه ينزف حزنا وألما، ومن هؤلاء النجوم الفنان محمد رضا والفنان حسن حسنى.

فالفنان محمد رضا الذى يقترن اسمه دائما بالسعادة والبهجة والضحك، نتذكر معه شخصية "جنجل أبو شفطورة..اللى بيقص الكلا" فى فيلم "30 يوم فى السجن"، وغيرها من أدوار أتقن فيها شخصية المعلم ابن البلد، وغيرها من أدوار كوميدية، لا يعرف الكثيرون أن قلبه عاش تجربة قاسية بمرض ووفاة ابنته الوحيدة أميمة أكبر أبنائه وأول فرحته، وأنه لم يتوقف عن إسعادنا حتى بعد أن صدمه خبر وفاتها، بل إنه صعد خشبة المسرح، وأدى دوره فى نفس اليوم الذى دفنها فيه.

وعن هذه المأساة تحدث ابنه أحمد محمد رضا، فى حوار لـ"عين" قائلا: "كنا 3 أولاد وبنت واحدة، «أميمة، أحمد، مجدى، حسين»، وأكبرنا شقيقتى أميمة. 

وأوضح ابن المعلم رضا أن والده كان مرتبطا ارتباطا كبيرا بابنته الوحيدة، وكانت صدمة عمره، وأسوأ أيام حياته عندما مرضت بالسرطان.

وأضاف: "كانت أصعب المواقف فى حياته وحياتنا؛ لأن أميمة كانت أول فرحته وابنته الوحيدة، وكانت حنونة وقريبة من كل أفراد الأسرة".

وتابع: "بعد زواجها أنجبت شقيقتى أميمة ابنها عمر ثم ابنتها عبير، وبعدها أصيبت بالسرطان، وهى فى منتصف الثلاثينات، وظلت تعانى عامين، وهو ما أثر على أبى بشكل كبير".

وعن واقعة وفاة الابنة الوحيدة قال أحمد محمد رضا: "أثناء سفر والدى فى مهمة عمل عام 1989 ماتت أميمة وتركت ابنتها عبير قبل أن تكمل عامين، ولن أنسى مشهد والدى عندما ذهبنا لاصطحابه من المطار، حيث دخل البيت فى حالة انهيار تام، ولم أره بهذه الحالة من قبل".

وتابع الابن تفاصيل المأساة قائلا: "بابا كان عنده مسرح فى نفس اليوم، حيث كان يعرض مسرحية «طب بعدين»، فاقترح المخرج السيد راضى تأجيل العرض، ورفض والدى، وقال الناس قطعت تذاكر والعمال بياخدوا أجور، وصمم على عدم تأجيل المسرحية وتماسك، وأدى دوره وأضحك الجمهور".

 واستكمل ابن المعلم رضا حديثه: "بعد انتهاء المسرحية خرج السيد راضى على المسرح وقال للجمهور: محمد رضا كان عنده ظرف قاسى، وابنته توفيت اليوم ورغم ذلك أصر على تقديم العرض علشان يسعدكم"، مؤكدا أن هذا الموقف كان له وقع كبير على الجمهور".

 وأكد أحمد محمد رضا أن والده كان يحرص على إسعاد الناس فى أصعب المواقف، وهو يرى أختى تتألم من المرض وبعد دفنها ووفاتها، ونفس الموقف حدث عندما توفى والده عام 1975، فوقف على المسرح بعد دفنه.

أما الفنان الكبير حسن حسنى الذى رحل عن عالمنا نهاية مايو الماضى، فتبدل حاله وظل قلبه ينزف حزنا منذ وفاة ابنته رشا فى 21 مارس 2013 بعد صراع مع مرض السرطان.

فالفنان المبدع الذى أمتعنا بأدواره الكوميدية وكان أحد عمالقة الكوميديا وأبا وأستاذا لكل جيل الشباب من الكوميديانات عاش أصعب أيام حياته بعدما عرف بإصابة ابنته رشا بمرض سرطان الغدد، وكان وقتها يؤدى دوره فى مسلسل «مزاج الخير».

 تحامل الفنان على نفسه، رغم انهياره ورغم حالته النفسية الصعبة، ليستكمل دوره، وكان يرسل التقارير الطبية الخاصة بابنته إلى أحد المستشفيات الكبيرة بألمانيا، وجاء الرد بأن الحالة حرجة ومتأخرة ولا جدوى من العلاج.

وكان الفنان حسن حسنى قد احتفل بزفاف ابنته قبل سنوات قليلة من مرضها، وبعد إصابتها بالمرض تم نقلها للمستشفى، حيث تدهورت حالتها الصحية وتوفيت خلال فترة قصيرة.

وبدا الفنان الكوميدى منهارا شاردا أثناء تشييع جنازة ابنته، وتبدل حاله بعدها ولم يعد كما كان، وبدا عليه الحزن الذى أثر على ملامحه وشخصيته بشكل واضح، حتى لحق بها مؤخرا.

 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر