صدق أو لا تصدق.. موسيقار الأجيال اشتغل فى سيرك ونام فى حظيرة البغال

 محمد عبدالوهاب محمد عبدالوهاب
 
زينب عبداللاه

عانى نجوم الزمن الجميل كثيرا فى سبيل الفن ولم يكن طريقهم مفروشاً بالورود، بل ذقوا العذاب حتى وصلوا إلى قمة الشهرة والإبداع، ولا نتخيل حجم هذه المعاناة إلا حين نقرأ ما كتبوه عن بداياتهم فى مذكراتهم أو نرى حواراتهم إلى وسائل الإعلام المختلفة.

وقد لا يتخيل الكثيرون أن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذى وصل لقمة الشهرة والنجومية والإبداع عمل فى بداياته بسيرك ونام مع البغال فى حظيرة هذا السيرك، بل وتم سحله فى الشارع حتى سالت منه الدماء.

وهذا ما كتبه موسيقار الأجيال بنفسه فى مذكراته، تحت عنوان: "أنا والبغلة فى اسطبل واحد"

وقال محمد عبد الوهاب إن أسرته ومعظمها من المشايخ كانت تعارض عمله بالفن، وأن شقيقه الأكبر الشيخ حسن عاقبه كثيراً على ذلك، حتى أنه حين عمل فى صباه مع فرقة فوزى الجزايرلى حيث كان يغنى بين فصول المسرحيات ربطه شقيقه وجرجره فى الشوارع حتى سالت الدماء من جسده.

وأشار موسيقار الأجيال فى مذكراته إلى أنه رغم الحصار الذى فرضه عليه شقيقه كان يتوق دائما لحياة الفن وللعمل به، وانتهز فرصة حل فيها سيرك فى حى الشعرانى الذى يسكن فيه، وذهب لصاحب السيرك يعرض عليه أن يعمل معهم ويقم فقرات غنائية، فوافق لرجل دون أن يعرف أنه سيهرب من البيت.

وتابع عبدالوهاب: "هربت من البيت وانتقلت مع السيرك إلى دمنهور وغنيت أمام الجمهور، ولكن كان الإقبال على السيرك ضعيفاً، فحصلت على أجر ضئيل عبارة عن بضعة قروش، وعندما أقبل الليل سألت صاحب السيرك عن المكان الذى سأنام فيه، فقال لى: أنت عضمك طرى ومش هتستحمل النوم فى الخلا".

وأوضح موسيقار الأجيال أن صاحب السيرك قال له: "نام هنا مع البغلة"، مشيراً إلى الحظيرة التى ينام فيها حيوانات السيرك، مؤكدا أنه حاول إقناع صاحب السيرك بتوفير مكان آخر غير هذا الاسطبل كريه الرائحة ولكن لم يكن هناك أى أماكن أخرى متاحة.

وأضاف: "كان مبيتى مع البغلة فى الحظيرة شىء لا يحتمل ولكنى تحملت فى سبيل الهروب من القيود المفروضة على فى البيت وفى سبيل حبى للفن، فمكثت أعمل فى السيرك وأنام فى الحظيرة وأتقاضى أجراً ضئيلاً لفترة، حتى فقدت هذه المعيشة تأثيرها فى نفسى لفرط مشقتها وعدم حدوث أى تقدم فى حياتى الفنية، فآثرت العودة إلى بيتى وقلت علقة تفوت ولا حد يموت حتى أجد سبيلاً آخر لطريق الفن".

وأشار موسيقار الأجيال إلى أنه كان يخشى من قسوة العقاب إذا عاد إلى البيت، فوسط أحد أصدقاء والده ليشفع له عند أسرته وخصوصا شقيقه حسن، حتى يفلت من العقاب، وهو ما حدث بالفعل مع وعد بأن يبتعد عن الفن، وهو الوعد الذى لم يوفه موسيقار الأجيال، واستمر فى حبه وسعيه بعدها حتى شق طريق النجومية والشهرة.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر