لماذا قال فريد الأطرش لـ عبد الوهاب: لست مغرورا ولا أتحدى فتوة الحتة؟

فريد الأطرش فريد الأطرش
 
زينب عبداللاه
كانت العلاقات الطيبة تربط بين عمالقة الفن من نجوم الزمن الجميل، ولم يكن ذلك يمنع من وجود بعض المنافسات الشريفة والغيرة الفنية، التى تصب فى صالح الفن وتؤدى إلى مزيد من الإبداع.
 
وهذا ما حدث بين عمالقة الموسيقى والطرب، وعلى رأسهم أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم.
 
ومن بين هذه المنافسات الفنية ما حدث بين الموسيقار الكبير فريد الأطرش وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والذى أوضحه رد كتبه الأطرش لمجلة الكواكب فى عدد نادر صدر فى سبتمبر عام 1958، يرد فيه على محمد عبد الوهاب، موضحا أنه ليس مغرورا أو مصارعا، ووجه حديثه لموسيقار الأجيال قائلا: "لا أتباهى بعضلاتى أو أتحدى فتوات الحتة".
 
وأصل القصة أنه قبل نشر هذا الرد كان فريد الأطرش فى عدد سابق أجرى حوارا مع الكواكب أجاب على سؤال للمجلة حول إمكانية أن يغنى لحنا من ألحان عبد الوهاب بشرط أن يقبل عبد الوهاب أن يغنى لحنا من ألحان فريد، مؤكدا أن كلاهما يمثل لونا فى الموسيقى، قائلاً: "أنا على استعداد أن أنزل فى مباراة شريفة عادلة إمام عبد الوهاب، وعلى يقين أننى لن أضعف أمام صوته، وبإمكانى أن أقدم له لحنا ينفق مع إمكانيات صوته، وينقله إلى لون جديد لا يقل روعة ولا عظمة عما يقدمه"، ونشرت المجلة حوار فريد الأطرش تحت عنوان: "أريد مباراة شريفة بينى وبين عبد الوهاب".
 
وهو ما دفع موسيقار الأجيال للرد على ما قاله فريد فى حوار آخر للكواكب نشر فى العدد التالى لحوار فريد، قال محمد عبد الوهاب فى عنوانه: "كلمات فريد الأطرش عن التحدى لا تقال إلا فى مجال المصارعة"، وأشار خلال الحوار إلى أنه لا يصدق أن فريد قال ذلك.
 
وقال موسيقار الأجيال تعليقاً على ما قاله واقترحه فريد الأطرش: "لا أصدق أن الأستاذ فريد قال مثل هذا الكلام، وخاصة أنه لا يليق بحديث فى مجال الموسيقى، فإن التحدى والمباراة العادلة الشريفة لا تذكر إلا فى مجال ماتشات الكرة والمصارعة والبوكس وشيل الحديد".
 
وأما عن فكرة تبادل الألحان فأكد عبد الوهاب أنه لم يغن لغيره منذ أكثر من 30 عاما، وكان وهو طفل يغنى لسيد درويش، أما فريد فقد ظل لوقت طويل يغنى من ألحان غيره، وتهرب عبد الوهاب من الموافقة أو التصريح برفض الاقتراح ضاحكا، وقال: "أعدك سأجرب بينى وبين نفسى وأخبرك".
 
وبعد نشر حوار موسيقار الأجيال مع الكواكب أرسل فريد الأطرش ردا للمجلة، يقول فيه إنه لم يقصد التحدى ولا المبارزة كما فهم عبد الوهاب من عنوان الحوار، قائلا: "لست أنا بالإنسان المغرور، كما أننى لست مصارعا يتباهى بعضلاته ويتحدى فتوات الحتة، بل أنا فنان يعتز بفنه ويقدر فن غيره من الزملاء".
 
وتابع: "عرضت أن نقوم بهذه التجربة لخدمة الهدف الفنى وحده، ولم تكن فكرة من عندى أصلا، ولكن اقترحها بعض الأصدقاء، كما اقترحتها شركة كايروفون فى وجودى ووجود عبد الوهاب".
 
وأكد فريد الأطرش أنه يختلف مع رأى صديقه عبد الوهاب فى أن الفن لا يعرف التبارى والمنافسة؛ لأن ندوات الشعر والغناء والموسيقى قامت على المساجلة والمبارزة بين القرائح والمواهب منذ قديم الأزل، ومع ذلك أكدد أنه لا يقف أمام عبد الوهاب موقف المنافس، ولكن أراد أن يتبادلا الألحان حتى يستفيد الغناء من صوت عبدالوهاب بألحان فريد ومن صوت فريد بألحان عبد الوهاب.
 
وفى نهاية الرد أكد فريد الأطرش صداقته واعتزازه وتقديره للموسيقار محمد عبد الوهاب.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر