5 سبتمبر.. ليلة بكى فيها المسرح المصرى

مسرح مسرح
 
شيماء منصور

خمسون مبدعا بين مؤلف ومخرج وناقد وممثل راحوا ضحية فاجعة هى الأبشع من نوعها "محرقة بنى سويف" التى حدثت فى مثل هذا اليوم منذ خمسة عشر عاما، تلك المحرقة التى اهتز لها الوسط الثقافى عامة والوسط المسرحى خاصة، يوم ساد فيه الغيوم ليصبح يوما مأسويا لكل مسرحى مصرى ليحفر فى وجدان ذاكرة المسرح المصرى. 

ليله بات فيها الوسط المسرحى على فاجعة، بدأت تلك الليلة عندما قرر مخرج عرض "من أنا" المأخوذ من نص حديقة الحيوان، والذى كان يشارك بمسابقة نوادى المسرح التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة والتى كانت تقام على مسرح قصر ثقافة بنى سويف، أن يقدم عرضه بقاعة الفن التشكيلى بدلا من تقديمه على خشبة المسرح، وقام بتحويل شكل المسرح لمغارة أو كهف ورشه بمواد قابلة للاشتغال وكأنه يهيئ للقدر حدوث الكارثة بكل سهولة. 

بسبب شمعة اشتعلت النيران فى جميع أنحاء القاعة لتلتهم أجساد الحضور فيذهب ضحيتها خمسون مسرحيا ويصاب 23، انتفض المسرحيون بعد تلك الفاجعة بسبب فقدان أعزائهم وأساتذهم وأبنائهم من المسرحيون وطالبوا بالكثير والكثير للتخليد أسماء هؤلاء الشهداء، ولعل أهم نتائج تلك الإنتفاضة القرار الذى أصدره وزير الثقافة عماد أبو غازى عقب ثورة يناير بأن يكون يوم ٥ سبتمبر هو يوم المسرح المصرى إحياء لذكرى شهداء بنى سويف. 

وفى إحدى دورات المهرجان القومى للمسرح المصري، والذى كان يتولى رئاستها المخرج ناصر عبدالمنعم، كانت الدورة تتزامن مع ذكرى محرقة بنى سويف، فقام المسئولين عن الندوات الفكرية لهذه الدورة، بانعقاد ندوة موسعة وصلت مدتها لما يقرب من الـ٨ ساعات متتالية بحضور أسر هؤلاء الشهداء وزملائهم المسرحيين، تناولت الحديث عمَّا قدم هؤلاء الشهداء وعن تاريخهم الفنى وجهودهم فى ارتقاء الحركة المسرحية. 

ورغم الفقدان الذى تعرض له المسرحيون إلا أن المسرح المصرى ظل صامدا محاولا استعادة روحه ورونقه مرة أخرى، فاعتبر المسرحيون هذه الكارثة دافعا لتحسين المسرح إيمانًا منهم بدور المسرح الثقافى، فقدم العديد من المسرحيون خاصة مسرحيون الثقافة الجماهرية عروضا أشاد بها الجميع عقب الكارثة ولعل أبرزها حينها عرض "كلام فى سرى" الذى شارك فى الدورة الـ19 للمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى عام 2007 ونال جائزة أفضل عمل جماعي، وتميز العرض بجرأته الشديدة، حيث ناقش مشكلات المرأة وعلاقتها بالرجل من خلال حوارات جريئة أثارت وقتها المتشددين والمتزمتين، وكان من إخراج ريهام عبد الرازق، وأيضا عرض "القرد كثيف الشعر" من إخراج دكتور جمال ياقوت أحدٍ مصابى الحادثة والذى حصل على أفضل عرض بالمهرجان القومى للمسرح عام 2009، وحصل المخرج على أفضل مخرج بالمهرجان. 

"لن ننساكم " هو الشعار الذى أطلقه المسرحيون فى يوم المسرح المصرى، وإيمانًا منا بهذا الشعار ننشر أسماء شهداء بنى سويف كى لا ننساهم ويظلوا محفورين فى ذاكرتنا وهم "إبراهيم الدسوقى، أحمد عبد الحميد، أحمد السيد أبو القاسم، أحمد محمد جودة، أحمد عزت عبد اللطيف، أحمد محمد فيومى، أحمد عرفة محمد، أحمد على سليمان، أسماء محمد السيد، أشرف جابر سعيد، أشرف محمد عبد ربه، السيد رجب سعيد، أميرة حسين محمد، أيمن محمد الجندى، بهائى الميرغنى، حازم شحاتة.

كذلك الشهداء حسن عبده حسن، حسن محمد أبو النصر، حسنى محمدى أبو جويلة، خالد طه محمود، رائد محمد أبو المجد، ربيع محمد رمضان، رشا محمد ربيع، سامية جمال، سيد معوض عثمان، شادى منير الوسيمى، صالح سعد، صلاح حامد مهدلى، عبد الله محمد عبد الرازق، مازن محمد قرنى، محسن السيد كامل، محسن مصيلحى، مدحت أبو بكر، محمد أحمد إبراهيم على، محمد أحمد حسن، محمد أشرف حسنى، محمد السيد أيوب، محمد رجب جاب الله، محمد شوقى الغريب، محمد صلاح حامد مهدلى، محمد علاء الدين المصرى، محمد على منصور، محمد مصطفى حافظ، محمد يحيى صلاح، مؤمن عبده، نزار محمود سمك، نصر حسن جودة (يعمل بمطافئ بنى سويف)، هناء أحمد عطوة، ياسمين محمود نبيل صالح، ياسر ياسين.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر