فى ذكرى ميلاد حسين كمال .. مخرج أول فيديو كليب «يا خلى القلب»

أغنية يا خلى القلب أغنية يا خلى القلب
 
إلهام الجمال

قليلون هم من يستحقون لقب "العبقرى" فتلك الكلمة لا يمنحها الجمهور والنقاد إلا للذين يقودهم جنونهم نحو الاختلاف والتميز، الذين يجيدون كسر التوقعات ولا يعترفون بالمستحيلات.. والمخرج الكبير حسين كمال الذى يوافق اليوم ذكرى ميلاده؛ كان واحدا من العباقرة الذين أضافوا للفن العربى وأثروا أرشيفه بالعديد من الأعمال الخالدة التى لم يهزمها الزمن.

2013-12-09_00069
 
2013-12-09_00071
 
2013-12-09_00074

ولأن الأرشيف السينمائى للمخرج الكبير حسين كمال ملىء بالعلامات، اخترنا لكم واحدة من أطرفها وهى المعلومة التى لا يعرفها الكثيرون عن مخرجنا الكبير.. فهو وكما أكدت رؤيته الفنية فى فيلم "أبى فوق الشجرة" الذى يحمل توقيعه كمخرج؛ كان أول مخرج يقدم أغنية مصورة بطريقة الفيديو كليب التى سادت بعده بسنوات وأصبحت موضة فى كل أنحاء العالم.

حسين كمال المخرج
                              حسين كمال المخرج

وكان قرر حسين كمال الذى قدم لشاشة السينما العديد من الأفلام الروائية الجادة كـ"المستحيل والبوسطجى وشىء من الخوف" وهى الأعمال التى يصفها النقاد بأنها "ثقيلة" فنيا، والتى حفظت لها مكانا متميزا فى تاريخ السينما المصرية، لكنها لم تحظ بالإقبال الجماهيرى كغيرها. ومن هنا قرر كمال أن يخالف كل التوقعات ويكسر كل القوالب ويقدم فيلما جماهيريا غنائيا استعراضيا بطله نجم الجماهير عبد الحليم حافظ، ليؤكد للذين انتقدوا جديته ورؤيته الفنية أنه يستطيع أن يخرج كل الأشكال الفنية، ويصنع من فيلم "خفيف" علامة تترك بصمتها على مر الزمان.

ولأنه ليس كغيره من المخرجين، قرر أن يطلق العنان لخياله ويقدم أغانى الفيلم بشكل جديد لم تعهده السينما العربية من قبل. حيث قرر أن يصورها برؤية خاصة منفصلة عن الفيلم، لكى تشاهد بشكل منفصل وتكون النواة الأولى لموضة "الفيديو كليب" التى انتشرت بعد الفيلم بسنوات طويلة.

صور حسين كمال أول مشاهد الأغنية الخالدة فى مدينة الإسكندرية بحسب اتفاقه مع منتج الفيلم الموسيقار عبد الوهاب، حيث كانا اتفقا سويا على تصوير كل لقطات الأغنية بشكل خارجى فى مدينة الإسكندرية، لكنه وبعد المشهد الأول قرر أن يغير الخطة، وطلب من طاقم العمل العودة للقاهرة لتصوير باقى المشاهد "داخلى" فى استديو "1" الذى شهد تصوير أغلب مشاهد الفيلم الداخلية. وعندما اندهش عبد الوهاب من القرار المفاجئ وخاصة أنه- وبحسب موضوع نشر عن الأغنية فى مجلة الكواكب بعد عرض الفيلم- كان قد أنهى تعاقده مع الاستوديو، لكن حسين كمال أقنعه بأن الأمر بسيط لن يحتاج فيه ديكورات فكل المطلوب عبارة عن "حيطان بس و500 متر بفتة بيضاء، 500 متر قماش أسود لتغطية الحيطان، 1000 لمبة صغيرة، مئات الشموع، فستان زفاف، وبدلة سموكن". كل ما سبق تم توفيره بسهولة، لكن أغرب ما طلبه حسين كمال من عبد الوهاب وقتها كان "فقاقيع الصابون" التى لم تكن متوفرة فى مصر فى تلك الفترة، فاضطر عبد الوهاب لإحضارها بنفسه من بيروت.

وخلال تصوير الأغنية " ياخلى القلب" وقف كل فريق العمل وأغلب أصدقاء عبد الحليم يغمسون العصى فى الصابون وينفخونها أمام المراوح الكهربائية.

وقد بلغت ميزانية الأغنية فقط عام 1968 ما يقرب من 130 ألف جنيه مصرى.

ليعرض الفيلم فى عام 1969 محدثا ضجة كبرى، ومستمرا فى دور العرض لأشهر طويلة محققا إيرادات خيالية فى وقتها، ليستمر نجاحه ونجاح أغانيه حتى الآن.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر