«مظاليم الفن».. عبد العزيز مكيوى نساه الجميع فأصبح الشارع ملجأه

عبد العزيز مكيوى عبد العزيز مكيوى
 
محمد سعد الدين

ينظر الجمهور إلى نجوم الفن على أنهم أشخاص أكثر حظا من غيرهم، نظرا للمبالغ الكبيرة التى يتقاضونها نظير أعمالهم الفنية، ولكن فى حقيقة الأمر فإن هناك من أفنى عمره من أجل الفن ولم يحصل على المقابل الذى يستحقه، وإذا أردنا الحديث عن الفنان الراحل عبد العزيز مكيوى، الذى وصل إلى قمة المجد والشهرة من خلال دوره المميز فى فيلم "القاهرة 30" قبل أن يدير الزمن له ظهره ويعيش وحيدا ومشردا فى آخر أيام حياته.

بدايته الفنية

 حرص الفنان عبد العزيز مكيوى فى بداية حياته على تعلم أصول التمثيل على يد كبار الأساتذة، بعدما قرر الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية والذى كان نقطة انطلاقه نحو عالم الفن، من خلال مشاركته فى العديد من أعماله المسرحية، والتى كان أبرزها دوره المميز بمسرحية "الطعام لكل فن" لتوفيق الحكيم، حيث بدأ يعرفه الجمهور بعدها ويصبح واحدًا من أبرز الأسماء الفنية فى ذلك الوقت .

ولم يكتف مكيوى بدراسة التمثيل فقط، بل أتقن العديد من اللغات، مثل الفرنسية والإنجليزية والروسية وحصل على دبلومتين فى السياسة والأدب، قبل أن يسافر فى بعثة إلى الاتحاد السوفيتى من أجل دراسة الإخراج هناك.

وحصل عبد العزيز مكيوى على أولى فرصه الحقيقية بعالم السينما من خلال مشاركته بفيلم "لا تطفئ الشمس" عام 1961، قبل أن يقدم الشخصية الأبرز فى مشواره الفنى وهى شخصية المناضل الثورى على طه فى فيلم "القاهرة 30"، حيث توقع الكثيرون أن يصبح أحد نجوم الساحة الفنية فيما بعد، ولكن قلة علاقاته أبعدته عن الساحة الفنية لسنوات، قبل أن يعود ويشارك بأدوار صغيرة فى عدد من المسلسلات التليفزيونية، والتى كان آخرها مسلسل "أوراق مصرية" فى نهاية الألفية الثانية.

 

1201618124057664-الفنان-عبدالعزيز-مكيوى-(4)

تشرده فى الشوارع

ويبدو أن ابتعاد عبد العزيز مكيوى عن الساحة الفنية جعلت العديد ينسون وجوده من الأساس، قبل أن يعود للظهور على الساحة الإعلامية بعدما تناقلت له عدد من المواقع الإخبارية صور للرجل المسن البالغ من العمر 80 وهو مشردا فى الشوارع، متخذا الأرض سريرا له، بعدما مر بحالة نفسية صعبة بسبب الإهمال الذى تعرض له وعدم تقدير قيمته ومشواره الفنى، وهو ما دفع نقابة المهن التمثيلية لرعايته فى آخر أيام حياته، حيث انتقل إلى نادى نقابة المهن التمثيلية والتى قامت بعدها بنقله إلى القسم النفسى بمستشفى القوات المسلحة حتى يتلقى الرعاية هناك بعدما تدهورت حالته النفسية.

وتولت القوات المسلحة مهمة علاجه ورعايته لمدة عامين كاملين حتى أستقرت حالته النفسية مرة أخرى بالتنسيق مع نقابة المهن التمثيلية، قبل أن يقوم عدد من الفنانين بدعمه ونقله لواحدة من أرقى دار المسنين بمنطقة مصر الجديدة والتى تلقى بها رعاية جيدة، حيث قضى هناك أيامه الأخيرة وحيدا، قبل أن يرحل عن عالمنا فى الـ18 من يناير عام 2016 عن عمر ناهز الـ82 عاما.

 

8
 
2016_1_18_13_1_57_457
 
2016_1_18_13_1_59_926
 
1201618124057663-الفنان-عبدالعزيز-مكيوى-(3)
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر