نهى سعيد تكتب: الآن افرحى يا شيرين.. ولا تبالى بالشامتين!

شيرين عبد الوهاب شيرين عبد الوهاب
 

لم يسبب لى خبر الحكم على شيرين عبد الوهاب بالحبس 6 أشهر ودفع كفالة 5 آلاف جنيه، أى نوع من أنواع المفاجآت أو الصدمات، بل إنى استقبلت الخبر بكل أريحية ورضا بل وتفاؤل أيضا.

من حق المحكمة أن تحدد العقاب المناسب لشيرين على حديثها غير الحكيم الذى تطلقه فى العلن دون مراجعة، من حقها أن "تملص" لها أذنيها وكأن القاضى الجليل يضربها على يدها قائلا: "متعمليش كده تانى"، ظنا منه أنها لم تقصد إهانة وطنها عندما تحدثت عن مياه النيل والبلهاريسيا، ظنا منه أنها لم تنس يوما أن هذا النيل بأسطورتها القديمة حباها محبة المصريين التى صنعت نجوميتها، ويقينا منه بأنها لم تنس أفضال هذا الوطن عليها وكيف كان لاسمه بريقا وواسطة دخلت من خلالها لقلوب كل جمهورها العربى الذى تقف أمامهم فخورة بمصرها وتشدو بأغانيها التى غنتها باسم هذا النيل وجبينها مرفوع فى السماء.

اليوم أعتذر لكل من رأى فى هذا الحكم ظلما لشيرين عبد الوهاب، فيا عزيزى! اسمح لى أن أعارضك، فالحكم عادل والقرار صائب، فأحيانا نخطئ ورغم تراجعنا عن مواقفنا، واعترافنا بأخطائنا، تظل هناك مسئولية لا تمحيها الاعتذارات، ولا تشفع فيها التراجعات، مسئولية علينا أن نحملها على أكتافنا، مسئولية نقف أمامها ليس بيدنا شىء سوى أن نتحمل نتيجة أخطائنا من منطلق هذه المسئولية ونحن صامتون، فقط صامتون.

وأعتذر أيضا من كل من شمت فى شيرين، وفرح بهذا الحكم، وبرر فرحته وشماتته بمبررات فى ظاهرها رحمة وفى باطنها عذاب وحقد وتفاهة، تفاهة تكمن فى الشعور بالنشوة والانتصار لمواقف صغيرة تتضاءل أهميتها أمام ما يعنيه هذا الحكم، أما روح القانون التى ننحنى لها تقديرا واعتزازا، أقول لك عزيزى الشامت، شيرين استفادت، ربحت من هذا الحكم ولم تخسر، ربحت دفعها لثمن أخطائها وتطهرها من أية إساءة حتى ولو كانت بدون قصد، وربحت أن تحملت مسئوليتها كنجمة وقدوة لا يسمح لها بالخطأ، تعلمت ألا تتحدث بعفوية، فلكل مقام مقال، أيقنت أن اعتذارها ورفعها لعلم بلادها واعترافها بفخرها بمصريتها وامتنانها لكل جميل منّ به عليها وطنها، شفع لها كثيرا عند جمهورها، وعند نقابتها، بل وعند القاضى الذى كان متفهما تماما لما حدث، وإلا كان من الممكن أن يحكم عليها بالإعدام شنقا، وهذا جزاء من يسئ إلى مصر.

شيرين استفادت لكنك أيها الشامت من خسرت!


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر