وحشونا الحبايب.. كيف يقضى النجوم الغائبون أوقاتهم؟.. (الحلقة الثانية)

ياسمين الخيام و شمس البارودى ياسمين الخيام و شمس البارودى
 
زينب عبداللاه

نستكمل فى هذا التقرير ما بدأناه من محاولات لمعرفة أخبار وتفاصيل حياة نجوم الفن الغائبين، الذين اختاروا البُعد عن الأضواء لنكشف أسرار الغياب، وكيف يقضى هؤلاء النجوم أوقاتهم، وهل هناك أمل قريب فى اللقاء؟ ومن هؤلاء النجوم شمس البارودى وياسمين الخيام وشهيرة.

 

        شمس البارودى: لن أعود للأضواء رغم الإغراءات وسعيدة بحياتى الهادئة

فى عام 1982 كانت النجمة شمس البارودى تستعد لبطولة فيلم جديد، واشترت الملابس من فرنسا، كانت وقتها فى أواخر العشرينات وقبل التصوير ذهبت لأداء العمرة، وبمجرد أن وقفت أمام الكعبة انهارت فى البكاء، وقررت أن تعتزل الفن وتتفرغ لأسرتها وعبادتها، اندهش الجميع من هذا القرار المفاجئ الذى اتخذته النجمة التى حازت شهرة واسعة خلال فترة السبعينات، بل هاجمها الكثيرون وانهالوا عليها بالاتهامات، وشككوا فى دوافعها لاتخاذ هذا القرار.

لم تهتم شمس البارودى بهذه الاتهامات، ولم تهتز لكل المغريات التى حاولت إثناءها عن هذا القرار بمزيد من العروض لبطولة أفلام جديدة، بل لم تشغل نفسها بالرد على هذه الاتهامات، واكتفت بنشر إعلان تتبرأ فيه من أعمالها، ونشر والدها مقالا يرد فيه على بعض هذه الاتهامات التى ادعى بعضها أن النجمة المعتزلة تلقت تمويلات لاتخاذ هذا القرار.

وأكدت الحاجة شمس كما تحب أن يناديها الناس حاليا أنها تعرضت لظروف صعبة، على الرغم من أنها كانت مدللة طوال حياتها، واضطرت للاستغناء عن المساعدين الذين كانوا يساعدونها فى المنزل، ومُنعت من دخول بعض الأماكن، خاصة عندما قررت بعد 4 سنوات من ارتدائها الحجاب أن ترتدى النقاب، ولكن كل هذا لم يثنها عن قرارها الذى اتخذته فى اعتزال الأضواء بلا رجعة، خاصة أن زوجها الفنان حسن يوسف توقف لفترة عن التمثيل حتى أفتاه الشيخ الشعراوى بأن الفن حلاله حلال وحرامه حرام، وأنه يمكن أن يقدم أدوارا هادفة يستفيد منها الناس قائلا: "زى ما علّمت الشباب الشقاوة علمهم الأخلاق".

وأوضحت شمس البارودى فى حوارها معنا أنها وعلى الرغم من ابتعادها عن الأضواء نهائيا منذ ما يزيد على 30 عاما، إلا أن الاتهامات والهجوم كان يشتد عليها كلما قررت إحدى الفنانات الاعتزال وارتداء الحجاب، خاصة أنها اتخذت هذا القرار مبكرا فى أوج شهرتها وجمالها، قائلة: «شعرت أن الجمال والمال والشهرة إلى زوال ولن يبقى معى فى قبرى إلا عملى، فقررت الاعتزال بلا رجعة».

وأشارت إلى أنه لم يكن للشيخ الشعراوى دور فى قرار اعتزالها، وأنها التقته بعد هذا القرار بسنوات، وتؤكد أنها لم تبادر بدعوة أى فنانة للاعتزال أو ارتداء الحجاب.

حفظت شمس البارودى القرآن، وظلت طوال فترة شبابها ولمدة قاربت 20 عاما ترتدى النقاب، حتى قررت منذ سنوات أن تتخلى عنه وتكتفى بالحجاب، مؤكدة أن الشيخ الشعراوى أفتاها بأن النقاب ليس فرضا، فتركته واكتفت بالحجاب، خاصة عندما كانت تنوى السفر لابنتها ناريمان فى إنجلترا، وكان هناك تضييق على المنتقبات هناك.

وأكدت شمس البارودى أنها ما زالت تتلقى عروضا لإعادتها للأضواء، والتمثيل فى مسلسلات دينية، وآخرها عرض تلقته من إحدى القنوات الفضائية لتقديم برنامج اجتماعى، أو الحديث عن حياتها وتجربتها الشخصية مقابل الملايين، ولكنها رفضت بشكل قاطع.

ولفتت إلى أنها لم تكن تحب التمثيل، وتقول: «لا أتخيل أن أقف أمام الكاميرا، لأننى أخشى فتنة الإعلام الذى يستلزم أن أنشغل بجمال وجهى».

والآن لا تخرج شمس البارودى من منزلها إلا قليلا، وتنشغل بالصلاة والعبادات ورعاية شئون أسرتها، وتتابع أخبار ابنتها ناريمان، التى تدرس بإنجلترا، ومحمود الذى يعمل فى دبى، وتلبى طلبات عمر وعبدالله، وقبلهما زوجها الفنان حسن يوسف، وتؤكد سعادتها بهذه الحياة الهادئة التى اختارتها لنفسها بعيدا عن الأضواء.

 

ياسمين الخيام: لم أندم على عملى بالغناء ولكل مرحلة عطاؤها ومتعتها

يختلف حال الفنانة والمطربة المعتزلة ياسمين الخيام عن شمس البارودى، ربما لاختلاف أسباب الاعتزال ودوافعه أو لاختلاف القناعات، فعلى الرغم من أن ياسمين الخيام اعتزلت الغناء إلا أنها لم تتبرأ من أعمالها، ولم تبتعد عن الأضواء بشكل كامل، حيث انتقلت من المجال الفنى إلى مجال العمل الخيرى.

وكما كانت تقف شامخة على خشبة المسرح فى الحفلات الغنائية لتبدع وتطرب جمهورها بصوتها القوى الجميل وهى تشدو "المصريين أهمة، محمد رسول الله، أم النبى"، وغيرها تقف الآن لتباشر أعمال الخير فى الجمعية، التى تحمل اسم أبيها، فى أكبر ميدان خلّد هذا الاسم بمدينة السادس من أكتوبر "ميدان وجمعية الحصرى"، وتحرص على تقديم هدية لكل مَنْ يزور الجمعية، عبارة عن كتاب بعنوان «مع القرآن الكريم» يحمل اسم والدها، ومعه بعض السيديهات التى تحمل أغانيها الوطنية والدينية، وهى الهدية التى تجيب عن الكثير من الأسئلة وتؤكد أن ابنة أشهر مقرئى القرآن لا تتبرأ من أعمالها الفنية، ولا تحرم الفن والغناء بعد اعتزالها.

ورغم اعتزالها لم تحرِّم ابنة شيخ المقرئين الغناء، وقالت فى حوار أجريناه معها: «لم أندم على عملى بالغناء، فحلاله حلال وحرامه حرام، وكبار العلماء والمشايخ، ومنهم الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ الغزالى، أفتونى بأن الغناء كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح، والشيخ عبدالحليم محمود طلب منى أن أتغنى بأشعار شهاب الدين السهروردى أحد علماء الصوفية وحزينة أننى لم أغنها ولم أعمل بوصيته"

لفت صوتها الأنظار وهى تقرأ القرآن بحفلات كلية الآداب، التى التحقت بها بعد زواجها وإنجاب ابنتها الوحيدة عبير، واختارت قسم الدراسات النفسية والفلسفية، على الرغم من رغبة والدها فى الالتحاق بقسم اللغة العربية، ولكنها تؤكد أنه لم يكن يجبرها على شىء وشجعها على اختيارها، وكتب أبو نضارة مقالا فى الأخبار عن جمال صوتها.

وبعد تخرجها عملت موظفة فى مجلس الشعب «مجلس الأمة وقتها»، ووقتها عرض عليها يوسف السباعى وزير الثقافة والإعلام تسجيل القرآن بصوتها، وقالت أن والدها حين عرضت عليه الأمر قال لها: «هوا إنتى يعنى علشان صوتك مطاوعك، هى البلد ناقصة مشايخ».

لعبت الصدفة دورا كبيرا فى احتراف «إفراج الحصرى»، وهو اسمها الحقيقى للغناء، عندما سمعتها زوجة رئيس مجلس النواب الأردنى أثناء زيارتها لمجلس الأمة المصرى فأخبرت جيهان السادات التى تبنت موهبتها وشجعتها هى والرئيس السادات على الغناء، فالتحقت بأكاديمية الفنون واختارت لنفسها اسم ياسمين الخيام، ورأى الكثيرون أنها يمكن أن تملأ الفراغ الذى تركته كوكب الشرق أم كلثوم.

تؤكد ابنة الشيخ الحصرى أنه على الرغم من الهجوم الذى شنه الكثيرون عليها بسبب احترافها الغناء، فإن والدها لم يقاطعها خلال هذه الفترة، قائلة: «إحنا أسرة مترابطة ونعرف معنى البر، ولم أقاطع والدى خلال فترة غنائى أبدا».

وعن اعتزالها الغناء قالت :" كل مرحلة ولها عطاؤها ومتعتها، وليس هناك متعة أكثر من أن تخدم الله، فوالدى أوصى بثلث تركته للأعمال الخيرية، وعندما بدأنا استكمال مسيرته فى العمل الخيرى وجدنا أن هذا العمل يحتاج جهدا وطاقة وتفرغا، كما أننى ذقت حلاوة أن أكون خادمة لله، فأى عز ومتعة أكثر من هذا؟!"

تحرص الحاجة ياسمين على المشاركة فى المناسبات العامة ومساندة زملائها الفنانين فى السراء والضراء، وتظهر إلى جوارهم دائما فى لحظات الضعف والمرض والوفاة وتحظى بعلاقة طيبة مع الجميع.

شهيرة تستعد للعودة وتقترب من خلع الحجاب

بعد ما يقرب من 25 عاما سنوات من اعتزالها وارتدائها الحجاب ظهرت الفنانة شهيرة فى بعض البرامج لتعلن أنها قد تعود قريبا للفن والتمثيل، وتقرأ دورا معروضا عليها، ولم تفصح عما إذا كانت ستتخلى عن حجابها أم لا، مشيرة إلى أنه ليس من المعقول أن تظهر فى مشهد أم تتحدث مع ابنها أو زوجها وهى مرتدية الحجاب.

وكانت الفنانة شهيرة قد ظهرت فى عدد من البرامج والصور وهى ترتدى قبعة ويظهر جزء من شعرها، وهو ما اعتبره البعض تخليا عن الحجاب.

وفى حوار سابق أجريناه معها أكدت شهيرة أن الحجاب لا يعنى غطاء الرأس، ولكنه يعنى الاحتشام وعدم التعرى، واستشهدت بالحديث الشريف: "إن الله لا ينظر إلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ"، لتلخص به نظرتها للحياة والإيمان بعد أكثر من 25 عامًا من قرار اعتزال الفن وارتداء الحجاب.

وأوضحت خلال الحوار أنها اتخذت قرار الحجاب دون أن يشجعها أحد، نافية أن يكون للشيخ الشعراوى دور فى هذا القرار، لافتة إلى أنها زارته بعد حجابها.

وأكدت عائشة محمد أحمد حمدى، وهو اسمها الحقيقى، أنه لم يكن للفنانة شادية التى ربطتها بها علاقة قوية دور فى اتخاذها هذا القرار، وكانت شهيرة قد أعادت تمثيل ثلاث أفلام قامت شادية بتمثيلها من قبل، وهى "اللص والكلاب، المرأة المجهولة، الطريق"، وشجعتها الفنانة شادية وأعجبت بأدائها واستمرت العلاقة بينهما حتى وفاة الفنانة الكبيرة، فكانت شهيرة الفنانة الوحيدة التى تسمح لها شادية بزيارتها، وأنابتها فى تسلم درع التكريم الذى قدمه لها المركز الكاثوليكى وإلقاء كلمة نيابة عنها.

وأضافت: "شادية تفاجأت بحجابى ولما عرفت فرحت وزارتنى فى المنزل، والشيخ الشعراوى دعانى أنا وياسمين الخيام وسهير البابلى وسهير رمزى ونورا على الغداء، وحدثنا عن المحبة وطرق التقرب إلى الله، وكان لقاء روحانيًّا لن أنساه".

وأبدت شهيرة إعجابها بفكر الشيخين خالد الجندى وسعد الهلالى، وطريقتهما فى تبسيط الدين والأحكام.

فيما ظهرت فى بعض البرامج لتؤكد أنها كانت تعانى من السحر، ونجحت فى إبطاله مؤخرًا، مردفة: "فكّيت السحر اللى كان معمولى من إحدى الفنانات، وكان يتسبب فى حساسية بوجهى، ويمنعنى من وضع الميك اَب، وكأن فيه دبابيس بتشكشك فى جسمى كله، وإحدى صديقاتى جلبت لى شيخ، وأخبرنى أنه معمولى عمل".

وتخرجت الفنانة شهيرة فى "معهد الفنون ‏المسرحية"، والتقت بالفنان محمود ياسين في بداية عملها بالسينما عام 1969، ونشأت بينهما علاقة حب وتزوجا عام 1970، وأنجبا رانيا وعمرو، وأكدت شهيرة أنه لولا زواجها من محمود ياسين وإنجابها لكانت أصبحت نجمة مصر الأولى ولكن اهتمامها بأسرتها وأبنائها أخذها من العمل الفنى.

وفضلا عن أعمالها السينمائية قدمت شهيرة عددا من الأعمال التليفزيونية المهمة، منها: "الكهف والوهم والحب، الزوجة آخر من يعلم، كائن اسمه المرأة، سنبل بعد المليون"، وبعد اعتزالها قدمت برنامجًا دينيًّا بقناة اقرأ.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر