بالأرقام.. توقعات بانخفاض نسبة مشاهد التعاطى والتدخين فى دراما رمضان

فيفى عبده فيفى عبده
 
باسم فؤاد

تواجه الدراما المصرية اتهامات عديدة بتعزيز المفاهيم المغلوطة حول تعاطى المخدرات، وتحويل التعاطى فى المجتمع المصرى من شىء مستهجن إلى شىء يجب التعامل معه وتقبل وجوده – وذلك بحسب تصريحات إعلامية الدكتور محمود صالح، المدير الفنى لصندوق مكافحة الإدمان – ربما تلك القضية الشائكة وراء إصدار لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، توصية بتجنب مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات التى تحمل إغراءات للنشء وصغار السن والمراهقين لتجربة التعاطى، وذلك قبل أيام قليلة من بدء موسم دراما رمضان، لتطبيقها على الأعمال الدرامية، حتى تلتزم بها جميع القنوات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

 

إحصائيات حول عدد المدمنين فى مصر

الدراسات تشير إلى أن نسبة المصريين المدمنين من سن 12 عاما إلى 60 عاما تصل إلى 10.4% وهى ضعف المعدلات العالمية، منهم 27% إناث، كما ينتشر التدخين بين طلاب المدارس الثانوية بنسبة 12٪ والمخدرات بنسبة 7٪، وأن الدافع الأول لمعلوماتهم وتوجهاتهم نحو التدخين والمخدرات هو الإعلام بنسبة 72٪، لكن لا أحد يستطيع أن يجزم أن للدراما الدور الأكبر فى وصول نسبة المدمنين إلى هذا الرقم المرعب، لا سيما أن أغلب الأعمال الفنية التى تعرضت لقضايا المخدرات والإدمان لا تدعو بشكل أو بآخر إلى تعاطيها بل تحمل بين طياتها رسائل تحذيرية من تعاطى المخدرات يقدمها الكاتب أو المخرج فى صورة مصير بائس لمدمن تدهورت حياته اجتماعيًا وصحيًا ونفسيًا وضاع منه كل شىء حتى انتهى به الحال إلى وقوفه خلف القضبان الحديدية، ويبقى تأثير تلك الأعمال فى نفس المشاهد سواء بالسلب أو الإيجاب رهن التناول وطريقة عرض القضية.

 

انخفاض مشاهد التعاطى فى رمضان الماضى مقارنة برمضان 2017

بالمقارنة بين موسمى رمضان 2018 و 2017 نجد أن مؤشر مشاهد التعاطى وإدمان المخدرات ينخفض بشكل كبير، إذ سجل المرصد الإعلامى لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى برئاسة غادة والى التضامن الاجتماعى فى الموسم الرمضانى الأخير من عام 2018،  1498 مشهد تدخين وتعاطى مخدرات بإجمالى 33 ساعة، منها 1180 مشهد تدخين بإجمالى 25 ساعة و318 مشهد تعاطى مخدرات بإجمالى 8 ساعات، فى مقابل 2428 مشهد تدخين وتعاطى مخدرات بالأعمال الدرامية بإجمالى 56 ساعة و33 دقيقة، منها 1899 مشهد تدخين بإجمالى 42 ساعة و3 دقائق و529 مشهد تعاطى مخدرات بإجمالى 14 ساعة و30 دقيقة، وذلك فى الموسم الرمضانى لعام 2017.

الأرقام تشير إلى أن دراما رمضان 2018 اشتملت على نسبة 6% من إجمالى المساحة الزمنية لمشاهد التدخين فى الوقت الذى كانت فيه النسبة 13% عام 2017 ، و2 % من إجمالى المساحة الزمنية لمشاهد التعاطى، مقابل  4% فى 2017،  كما خلت دراما 2018 من مشاهد تعاطى وتدخين الأطفال، وكذلك عدم ظهور مشاهد ترويج لمنتجات التبغ بصورة مباشرة.

وكشف المرصد الإعلامى لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان أن جميع الأعمال الدرامية لعام 2017 عرضت مشاهد التدخين دون الاهتمام لعرض التداعيات السلبية للتدخين، وأن 93% من الأعمال الدرامية عرضت مشاهد التعاطى دون الاهتمام لعرض التداعيات السلبية للتعاطى المواد المخدرة، حيث جاءت الكحوليات كأكثر المواد المخدرة ظهورا فى الدراما بواقع 76% يليه مخدر الحشيش والبانجو بنسبة 4.5%.

وسجلت بعض الأعمال الدرامية عام 2018 الرقم "ZERO" من حيث خلوها من مشاهد تعاطى المواد المخدرة ومنها مسلسلات «الوصية- الشريط الأحمر - أمر واقع -كلبش 2- وأكلينها والعة"، كما تضمنت بعض الأعمال الدرامية الأخرى مشاهد إيجابية فى معالجة ظاهرة التدخين ومنها مسلسل اختفاء والذى تضمن مشهد «لازم تهتم بصحتك شوية أكتر من كده وتبطل سجائر) كما تضمن مسلسل عوالم خفية بعض المشاهد الإيجابية فى تناول قضية الإدمان والمهدئات وطريقة العلاج بشكل إيجابى، وكذلك تضمن مسلسل رسائل بعض المشاهد الإيجابية للمتعافين ومنها «تدعيم الشخص المتعافى من أجل بدء حياة جديدة ونسيان اللى فات»، وكذلك مسلسل رحيم تضمن أيضا بعض المشاهد الإيجابية عن أضرار تعاطى المخدرات والتدخين مثل «كفاية تدخين مش عارفه ليه ميمنعوش التدخين» و«متخليش البنت تسيب المذاكرة عشان تنزل تجبلك سجاير».

 

توقعات باستمرار الانخفاض فى مشاهد اللتعاطى والتدخين

قلة عدد الأعمال الدرامية فى الموسم الرمضانى المقبل 2019 والذى سجل 25 عملا دراميا مقابل أكثر من 50 مسلسلا فى سنوات سابقة قد يكون عاملا مساعدا فى انخفاض مشاهد التعاطى والتدخين، لكنه ليس بالضرورة أن يقلص نسبة تلك المشاهد إذا قيست بعدد الساعات الإجمالية للأعمال الدرامية المعروضة، لكن مع التغيرات التى حدثت فى سوق الدراما المصرية والتى رآها نقاد وفنانون فى صالح المشاهد قبل أن تكون فى صالح الصناعة، يتوقع الكثير منهم أن تقل مشاهد المخدرات والتدخين بشكل كبير، ليحظى المواطن المصرى بمشاهدة آمنة لأولاده وأفراد أسرته.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر