نقاد: الشكل ليس عاملا فى نجاح الشخصية والهجوم على سامو زين غير منطقى

 
نسرين الرشيدى

يخشى بعض الفنانين تقديم أدوار مختلفة تبعدهم عن الصورة التى ارتبطوا بها فى أذهان جمهورهم حتى لا يعرضهم هذا للهجوم والانتقاد، بينما يسعى البعض الآخر لاختراق جوانب جديد وتحدى أنفسهم بتقديم أدوار تبتعد تماما عن المألوف وإبراز إمكانياتهم دون وضع أى حسابات للأصوات التى من الممكن أن تعلو عليهم وتنتقدهم على اعتبار أن المجازفة والمغامرة مطلوبة.

وهو ما قرر أن يقوم به سامو زين الذى يعلم المقربون منه أن قرر أن يتحدى نفسه خلال هذه تجربته الجديدة من خلال مسلسل "طعم الحياة" وقرر أن يكون التلميذ المطيع داخل اللوكيشن وألا يتعامل بمنطق النجم داخل الكواليس ليظهر بإمكانيات الممثل والذى مجرد تجربة عادية له، وهو ما جعله يقبل العودة بمسلسله الجديد "طعم الدنيا" الذى يتم عرضه على الفضائيات ويدور فى حلقات منفصلة متصلة يقدم من خلالهم 20 شخصية مختلفة من بينهم شخصية عبدة الفتوة الذى يفرض الاتاوات ويتعامل بمنطق البلطجى ليتعرض لسيل من الهجوم والنقد من الجمهور فقط بمجرد الإعلان عن الدور وانتشار صور من شكل الشخصية التى ظهر فيها بمكياج يوحى بشكل البلطجى من "بشلة" وما غيرها.

ولكن يبدو أن لنقاد الفن رأيا آخر حول مواصفات شخصية الفتوة والبلطجى بشكل خاص ورأيهم حول تجسيد الفنانين لأدوار خارج المعتاد والهجوم الذى ينال البعض ممن يحاولون تغيير جلدهم على الشاشة والذى يتحكم فى الجودة فى ظل النقد والسخرية التى تعرض لها سامو زين بدور الفتوة وسألت عين عددا من النقاد لمعرفة رأيهم حول ذلك.

سامو زين
سامو زين فى دور عبده الفتوة فى مسلسل طعم الحياة
 
 

رفض الناقد طارق الشناوى إطلاق أحكام مطلقة من الجمهور على سامو زين أو غيره ممن يقدمون أدوار مختلفة وبعيدة عن طبيعة شخصيتهم وملامحمهم، قائلا: الشخصيات بشكل عام لا يحكمها شكل أو ملامح بعينها فعلى سبيل المثال يعتبر البعض حسين فهمى الفنان الأقرب للأدوار التى تعبر عن الطبقة الارستقراطية والرجل الوسيم وما غيرها وأنه بذلك من الصعب عليه تقديم أدوار الرجل الفلاح والفقير الذى يخرج من إطار الرجل الوسيم والجان وهذا أمر خاطئ لأن من يحدد ذلك هى إمكانيات وموهبة الممثل وقدرته على الإبداع والتنوع ليصدقه المشاهد.

وأضاف هذه الصورة الذهنية التى ترسخ فى أذهان البعض عن بعض الأدوار وحصر فنانين بعينهم فى أدوار بعينها فقط من أجل الشكل صورة لابد من تكسيرها مشيرا إلى أن مفهموم الفتوة أو البلطجى وصورته فى الأعمال الدرامية اختلفت حاليا عن ما سبق نظرا لعوامل عديدة منها تأثرها بالواقع الحالى، مؤكدا أنه ليس من المنطق الهجوم على سامو زين دون أن يرى البعض الدور على أرض الواقع ووقتها قدرته وأدواته الفنية على الشاشة هى من ستحدد نجاحه أو فشله ليبقى الحكم النهائى بعد المشاهدة.

طارق الشناوى
الناقد طارق الشناوى

 

واتفقت الناقدة خيرية البشلاوى مع الرأى السابق حيث قالت لا أعتقد أن الشكل هو العنصر الأساسى فى أى دور يقدم وبالتحديد لشخصية البلطجى أو الفتوة ولكن قدرة من يجسد الشخصية هى التى تستطيع أن تجعل الجمهور يصدقه أم لا إلى جانب توافر صناعة جيدة وعناصر متكاملة من كتابة وإخراج لتخرج الصورة فى أبهى شكل على الشاشة.

والدليل أن هناك مشردين وأطفال شوارع نراهم يتمتعون بجمال شديد وهذا لا علاقة له بالبيئة والظروف التى جعلتهم فى هذه المكانة وهذا الوضع لأنها أسباب إلهية، وبالتالى تبقى المشكلة النهائية فى فشل أو نجاح شخصية أو عمل هى التركيبة وكيفية تقديمها، أما الشكل فهناك استايلست وماكيير وما غير ذلك من عول إيحاء للشخصية نفسها ليبقى الأهم الأداء والقدرة التمثيلية وهو ما سيحدد نجاح سامو زين فى تجربته أما لا.

وأشارت خيرية البشلاوى من ناحية أخرى أن شخصية الفتوة تختلف عن البلطجى وكل منهما مرتبط بالعصر الخاص به والذى يعبر عنه.

خيرية البشلاوى
الناقدة خيرية البشلاوى

 

فى حين أكد الناقد نادر عدلى أنه هذه أدوار الفتوة وما غير ذلك ارتبطت فى الماضى بنجوم بعينها منهم فريد شوقى الذى كان يمتلك كل العناصر التى تؤهله لتقديمها بنجاح سواء من ناحية الشكل أو الأداء على العكس لم يقوم صناع السينما وقتها فى الاستعانة بالفنان رشدى أباظة فى مثل هذه الأدوار الذى وجدوه الأقرب لشخصية الرجل الجان والجذاب والذى تقع فى غرامه النساء رغم امتلاكه لموهبة وأداء كبير، وربما تعد الوسامة سببا فى ابعاد بعض النجوم عن أدوار بعينها رغم ما يمتلكونه من أدوات وفى النهاية فى هى رؤية المخرج وباقى عناصر العمل حيث تعتبر مجازفة فى أحيان كثيرة من الممكن أن تحقق نجاحا كبيرا إذا استطاع أن يخرج الممثل نفسه من دور ابن الناس والوسيم وعدم تأثير لذك عليه فهناك شعرة فاصلة بين الانتقال من هذه الشخصية إلى شخصية أخرى إما أن يصدقها الجمهور وإما أن تتحول لشخصية هزلية.

ولذلك أيضا لا يصح أن يتم الحكم على سامو زين قبل أن يتم مشاهدة ما يقدمه ويكون الحكم فقط لوسامته وارتباطه بالشكل الرومانسى الذى يقدمه.

نادر عدلى
نادر عدلى

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر