لغز «الحب والفراق» بين العندليب وسعاد حسنى

العندليب والسندريلا العندليب والسندريلا
 
زينب عبداللاه
-  السندريلا سألت أحد الأصدقاء المشتركين: هل يتعمد عبد الحليم إذلالى.. فأجابها أنه طموح أنانى وعليها انتظاره 10 سنوات 


- العندليب لم يتحمل اختفاء سعاد وقرر الزواج منها بعد حواره مع شقيقتها نجاة ولكن فات الأوان

 

وكأن القدر والزمن أراد أن يجمعهما وأن يظل اسمهما مرتبطا معا حتى وإن فرقتهما الدنيا، كلاهما عنوان وأيقونة للفن والجمال، الحب والألم، البهجة والحزن، السعادة والبؤس، جمعهما الحب وفرقتهما الأقدار، لتبقى قصة حب العندليب والسندريلا مثارا للجدل تحمل الكثير من الأسئلة التى مازالت تبحث عن إجابات.
 
كثير من الحكايات والأحاديث والروايات دارت حول علاقة العندليب والسندريلا، هل تزوجا، ولماذا افترقا، وكيف كانت تفاصيل العلاقة بينهما؟ وهل ظلم عبدالحليم حافظ حبيبته سعاد حسنى؟
 
وكان هذا الجدل مثاراً حتى فى حياة العندليب والسندريلا اللذين من المؤكد أنه ربطتهما علاقة حب على الأقل فى فترة من الفترات.
 
أكد البعض زواج العندليب من السندريلا ومنهم شقيقتها جانجاه حسنى فى كتابها عن السندريلا الذى نشر بعد وفاة سعاد حسنى، بينما نفى آخرون هذا الزواج.
 
وعن هذه العلاقة كتب الكثيرون ومنهم الكاتب الراحل محمد بديع سربيه صاحب مجلة الموعد الفنية الذى ربطته علاقة قوية بكل نجوم الزمن الجميل وجمعته بهم صداقة استمرت لسنوات طويلة عرف خلالها أهم أسرارهم وكواليس حياتهم، خاصة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ حتى أنه أصدر عنه كتاباً، جمع فيه ما كتبه تحت عنوان «مشوار مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ».
 
عبد-الحليم-حافظ
عبد الحليم حافظ والسندريلا
 
العندليب وسعاد فى أوروبا
 
وفى إحدى الحلقات كتب سربيه عن رحلة عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى إلى أوربا بعدما سافرا مع مجموعة من الفنانين إلى المغرب وقال سربية: عندما تأبط عبد الحليم حافظ ذراع سعاد حسنى فى المغرب، وقال لها تعالى نذهب إلى أوربا، تأكد لدى جميع الفنانين والفنانات أنهما ذاهبان لقضاء شهر العسل وأنهما عندما يعودان إلى مصر فإنهما سيكونان زوجين وليس زميلين أو مجرد عاشقين».
 
وتابع: يومها كان الفنان الكبير يوسف وهبى مع سعاد حسنى وعبدالحليم فى الرحلة التى قاما بها إلى أوروبا، ولكنه وصل معهما إلى سويسرا فقط، حيث أمضى عدة أيام وعاد إلى القاهرة قبلهما ووجد عشرات الصحفيين يسألونه عنهما».
 
وأشار سربية إلى أن يوسف وهبى أجاب عن تساؤلات الصحفيين قائلا: «أنا تركتهما وهما على وشك الزواج وربما كانا الأن متزوجين»، فصدرت الصحف تعلن الخبر السعيد فى الوقت الذى كان فيه العندليب والسندريلا يتنقلان بين إسبانيا وإيطاليا وسويسرا.
 
وفى جنيف قابل أحد الصحفيين المصريين سعاد حسنى وعبدالحليم، فأقبل عليهما مهنئا، إلا أن الاثنين معا اشتركا فى نفى الخبر.
 
وعندما اختلى الصحفى بالسندريلا سألها كيف تقوم برحلة مع عبدالحليم حافظ دون أن يكون معهما أحد، فقالت: من حقى أن أسافر إلى أى مكان بمفردى»، فسألها الصحفى: «وما أخبار الحب»، فأجابت السندريلا: الحب بالنسبة لى كالماء والهواء ولا أستطيع أن أعيش بدونه»، فسألها: هل تتزوجين قريبا، وهنا أجابت سعاد حسنى: «أخاف من الزواج لأنى عشت مشكلة بابا وماما وهذه المشكلة تركت بصمات لا تمحى فى مخيلتى».
 
وقال سربية: إن سعاد أرادت أن تنفى أى كلام عن الزواج حفاظا على كبريائها، ولأن الكلام عن الزواج يجب أن يكون على لسان عبدالحليم وليس على لسانها.
 
وبالرغم من أن الرحلة كانت ممتعة إلا أنها لم تخلُ من المشاجرات بينهما بسبب الغيرة، حيث كانت العلاقة بينهما تقوم على التردد والغيرة الشديدة من جانب عبدالحليم، والحرص على نفى قصة الحب أمام الناس الذين يرونهما معا فى كل مكان فى أوروبا، إلى أن عادا إلى مصر وكان أول ما فعله عبدالحليم حافظ بمجرد وصوله إلى البيت تكليف محاميه مجدى العمروسى بنفى الأخبار التى نشرت بالصحف عن زواجه من السندريلا.
كرامة السندريلا الجريحة
وبعدما نشر العندليب نفيا لزواجه من السندريلا أرسلت سعاد حسنى خطابا لسربية تقول فيه إن عبدالحليم بالنسبة لها زميل تحترمه وليس شابا تحبه، كما يتداول الناس.
 
وأكد سربية أن السندريلا عندما أرسلت له هذا الخطاب لم تكن تعبر عن واقع الحال، ولكنها أرادت أن تبلغه بصورة غير مباشرة بالقرار الذى اتخذته بانتزاع حب العندليب الأسمر من قلبها لتنتهى من العذاب والقلق والهواجس التى كانت تعيشها بسبب تناقض مواقف عبدالحليم معها.
 
وأشار الكاتب الكبير إلى أن عبدالحليم كان يبدو أمام السندريلا كعاشق متيم وحبيب يهبها كل الحنان، ولكن عندما يكونان وحدهما فقط، أما إذا تواجدا بين الناس فكان يتعمد أن يكلمها بصورة عادية وبنفس الطريقة التى يكلم بها الأخريات، وكأنه أراد أن يوحى للناس بأن الحب بينهما من طرف واحد، طرفها هى النجمة الشابة اللامعة محط إعجاب آلاف الرجال، وكأنها ليست إلا واحدة من معجباته.
 
وكان الصحفيون عندما يسألون العندليب عن حقيقة علاقته بالسندريلا يقسم أنه لا شىء بينه وبينها، وأنه لا يعرف أبدا أنها تحبه.
 
وأكد الكاتب الصحفى محمد بديع سربية أن سعاد وقتها قررت أن تنزع حب العندليب من قلبها، خاصة بعدما شكت أمرها إلى كاتب معروف تربطها به وبعبدالحليم علاقة قوية.
 
ونقل سربية الحوار الذى دار بين السندريلا والكاتب الكبير الذى لم يفصح عن اسمه مشيرا إلى أن سعاد سألته: هل يتعمد عبدالحليم أن يذلنى ولماذا لا يكون صريحا معى ويعترف بأنه لا يحبنى، مؤكدة أنه يعبث بقلبها ومشاعرها.
 
وأشار صاحب مجلة الموعد إلى أن الكاتب الكبير الذى تحدثت معه سعاد أكد لها أن العندليب يحبها حبا جارفا، ولكنه لا يريد أن يعترف بهذا الحب أو ينساق وراء هذه المشاعر حتى تصل للزواج.
 
وفسر الكاتب الذى تحدثت معه سعاد عدم رغبة العندليب فى الزواج منها بأنه طموح أنانى فى فنه، ويريد أن يصنع شهرته وأمجاده، ويرى أنه لم يكمل الشهرة والمجد اللذين يريدهما بعد، وأنه يخشى إذا حققهما بعد الزواج أن ينسب نجاحه لهذا الزواج، مؤكدا أن العندليب يريد أن يعرف الجميع أنه صنع شهرته ومجده بنفسه.
 
وأكد سربية أن الكاتب الكبير الذى تحدثت معه السندريلا قال لها: إذا كنت تحبين عبدالحليم فلابد أن تنتظرى عشر سنوات إلى أن تكتمل شهرته ويشبع من أمجاده ووقتها سوف يلهث وراءك ويرجوك أن تكونى زوجة له، فكان رد السندريلا أن الأفضل من الانتظار أن يذهب كل منا إلى سبيله، مشيرا إلى أنه من هذه اللحظة قررت سعاد قطع علاقتها بالعندليب وكان أول ما فعلته أن تركت شقتها الخاصة فى الزمالك وانتقلت للإقامة فى بيت أختها المطربة نجاة الصغيرة.

نجاة
نجاة

حوار بين عبدالحليم ونجاة عن سعاد حسنى

 

أوصت السندريلا كل من فى بيتها وبيت نجاة بألا يخبروا عبدالحليم بمكانها، كما أشار الكاتب محمد بديع سربية.
 
وحاول العندليب معرفة مكان سعاد وكان يتصل يوميا بها بلا جدوى، فشعر بالفراغ والاشتياق، وأنه يفتقد شيئا غاليا وعزيزا عليه، وجاء من يبلغه بأن سعاد تعانى من شبه انهيار عصبى، وترفض أن ترد على مكالماته.
 
وانتهز عبدالحليم فرصة التقائه بنجاة الصغيرة فى إحدى الحفلات ودار بينهما حوار نقله سربية فى حلقاته عن العندليب، حيث سألها: مالها سعاد، فأجابت: ولا حاجة متضايقة شوية وعاوزة تستريح، فسألها العندليب بإلحاح: «طيب ليه مش عاوزة تكلمنى»، فقالت نجاة مازحة: لأنها متضايقة منك، وهى شايفة إن الأفضل أن ينتهى كل شئ بينكما.
 
وأوضح أن العندليب صرخ قائلا: «مش ممكن أنا لازم أشوفها، أنا بحبها، أرجوكى تكلميها يانجاة»، فضحكت نجاة وقالت: «أنا مالى كلمها أنت».
 
وأكد سربية أن عبدالحليم يومها اتخذ قرارا حاسما بأنه سوف يتزوج سعاد حسنى، وأن يخرج مشاعره السجينة فى صدره ويعلن على رؤوس الأشهاد أنه يحبها، وانتظر حتى انتهت نجاة من وصلتها الغنائية، وقال لها: أنا عاوز أتجوز سعاد، فقالت له: «اتفاهم معها على الحكاية دى أنا ماليش دعوة»، فعاد يقول: أنا فكرت سأعوضها عن كل المتاعب التى سببتها لها، وأنا مسافر لبنان الشهر القادم وسأصحبها معى فى الباخرة ونعقد زواجنا فيها، ويكون معنا مصورين وصحفيين وتبقى هيصة، وأنت كمان تسافر معانا وتغنى فى فرحنا، أنا كنت أخشى على صحتى من الزواج وأخفى عنها ذلك، أما الآن فليكن ما يكون.
 
وأشار صاحب مجلة الموعد إلى أن نجاة ردت على طلب العندليب قائلة: أنا أبلغها الموضوع وأنت تكمل الباقى، مؤكدا أن عبدالحليم كان قد صمم فعلا على الزواج من سعاد وشعر بالخطأ الذى ارتكبه عندما وضعها فى مواقف صعبة أوحت للناس بأنها هى التى تجرى وراءه وتفرض عليه الزواج منها.
 
وأضاف سربية أن نجاة أبلغت سعاد بما قاله عبدالحليم ولكن السندريلا لم تفرح وقالت بهدوء: كل شىء انتهى بيننا وعبدالحليم صعب أن يتزوج وحتى لو تزوجنا فلن نعيش مع بعض طويلا، مؤكدا أنها قررت وقتها أن تسكت خفقان قلبها ولا تستمع إلا لنداء الشهرة والفن.
العندليب يرفض مشاركة السندريلا فى فيلم الخطايا 
وأشار سربية إلى أن السندريلا دخلت فى حالة حزن بعدما قررت الابتعاد عن عبدالحليم حافظ ونسيان هذا الحب.
 
وخلال هذه الفترة اتسعت شهرة سعاد حسنى، وانهالت عليها عروض الأفلام كالمطر، وحدث أكثر من لقاء بينها وبين العندليب جعله يشعر بأن حبها له انتهى بالفعل، فسار كل منهما فى طريقه على القمة. 
 
وكشف سربية أنه عندما كان العندليب يستعد لتمثيل وإنتاج فيلم الخطايا سأله المخرج حسن الإمام: من ترشح لدور حبيبتك فى الفيلم، فرشح العندليب الفنانة نادية لطفى، فسأله حسن الإمام: ولماذا لا ترشح سعاد حسنى، فرد العندليب: لا نادية لطفى أفضل.
 
وعرفت سعاد حسنى أن عبدالحليم إما أنه يخشى أن يبدو عليه أنه يحبها فعلا وليس تمثيلا، أو أنه يعاقبها على نسيان حبه بحرمانها من الوقوف أمامه فى أفلامه، ولم تتأثر بموقفه، حيث كانت تنهال عليها العروض الفنية.
 
ولكن استطاعت سعاد حسنى أن تثأر من العندليب، بعد رفضه مشاركتها فى فيلم الخطايا وذلك عندما تعاقد العندليب عام 1972 على مسلسل إذاعى فى رمضان لإذاعة الشرق الأوسط وهو مسلسل: «أرجوك لا تفهمنى بسرعة»، ورشح بنفسه سعاد حسنى لبطولة المسلسل، واتصل بنفسه ليخبرها بذلك، وأبدت سعاد موافقتها المبدئية، وطلبت أن يرسل لها القصة، وبحسب سربية ظن العندليب أن سعاد حسنى لا يمكن أن ترفض عملا فنيا يجمعها به، فأسرع بإبلاغ الصحف بالخبر، وأعلنه بنفسه فى حوار إذاعى، ولكن السندريلا اعتذرت فى آخر لحظة بحجة كثرة مشاغلها السينمائية.
 
وأشار سربية إلى أن كل الدلائل كانت تؤكد أن السندريلا أردات أن تثأر من العندليب وترد له رفضه مشاركتها معه فيلم الخطايا فانتهزت الفرصة برفض المسلسل الإذاعى الذى عرضه عليها، وقامت ببطولة المسلسل الفنانة نجلاء فتحى.
 
هكذا كانت العلاقة بين العندليب والسندريلا حبا مشوبا بالقلق، وسعادة قصيرة انتهت بفراق وأحزان عاناها كل منهما، ربما ظلم العندليب السندريلا، وربما فرقتهما الظروف وغلب عليهما حب الفن، وإذا كان البعض اختلف حول حقيقة زواجهما، إلا أن المؤكد أنهما عاشا قصة حب لم تكتمل.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر