أشهر قواعد الممنوع والمسموح فى تربية بنات نجمات زمان

فاتن حمامة فاتن حمامة
 
زينب عبداللاه
تختلف أساليب التربية بين كل عصر وآخر، باختلاف العادات والتقاليد السائدة، فما كان عيبًا بالأمس قد يعتبره الكثيرون شيئًا عاديًا ومألوفًا اليوم، وهو ما ينعكس على المسموح والممنوع فى تربية الأبناء والبنات.
 
والفنان دائمًا انعكاس لبيئته ومجتمعه يطبق ما يسود فيه من عادات وتقاليد، ويظهر ذلك فى تصرفاته وأفعاله وحتى ما يصرح به من آراء للإعلام والصحافة.
 
فى عام 1957 أجرت مجلة الكواكب تحقيقًا تحت عنوان «ابنتى فى السن الخطرة» تحدثت فيه عن التطور والتغير الذى حدث فى المجتمع بين العادات القديمة وماهو سائد وقتها.
 
وأشارت الكواكب فى هذا العدد النادر إلى أن المجتمع المصرى اختلف عما كان فى القرن التاسع عشر وأنه يجتاز أهم مراحل التطور الحديث ليلحق بالركب العالمى فى العادات والتقاليد والحرية الفردية ويخلق لنفسه نظمًا وقواعد جديدة بين الفتاة التى تجتاز مراحل نموها والشاب الذى تتفتح رجولته وبين الزوج والزوجة.
 
وأكدت المجلة أن محاولات التطور وقتها كانت تصطدم بإرث ضخم من العادات والتقاليد، خاصة فيما يتعلق بتصرفات الفتاة فى سن السادس عشر، مشيرة إلى الجدل الدائر وقتها بين المؤيدين والمعارضين لاختلاط الفتيات بالشباب فى الجامعة.
 
واستطلعت الكواكب وقتها آراء عدد من نجمات الزمن الجميل واللاتى كانت بناتهن وقتها إما بلغن سن السادس عشر أو أقل، حول قواعد التربية فى هذا السن والمسموح والممنوع فيه، والقواعد التى يعتمدن عليها فى تربية بناتهن فى السن الخطر، وهل يعطيهن الحق فى التحرر من التقاليد القديمة والعادات الموروثة أم سيضعن حولهن سياجًا من المسموح والممنوع. وجاءت إجابات الفنانات ليظهر فى كل منها شخصية هذه الفنانة كأم على الطبيعة وماهى القواعد التى استندت إليها فى تربية ابنتها، وظهر التفاوت بين الفنانات فى طرق التربية، بين التشدد والتحرر.
 
images-(14)
 
صباح وابنتها هويدا
 
وطرحت المجلة السؤال على الشحرورة صباح حول طريقة تربيتها لابنتها هويدا، فقالت الشحرورة إن ابنتها تخضع لبرنامج السنوات العشر فى التربية والذى كانت تتبناه الدولة لتربية الأطفال وتدريبهم على تحمل المسؤولية.
 
وأشارت صباح إلى أنها تتبع أسلوبًا يساعد ابنتها على تحمل المسؤولية عندما تصل إلى سن السادس عشر، مؤكدة أنها حين تبلغ هذا السن لن تكون شؤونها الشخصية محل نقاش بينهما، لأنها ستكون قادرة على تمييز الخطأ والصواب فى تصرفاتها.
 
وقالت الشحرورة: «سوف أترك لابنتى الحرية الكاملة حتى لو أرادت أن تدخن أو تشرب الخمر أو تصاحب الشبان فى الأماكن العامة، إلا أننى أثق فى أنها لن تفعل شيئًا من هذا لأن برنامجى فى تربيتها فيه كل الضمانات التى تبعدها عن الانحدار لما يضرها».
 
images-(12)
 
سيدة الشاشة وابنتها نادية
 
وطرحت المجلة هذا السؤال على الفنانة الكبيرة فاتن حمامة وعن أسلوب تعاملها مع ابنتها نادية ذو الفقار عندما تصل إلى سن السادس عشر، فأجابت سيدة الشاشة العربية، قائلة: «أنوى أن أترك لابنتى نادية حريتها كاملة عندما تبلغ السادس عشر، وهذا يعنى أننى سأتركها تصرف شؤونها الشخصية حسبما ترى، ولكن هذا لا يعنى أننى سأترك لها الحبل على الغارب بل سأحيطها بإشراف دقيق».
 
وتابعت الفنانة الكبيرة: «سأسمح لابنتى بصداقات زملائها فى الدراسة من الشبان بعد أن ألقنها كيف تحتفظ بهذه الصداقات بريئة نقية، ولن أسمح لنفسى بالتدخل فى ألوان الثياب والموضة التى تختارها لنفسها، لأننى ربيت فيها حاسة الذوق السليم، وأعتقد أن هذا يكفى كضمان لنجاحها فى اختيار ما تريد، فأى أم لا تكره أن تكون ابنتها محط الأنظار وموضع الإعجاب لأنها شيك ومودرن».
 
وأضافت النجمة فاتن حمامة متحدثة عن السماح لابنتها بالرقص، قائلة: «الرقص رياضة بريئة يمكن أن تخلق نوعا من الارتباط الاجتماعى والتقدير والاحترام بين الفتاة وزميلها، أو هذا على الأقل ما أفهمه وأطالب كل الأمهات بأن يفهمنه معى».
 
واختتمت كلامها، قائلة «عندما تبلغ نادية السادس عشر فلا شك أن مثل هذه النظرة ستكون هى السائدة وعندها لن يصبح الرقص مشكلة».
 
images-(6)
 
هند رستم أم شديدة
 
وذكرت الكواكب أن الفنانة هند رستم والتى وصفتها المجلة بنجمة الإغراء تقف مع الجانب الرجعى المتزمت فى تربية البنات، حيث قالت: «لن أسمح لابنتى أن تخرج فى صحبة شاب إلا إذا كان خطيبها، بل حتى خطيبها لن أترك له حرية الخروج معها أو مقابلتها إلا تحت إشرافى وبإذنى».
 
وتابعت الفنانة الكبيرة: «لقد تعلمت من تجاربى أن الصداقة البريئة بين الشاب والفتاة لا وجود لها فى المجتمع الشرقى وإن وجدت هذه الصداقة فهى توجد دائمًا بعد فوات الأوان، وبعد أن تخوض الفتاة تجارب قاسية».
 
وأضافت هند رستم: «لن أترك ابنتى تتعرض لهذه التجارب إلا إذا كانت فى طريقها إلى بيت الزوجية».
 
Screen-Shot-2019-12-09-at-1.09.57-PM
 
مريم فخر الدين «أم إيمان»
 
وكان من بين هؤلاء الفنانات «أم إيمان» الفنانة مريم فخر الدين التى كانت ابنتها إيمان طفلة فى هذا الوقت، وتحدثت النجمة الجميلة عن الطرق التى ستتبعها مع ابنتها حين تصل إلى السن الخطر، قائلة: «أنا أنمى صلة الصداقة والفهم بينى وبين ابنتى إيمان، وعندما تبلغ سن السادس عشر ستكون هذه الصداقة قد بلغت أوجها مما يجعلنى فى مكان المشيرة الناصحة لها فى كل ما يواجهها من مشاكل وسأضمن بهذا الأسلوب نوعا من الإشراف على اختيارها لأصدقائها وصديقاتها وحتى ثيابها».
 
وتابعت: «لست أنكر أن المجتمع المعاصر يتطور وعاداته تتغير وتتبدل، ولو قارنا بين ما يسود اليوم وما كان يسود من عشر سنوات لوجدنا أن كثيرًا من التقاليد قد اختفت من مجتمعنا ولهذا فأنا على ثقة من أن ما يبدو اليوم مشكلة سيكون بعد عشر سنوات شيئًا عاديًا جدًا لا نزاع فيه ولا اختلاف عليه».
 
images-(3)
 
زينب صدقى وابنتها بالتبنى
 
كما طرحت مجلة الكواكب نفس السؤال على عدد من النجمات الأكبر سنا وقتها واللاتى عشن فى تقاليد الماضى وكانت لهن بنات وصلن لسن السادس عشر أو تجاوزنها بقليل.
 
ومن بين هؤلاء الفنانة زينب صدقى التى كثيرا ما ظهرت فى أدوار الأم أو الحماة على الرغم من أنها لم تنجب، وتزوجت مرة واحدة خلال عمرها الذى امتد إلى أكثر من 90 عاما، ولم تدم هذه الزيجة سوى شهور قليلة، وبعدها تفرغت زينب صدقى لتربية طفلة بالتبنى، حيث طلب منها سليمان بك نجيب أن تتبنى ابنة أحد العاملين فى الأوبرا واشتهرت هذه الابنة فيما بعد باسم ميمى صدقى، واهتمت بها زينب صدقى وأدخلتها أفضل المدارس وربتها على الاحترام والرقى، وكانت ميمى تهتم وتبر والدتها زينب كثيرا خاصة فى آخر أيامها.
 
وكانت وقتها ابنة زينب صدقى بالتبنى فى سن السادس عشر، وقالت الفنانة الكبيرة التى عرفت بقوة شخصيتها عن أسلوب تربيتها لها: «ميمى تعرف كيف تصرف شؤونها بما لا يستوجب اللوم، وأنا لم أحاول أن أفرض عليها رأيًا معينًا، بل إنها اختارت لنفسها من التقاليد القديمة ما يلائم روح التطور، وكونت منها ومن العادات الحديثة خليطا يجعلها فتاة مثالية بحق». وتابعت الفنانة الكبيرة: «صحيح أننى قد مهدت لها الطريق، وبذلت كل جهدى لأوسع مفاهيمها ومداركها، وقد أثمرت توجيهاتى لها فأصبحت فتاة مثالية ترضى دعاة التطور ودعاة الرجعية فى الوقت نفسه».
 
وأضافت الفنانة ذات الأصول التركية الأرستقراطية المحافظة: «ليس لميمى أصدقاء من الشبان حتى تخرج معهم، أما إذا خطبها شاب فلست أعتقد أن من حقى أن أمنعها من الخروج معه».
 
images
 
ابنة زوزو حمدى الحكيم بين التحرر والرجعية
 
وكانت من بين الفنانات اللاتى تحدثن عن طريقتهن فى تربية بناتهن الفنانة زوزو حمدى الحكيم، التى كانت إحدى بنات العائلات المحافظة ووصفتها المجلة بأنها كانت تنتمى إلى المجتمع القاسى المتزمت لأنها عندما التحقت بمعهد التمثيل واجهت معارضة شديدة من أسرتها، ولكنها واجهت هذه المعارضة فى شجاعة وتحملت كثيرا حتى فرضت إرادتها، وكان من أشهر أدوارها دور سكينة، فى فيلم «ريا وسكينة».
 
وقالت زوزو حمدى الحكيم عن ابنتها التى كانت وقتها فى سن السادس عشر: «أحب ابنتى حبًا شديدًا، فهى وحيدتى ويدفعنى هذا الحب إلى أن أصاحبها دائمًا فى غدوها ورواحها، إلا أننى سأكف عن هذه المصاحبة عندما تخطب وسأتركها تخرج منفردة مع خطيبها، وواثقة من أن فهمها وعقلها الناضجين سيلهمانها دائما التصرف الأمثل».
 
وتابعت الفنانة الكبيرة: «تعودت ابنتى أن تحترم ذوقى دائما عندما نشترك فى اختيار أنسب الموضات التى تناسبها وتناسب سنها».
 
وأضافت: «لا يجب أن نتجاهل أن التربية النسائية فى مصر قد تقدمت جدا، والفتاة اليوم تجد نفسها مساوية لأقرانها من الشبان فى التعليم والحرية والحقوق، وابنتى بالتأكيد تتصرف بتأثير هذه النظرة إذا شاركت شاباً الرقص أو ارتادت معه حفلة من الحفلات، وهى تحرص على أن تحترم نفسها وهذا ما يجعلنى أثق بها ثقة كبيرة، وإن كنت أعتقد أنها لن تخرج بمفردها إلا إذا كان مع خطيبها أو زوجها المقبل».
 

images-(9)

 

images-(4)

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر