فى ذكرى ميلاده.. مسرحيات نجيب سرور صرخة أطلقها فى وجه الاستبداد

نجيب سرور نجيب سرور
 
شيماء منصور
"منين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه" بمجرد أن تطرأ تلك الكلمات على مسامعنا نتذكر الشاعر والكاتب المسرحى الكبير نجيب سرور، والذى تحل اليوم ذكرى مولده، فنجيب هو عاشق للمسرح والتمثيل منذ صغره مما جعله يلتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، وأتخذ من الكتابة والتأليف طريقًا له وحقق نجاحه الذى دام على مر السنين. 

يكمن السر فى نجاحه امتلاكه للحس الراقى والقدرة الفريدة على التعبير، ففى جميع أعماله المسرحية التى برع فيها لا تجد صعوبة فى فك رموز شخصياته التى كتبها لتسقطها على مايدور حولك وهذا ماجعل كتاباته تصلح لكل زمان ومكان، فقد ألف العديد من المسرحيات التى أتسمت بالجرأة فقد كان نجيب شديد الانتقاد للظلم والإستبداد.

ومن مسرحياته "بهية وياسين" وهى مسرحية شعرية تعتبر من أحسن الإبداعات فى الكتابة عن الحب فى الأرياف والذى يسوده الجهل والبطش والظلم، تدور مسرحية "ياسين وبهية" حول قصة بسيطة، تسعى إلى الاجابة على السؤال المطروح فى الموال الشعبى عمّن قتل ياسين، وقد اكد نجيب سرور فى مسرحيته بأن (الباشا) الإقطاعي، المسيطر على الناحية هو الذى قتل ياسين وكان ذلك القتل هو الذى أشعل نار الثورة الموجودة فى قلوب أهل القرية ضد مظالم الإقطاع وقسوته وجبروته" حيث قال "اللى قتلك يا ياسين هو اللى قتل كل مصرى حر ". 

ومن أشهر مسرحياته أيضا "منين أجيب ناس" والذى يستلهم فيها سرور من الفلكلور قصة حسن ونعيمة وهى قصة حب بين المغنى وفتاة فى صعيد مصر انتهت نهاية مأساوية بقتل حسن وإلقاء جثته فى النيل.. ويستغلها فى الاسقاط على الأسطورة الفرعونية إيزيس وأوزوريس.. حيث تهيم نعيمة بحثا عن جثة حسن كما كانت تفعل إيزيس.. ويستغل الإثنين فى الإسقاط على نظريته فى تعرض أولاد البلد الحقيقيين للنفى والقتل على أيدى النظم التى يصفها بالصهيونية وقال "كل ما نودع قتيل نندبه وننسى اللى قبله قبله يجى بعده قتيل ينسينا اللى قبله.. وأهى ماشيه" 

 

وكذلك مسرحية "قولوا لعين الشمس" 

فالمسرحية تتناول قضايا الفلاحين، والصراع على الأرض، ومحاربة المستعمر الذى يستغل الأيدى العاملة، فينتشر الفقر وسلبياته متمثلا فى عجز ياسين عن الزواج من بهية، وتعتبر "قولوا لعين الشمس" استكمالا لكتاباته عن مصر حيث تمثل "بهية" مصر وياسين هو الشعب الذى يقع عليه الظلم، كما كان له تجربة إخراجية لإحدى نصوصه النثرية وهى "الكلمات المتقاطعة " والتى أخرجت بعد ذلك فى التلفزيون على يد المخرج جلال الشرقاوى.

 

وهناك الكثير من المسرحيات الأخرى والتى نلاحظ فيها تأثر نجيب سرور بنشأته حيث شب على رفض الاستغلال وعلى المناداه بالحريات والعدالة فى المجتمع وكانت تلك الكتابات سببا فى دخوله المعتقل وتعذيبه هناك، وقد منعت له مسرحية "الذباب الأسود" والتى كان يهاجم فيها أحداث أيلول الأسود بالأردن وكذلك طريقة معاناه الفلسطينين مما أثار غضب الأجهزة الأمنية ومنعتها وصدرت نسختها.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر