فى ذكرى ميلاد الكوميديان الفيلسوف.. تعرف على أسرار طفولة محمد عوض

محمد عوض محمد عوض
 
زينب عبداللاه

تحل اليوم الموافق 12 يونيو من عام 1932 ذكرى ميلاد الكوميديان الفيلسوف الفنان محمد عوض، الذى يمثل مدرسة فنية مهمة فى تاريخ الكوميديا، حيث بدأ مشواره فى فرقة الريحانى، وصعد سلم النجومية حتى أصبح صاحب مسرح مهم وشركة إنتاج، وقدّم العديد من المسرحيات التى وصلت للعالمية، وتم عرضها فى أكبر مسارح العالم، وكان له دور وطنى كبير فى الأحداث المهمة التى مرت بمصر، سواء خلال الحروب أو فى بناء المشروعات القومية، ومنها السد العالى.

ورغم تميز الفنان محمد عوض فى الكوميديا، إلا أنه عانى فى حياته من أحداث حزينة، وتحمّل منذ صباه مسئوليات أكبر من سنه.

وعن طفولة وشباب الكوميديان الفيلسوف قال ابنه المخرج عادل عوض، فى حوار لـ"عين"، إن والده ينتمى لأسرة بسيطة من محافظة الشرقية، ولكنه وُلد فى حى العباسية بالقاهرة فى 12 يونيو 1932، وكان والده موظفًا.

 والفنان محمد عوض هو الأخ الأكبر والوحيد بين 3 بنات، وكانت أهم هواياته الكشافة وكرة القدم، وانضم لفرق الكشافة الملكية، وكشف ابنه أنه كان يذهب فى رحلات كشفية، ويحب الرحلات والسفر والطبيعة والبحر، وهو ما كان له أثر كبير على شخصيته المتفتحة.

 وكان حلم حياة الفنان محمد عوض أن يلتحق بالكلية البحرية، ولكن والدته توفيت وعمره 18 سنة، وكان فى الصف الثانى الثانوى، وحينها أكد له والده أنه يجب أن يتخلى عن حلمه؛ لأنه سيكون العائل الوحيد لشقيقاته البنات بعد وفاته، وبالفعل بعد عام من وفاة والدته توفى والده، ليترك له مسئولية أخواته البنات، وهو فى الصف الثالث الثانوى.

وتابع عادل عوض، متحدثا عن كيفية تحمل والده لهذه المسئولية الكبيرة، قائلا: "المدير الذى كان يعمل معه والده ساعده فى الحصول على نفس وظيفة أبيه حتى يظل راتبه مستمرًا، وهذا المدير ساعده كثيرًا، وكان يشجعه على المذاكرة، ويتغاضى عن غيابه فى فترة الامتحانات".

كان الفنان محمد عوض يهوى التمثيل منذ طفولته، ويشارك فى فريق التمثيل بالمدرسة، وعندما انتهى من دراسته الثانوية التحق بكلية الآداب، قسم الفلسفة، حيث كان متفوقًا فى الفلسفة بالمرحلة الثانوية، وحصل على المركز الثانى فى مسابقة الفلسفة على مستوى القطر، ومن هنا جاءت تسميته «الكوميديان الفيلسوف».

وعن بداية مشوار الفن قال ابن الفنان محمد عوض: "كان الأديب أنيس منصور مدرس والدى بالكلية، وتبنّى الفرقة المسرحية التى كونها والدى مع الفنان سعيد عبد الغنى، وكانت تنافس فرقة الحقوق التى كوّنها كرم مطاوع وجلال الشرقاوى، وحقق أبى وفرقته تفوقًا كبيرًا، حيث كان يستعين ببطلات فرقة الريحانى للمشاركة فى المسرحيات التى تقدمها الفرقة، ومنهن: مارى منيب، وزوزو وميمى شكيب، وعقيلة راتب، ونجوى سالم، ويشرف على إخراجها سراج منير، فيحضر هذه المسرحيات جمهور الطلبة الذى يصل إلى 12 ألف متفرج، بينما تقدم فرقتا حقوق وآداب مسرحية شكسبيرية وإنجليزية، فلا يحضرها إلا جمهور قليل، وكانت بطلات فرقة الريحانى يجدن فى المشاركة بهذه المسرحيات فرصة للتقرب من جمهور جديد وشريحة عمرية مختلفة".

وأضاف: "حصل والدى على العديد من الميداليات والجوائز خلال هذه الفترة، وتعرف خلالها على جيرانه الفنانين الذين سبقوه فى النجومية، منهم: توفيق الدقن وعبد المنعم مدبولى وطارق شرارة".

 وتابع المخرج عادل عوض: "عينوا والدى فى فرقة الريحانى بمبلغ 7 جنيهات فى الشهر، وهو ما ساعده إلى جانب وظيفة والده فى الإنفاق على شقيقاته، وتبنته الفنانة مارى منيب، ومنحته جزءًا من دولابها؛ لأنه لم تكن له غرفة يغير فيها ملابسه، وكان أبى يقوم بأدوار صغيرة، وتبناه بديع خيرى بعدما شاهد موهبته، ووجده يحفظ كل أدوار الريحانى، وفى أحد الأيام غاب عادل خيرى، بطل الفرقة؛ بسبب مرضه، فقام والدى بدور البطولة، وتألق وتكرر هذا مع تكرار غياب عادل خيرى، وبعدها انتقل إلى فرقة «ساعة لقلبك»، ومنها إلى مسرح التليفزيون، حيث تم تعيينه بمبلغ 40 جنيها شهريا، وبدأ مشوار تألقه المسرحى والسينمائى.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر