دكتورة رؤى نوح تكشف أسباب عدم استجابة الجسم لإنقاص الوزن

دكتورة رؤى نوح دكتورة رؤى نوح
 
محمود ترك

يحتاج كل إنسان إلى نظام غذائي محدد وفقًا لما يتناسب مع معطيات جسمه، وهو ما يحدده بعض الطرق التي توضحها دكتورة رؤى نوح استشاري التغذية في الحوار التالي، حيث تؤكد عدم ملائمة نظام غذائي موحد لأكثر من شخص إذ أن لكل إنسان طبيعة معينة تستند لبعض الفحوصات الطبية التي توضح النظام الغذائي الأمثل له.

 

تؤكد دكتورة رؤى نوح أنه من غير الصحيح اعتقاد البعض أن نظام غذائي واحد قد يصلح للجميع، وهو الأمر الذي يعتقده الكثيرون، إذ يظنون أن الريجيم هو فقط تقليل كمية الأطعمة، والتي من خلالها سيفقدون وزنهم، ليكتشفوا فيما بعض أنهم لم يحققوا نتائج ملموسة، بينما آخرون قد يفقدون الوزن ولكنهم يعودون للوزن الذي خسروه بشكل سريع.

 

وتضيف: لا ينبغي أيضًا اتباع نظام غذائي قاسي أو صعب لأنه ببساطة يؤدي لحرمان الجسم، وهو ما يجعله يعود مستقبلًا لتناول الأطعمة بشراهة أكثر من أي وقت مضى.

 

النظام الغذائي
 

تحديد النظام الغذائي لكل شخص يعتمد على عدة طرق توضحها دكتورة رؤى نوح، حيث تقول: هناك ما يسمى بـ nutrigenomics وهو تحليل جينات يتم مرة واحدة في العمر نستطيع من خلاله أن نقرر وفقًا لجينات الشخص النظام الغذائي المناسب له، بمعنى أن هناك من يستفيدون من تناول الشوفان، في المقابل هناك آخرون لا يستجيبون له نظرًا لأن الجينات الخاصة بهم غير مهيأة لهضم الشوفان مما يعرضهم للتعب أو حدوث مشكلات للمعدة.

 

تضيف: قد يبدو nutrigenomics حديثا فيما يخص الوجبات والأطعمة، إذ أنه يكون واضح بشكل أكبر بالنسبة للأدوية، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن لكل شخص نظام غذائي محدد، وفقاً للجينات الخاصة به، إذ أن هناك أشخاص لديهم قدرة على الحرق أكثر من الآخرون، وبالتالي لا يصلح معهم ريجيم قاسي، بينما يعاني آخرون من ضعف في الحرق، مما يجعلنا نُدخل لهم أدوية معينة تزيد من نسبة الحرق.

 

اختلاف نسبة الحرق من شخص لآخر
 

أسباب كثيرة تتعلق باختلاف نسبة الحرق من شخص لآخر، من بينها الجينات مثل أن "الكروميوم" وهو أحد الأملاح المعدنية المسئولة عن الحرق، والذي عندما ينخفض في الجسم يجعله لا يهضم أو لا يحرق بسهولة، لذا عند القيام بهذا التحليل سنتفهم من خلاله صورة الجينات، مثل معدل الفيتامينات، حيث أن هناك أجسام تكون من طبيعتها تكسير vitamin c بشكل سريع ويتطلب ذلك حصولهم على هذا الفيتامين بشكل أكبر، وهناك بعض الجينات تكسر عنصري الماغنسيوم والزنك في الجسم بشكل أكبر وهما مهمان للحرق.

 

وتؤكد دكتورة رؤى نوح أن التحليل قد يوضح أيضًا أن طبيعة الجسم قد لا يكسر الدهون، وهو ما يجعله عرضه لتصلب الشرايين أو ضمور في الشرايين، لذا نستطيع من خلاله التعرف على تحديد اتباع نظام غذائي محدد، وما إذا كان الأفضل لهذا الشخص الشوفان أو الألياف أو نوعية فيتامينات محددة.


 

فقدان الوزن
 

تضيف دكتورة رؤى نوح استشارية التغذية: السبب الآخر في فقدان الوزن يتعلق باللايف ستايل الخاص بالشخص نفسه، فقد يكون اعتاد على تناول الطعام كله مرة واحدة، أو أن يتناول أطعمة في المساء مما يؤدي إلى أن الكروميوم أو الإنزيمات لا تفرز بنسبة صحيحة، أو أنه نظرًا لعدم وجود توقيت صحيح للأكل، يؤدي ذلك إلى أن الحرق أصبح قليلًا.

 

وتابعت: كذلك الأمر بالنسبة للجلوس المستمر أو  Physical inactivity فوفقاً لطبيعة عمل البعض مثل المهن المكتبية فقد يمنع أصحابها من التحرك كثيرًا، لتعتاد أجسامهم على عدم الحركة، وبالتالي فإن نظام حياته يصبح بلا حركة مما يؤدي إلى بطء في metabolic rate.

 

توضح دكتورة رؤى نوح أن معدل الحرق قد يتأثر بالجلوس المستمر حتى وإن كان مرتفعًا لدى الشخص فإنه سيقل فتدريجيا، إذ نجد أن بعض المناطق تأثرت بالجلوس أو عدم الحركة وتحديدًا منطقة البطن لأنها أكثر منطقة تتركز فيها الدهون.

 

حالات مرضية
 

تشير استشارية التغذية إلى وجود بعض الحالات المرضية التي قد تؤثر على نسبة الحرق، مثل الهرمونات، الغدة الدرقية أو  Thyroid فعندما تقل ينخفض الحرق والعكس صحيح، وكذلك الأمر بالنسبة للغدة النخامية أو the pituitary gland.

 

تحليل الجينات
 

تؤكد دكتورة رؤى نوح استشارية التغذية أنه من الممكن تحديد نظام غذائي محدد عقب تحليل الأملاح المعدنية والفيتامينات في الجسم، من خلال جهاز so check، والذي يمكن من خلاله معرفة نسبة الـ Minerals أو Vitamins.

 

وتضيف: هذا مختلف عن تحليل الجينات التي كما ذكرنا تكون مرة واحدة في العمر، وكأني دخلت في جسم المريض لأتعرف من خلاله على أسباب الحرق أو عدم القدرة على الحرق، أو حاجته لنوعية محددة من الفيتامينات سواء a أو d أو c أو غيرهم، لأن هناك البعض  Fast metabolizers، وآخرون slow metabolizers، وهذا ما يجعل أيضًا استجابة الناس للأدوية مختلفة.

وفي النهاية مهما كانت جيناتنا مختلفة نحن بحاجة إلى توازن في الأكل.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر