"الحشاشين" يضفى حالة خاصة على الموسم الدرامي

الحشاشين الحشاشين
 
ذكي مكاوي
أضفى مسلسل "الحشاشين" حالة خاصة على الموسم الدرامي الرمضاني، سواء من خلال أحداثه ومحتواه الذى تميز به أو الصورة المبهرة التي ظهرت بها المشاهد، ما عكس مجهود جبار تم بذله من كل القائمين على مسلسل تم حفره في أذهان مشاهديه ليبقى لسنوات دليلاً على القوة الناعمة المصرية وانعكاساً لقدرتها على انتاج أضخم الأعمال التي لا تقل عن الأعمال العالمية في جودتها وإثارتها.
 
تقديم نجوم جدد للساحة
أبرز العمل نجوم جدد للساحة الفنية، بعدما تمكن المخرج بيتر ميمى من توظيفهم بالشكل الأمثل في الدور المناسب، فبعيداً عن النجوم الكبار الذين تعاونوا لإخراج تلك الملحمة الفنية من كريم عبد العزيز إلى فتحى عبد الوهاب وغيرهم من الأسماء الكبيرة برع نجوم جدد على الساحة بداية من الفنان أحمد عبد الوهاب في دور يحيى وسارة الشامى بدور نورهان، بالإضافة إلى مولد نجمة كبيرة من خلال أحداث العمل ممثلة في الفنانة ميرنا نور الدين عبر شخصية دنيا زاد زوجة حسن الصباح، والتي نالت إشادة كبيرة عن دورها بأحداث المسلسل.
 
كل ذلك بجانب الفنان سامى الشيخ في دور برزك أميد، والفنان أحمد يوسف الذى قدم دور صهبان صديق عمر الخيام باقتدار شديد، وهى المرة الثانية الذى يقدمه بيتر ميمى بصورة مميزة للجمهور بعدما تعاون معه بمسلسل "الاختيار" في جزأه الأول بدور القناص الذى قتل الشهيد أحمد منسى، ليعيد اكتشافه مرة أخرى ولكن عبر دور أكثر من حيث المساحة في شخصية صهبان ونقاشاته المميزة مع عمر الخيام طيلة الأحداث.
 
 
 
ديكورات وصورة مميزة بجانب عوالم مختلفة لأول مرة تجتمع بعمل واحد
 
ربما لم يظهر عمل واحد يجمع كل تلك العوالم المتواجدة فيه بمسلسل درامى واحد خلال السنوات الأخيرة إلى هذا الحد الذى تطرق له مسلسل "الحشاشين"، نظراً للحقبة الزمنية التي يتطرق لها والرحلة الجغرافية التي منحها صناع العمل اهتماماً خاصاً دون أي استسهال، فمن النظرة الأولى لسير الأمور نشاهد سمر قند بديكور وصورة مميزة تحسب لمهندس الديكور أحمد فايز ومدير التصوير حسين عسر مع المخرج بيتر ميمى بعدما تعاونوا جميعاً لجعل المشاهد يعيش تفاصيل وحكايات في رحلة زمنية وجغرافية لألف عام إلى الخلف مع مشاهد تعكس طبيعة الأحداث فمن ازدهار لدولة مثل سمرقند إلى أزمة في الشدة المستنصرية ودولة سلجوقية قوية مصاحب لها أحداث لا تقل أهمية إلى قلعة ألموت، مع مشاهد مميزة امتزج فيها الجرافيكس بالواقع بطريقة مبهرة خلقت معادلة بصرية مميزة مثلما ظهر بمشاهد ستبقى في الذاكرة طويلاً مثل مشهد كابوس حسن الصباح وغيرها من المشاهد.
 
القدرة على تنفيذ المعارك بمواصفات تضاهى الأعمال العالمية
 
دوماً كان الجمهور لديه تشوق لمشاهدة عمل مصري بمواصفات عالمية على مستوى تنفيذ مشاهد الأكشن خاصة بالحقب التاريخية التي تستدعى تنفيذ معارك ضخمة بأحداثها، وهو ما استطاع القائمون على العمل تنفيذه بصورة كبيرة تعكس اهتماماً خاصاً بأدق التفاصيل مثلما حصل خلال المعارك المميزة في الحلقات، ولعل أبرزها ما عرفت باسم معركة الليلة حينما استطاع حسن الصباح والحشاشين مباغتة السلاجقة وهزيمتهم شر هزيمة وسط صورة مبهرة استخدم فيها بيتر ميمى وصناع المسلسل تقنيات مميزة ولوحة مبهرة في الصورة جعلت المشاهد في قلب المعركة.
 
 
الخيال وامتزاجه بالتاريخ بأفضل صورة ممكنة
 
عملاً تلو الآخر يثبت المؤلف عبد الرحيم كمال أن لديه قدرة خاصة على تناول الحقب التاريخية واصطياد أهم ما فيها ليقدمه للجمهور في أفضل قالب ممكن مثلما فعل مع "شيخ العرب همام"، "الخواجة عبد القادر" وغيرها من الأعمال المميزة، ثم "الحشاشين" الذى انضم لقائمة أعماله المميزة ولكن تلك المرة مع اضفاء لمسة خاصة على صعيد الدراما التي تجعل المشاهد ينتظر كل حلقة بشغف، إذ استطاع تسلق حاجز التاريخ لدي المشاهدين ممن بات لديهم معرفة بما سيدور في إطار تاريخي،  فالكل يعلم أن حسن الصباح سيفقد ولديه في حياته إلا أن عبد الرحيم كمال استطاع توظيف الخيال بأفضل صورة بما منحه من حياة لشخوص مثل يحيى، زيد بن سيحون، بالإضافة إلى إظهار الشخصيات الثابتة تاريخياً بلمسة خاصة منحتهم روحاً مميزة بما فعله مع حسن الصباح وعائلته والإمام الغزالى ورحلته، مع عمر الخيام وشكوكه الدائمة التي وظفها بشكل مميز ليتعاونا معاً في إطار درامى مميز لكل حلقة.
 
ترجمة العمل أفضل مكافأة لصناعه على تفانيهم
 
ربما لا توجد هدية أو مكافأة لصناع مسلسل "الحشاشين" أفضل من تجاوزه حدود عالمه والوصول لعوالم مختلفة في روسيا، السويد، تركيا، إيران وغيرها من البلدان التي تلهفت لمشاهدة  العمل، ما يعكس أهمية المسلسل وحسن اختيار المتحدة له بعدما كسبت الرهان في تقديم عمل تاريخي وفرت به أهم عوامل النجاح ليخرج بتلك الصورة.
 
كريم عبد العزيز ونجوم العمل في أفضل صورة
كل ما سبق لم يكن ليتم بالصورة الأمثل حالة عدم تقديم نجومه شخصياتهم بأفضل شكل مع نجم بحجم كريم عبد العزيز استطاع تقديم دور حسن الصباح بشكل مميزة ومبهر للغاية، مستغلاً للكاريزما التى يتمتع بها، مع قدرة عالية على إجادة أصعب المشاهد بحرفية، بالإضافة إلى الفان أحمد عيد في دور زيد بن سيحون، وفتحى عبد الوهاب مع شخصية نظام الملك.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر