ضمن فعاليات المحور الفكري بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثامنة عشرة، شاركت الدكتورة نوران مهدي ببحث نوعي حول العلاقة بين التكنولوجيا والفن، من خلال ورقة بحثية حملت عنوان "مسرح الروبوت بين المركزية الإنسانية والاستنساخ الآلي"، استعرضت فيها تجربة المسرح الياباني، متوقفة عند مسرحية "سايونارا" للمؤلف والمخرج الياباني أورِيزا هيراتا.
"سايونارا"... تجربة مسرحية تكشف إنسانية الآلة
استهلت الدكتورة نوران مهدي الجلسة بعرض تحليلي لمسرحية "سايونارا"، وصرّحت قائلة:
"اخترت هذه المسرحية تحديدًا لما تحمله من خصوصية شديدة داخل السياق الثقافي الياباني، حيث تدور حول العلاقة بين فتاة وإنسان آلي شبيه بها، يسعى لامتلاك مشاعر مماثلة للمشاعر البشرية"، مشيرة إلى أن تلك العلاقة تقدم منظورًا فلسفيًا وإنسانيًا غير تقليدي.
وأضافت:
"المخرج الياباني هيراتا استخدم في مسرحه أنواعًا متعددة من الروبوتات، تختلف حسب الهدف الدرامي، ويُراعى عند تصميم كل روبوت أن يكون له بُعد إنساني يسمح بالتفاعل مع الممثل".
الروبوت بوصفه كائنًا دراميًا يحمل بصمة بشرية
وتابعت مهدي في ورقتها البحثية موضحة أن:الروبوت المستخدم في هذا العرض تم تغليفه بطبقة من المطاط تمنحه مرونة قريبة من الجسد البشري، كما تمت برمجته على القيام بحركات لا إرادية تولَّدت تلقائيًا بمجرد اقتراب البشر منه، بينما الحوار كان مسجلاً مسبقًا بصوت ممثلة حقيقية، مما يمثل عبئًا تقنيًا شديد التعقيد".
.jpeg)
نوران مهدي خلال فعاليات المحور الفكري بالمهرجان القومي للمسرح المصري (1)
.jpeg)
نوران مهدي خلال فعاليات المحور الفكري بالمهرجان القومي للمسرح المصري (2)
.jpeg)
نوران مهدي خلال فعاليات المحور الفكري بالمهرجان القومي للمسرح المصري (3)
.jpeg)
نوران مهدي خلال فعاليات المحور الفكري بالمهرجان القومي للمسرح المصري (4)
.jpeg)
نوران مهدي خلال فعاليات المحور الفكري بالمهرجان القومي للمسرح المصري (5)
الأسئلة الفلسفية: من يملك حق البقاء؟
واختتمت الدكتورة نوران مهدي مداخلتها بالتوقف أمام الأسئلة التي يثيرها العرض، حيث قالت:العرض يُثير تساؤلات حول هوية الروبوت ومصيره في العالم الحديث، متسائلة: لماذا نتخلص من الروبوتات القديمة لمجرد ظهور نسخ جديدة؟ وهل يمكننا اعتبارها كائنات لها حق البقاء؟"، مشددة على أن هذه العروض تفتح مساحات للتأمل في طبيعة العلاقة المعقدة بين الإنسان والآلة.