قبل حرب أكتوبر بساعات..كيف أشعل السادات الخلاف بين جولدمائير وموشى ديان

السادات وجولدا مائير وموشى ديان السادات وجولدا مائير وموشى ديان
 
زكى مكاوى

غداً يمر 44 عاما على نصر أكتوبر المجيد الذى استعاد فيه الجيش المصرى هيبته فى يوم من أيام التاريخ الذى سيظل طويلاً محفوراً فى ذاكرة البشرية التى شهدت فيه بإمكانية المقاتل المصرى الذى لم يتقبل فكرة نكسة 67، وثار بعد 6 سنوات فقط لاستعادة الأرض من العدو الإسرائيلى وقتها.

 

حرب اكتوبر
 

 

ولكن ورغم مرور 44 عاما على حرب أكتوبر إلا أن خزائن وكواليس تلك المعركة التى ستظل خالدة لا زالت مفتوحة وبطياتها الكثير من الأحداث التى نتعرض لإحداها فى السطور التالية، خاصة أن ما نسرده حصل مثل النهاردة فى الـ 5 من أكتوبر أى قبل المعركة بساعات فى وقت لم يتوقع فيه أحد باستثناء القادة أى اتجاه لشن الحرب ظهيرة اليوم التالى.

 

قادة حرب اكتوبر

 

ما حدث فى الـ 5 من أكتوبر ضمن خطة التمويه لإسرائيل هو قيام الحكومة المصرية بغلق المطارات وهو ما يعنى بالضرورة اتجاه مصر للحرب على إسرائيل لأن العادة جرت على اتخاذ تلك الخطوة قبل قرار الحرب مباشرة، وهو الأمر الذى دعا جولدمائير رابع رئيس وزراء لـ إسرائيل بالانتفاض فى مساء 5 أكتوبر بمجرد علمها بالأمر والاتصال بوزير الدفاع موشى ديان لتوبخه كما جاء فى كتاب ديان نفسه الذى تحدث عنه الكاتب الراحل على السمان بمذكراته، وذكر أن جولدمائير كانت على قناعة تامة بأن المصريين بصدد اتخاذ خطوة الحرب قريباً عكس قيادات جيشها الذين آمنوا بأن الجيش المصرى لن يتحرك مطلقاً لاستحالة الأمر بسبب قوة الجيش الإسرائيلى ومناعة خط بارليف.

 

22251110_10213994128144369_1020319006_o
 
محرر عين مع المفكر الراحل على السمان الذى شغل منصب مستشار الاعلام الخارجى للرئيس وقت حرب اكتوبر
 
جولدمائير وموشى ديان
                             جولدمائير وموشى ديان

 

موشى ديان ذكر أيضاً فى كتابه أن تلك لم تكن المرة الأولى التى تكشف فيها رئيسة الوزراء الإسرائيلية عن مشاعرها تجاه الحكومة المصرية التى آمنت بأنها لن تترك النكسة تمر مرور الكرام وعاجلاً أو آجلاً ستتحرك لرد الضربة، بينما رآى ديان أن الرئيس السادات لن يتخذ تلك الخطوة نهائياً ولكنه سيظل يقوم ببعض المناوشات لتهدئة شعبه من وقت لآخر وهو الأمر الذى كان بمثابة قضية خلاف دائمة بين الثنائى جولدمائير وديان حتى ظهر جلياً فى الـ 5 من أكتوبر عام 1973 حين اعترض ديان على كلام رئيسة الحكومة، وأكد لها أن تلك مناورة من السادات بينما صممت هى أن إغلاق المطار جاء بهدف إعلان للطوارئ فى مصر استعداداً لتحرك عسكرى مصرى بعد ساعات، وما هى إلا ساعات مرت وسط ترقب من الثنائى مائير وديان حتى اكتشف الأخير أنه على حق فى أن السادات يناور شعبه فقط بتلك الحركة لأن مطار القاهرة تحديداً أعيد فتحه فى الـ 9 صباحاً فى اليوم التالى 6 أكتوبر وتم إطلاق الرحلات منه، ليتصل بجولدمائير ويطلب منها الثقة فيما يأكده له لأن كل ما لديه من معلومات تدل على عدم وجود أى نية من الإدارة فى مصر لإعلان الحرب.

 

موشى ديان
   موشى ديان كان واثق تماماً لحد الغرور من استحالة اتخاذ العرب خطوة الحرب

 

أعصاب جولدمائير هدأت وإن كانت لم تطمئن لكلام وزير دفاعها بخصوص عدم نية مصر فى الحرب، إلا أنها اطمأنت على الأقل أن موعد الحرب لن يكون اليوم لأنه لا توجد أى بلد فى العالم سبق واتخذت خطوة الحرب وسماءها مفتوحة للطائرات بعد تشغيل المطار مرة أخرى، ولكن السيدة الأقوى فى تاريخ إسرائيل والملقبة بـ أم إسرائيل الحديثة وجدت نفسها بعد 5 ساعات فقط أمام أخطر خبر سمعته بحياتها حين هاجمت القوات المصرية العدو الإسرائيلى فى تمام الساعة 2 ظهراً.

 

السادات وموشى ديان
                              السادات وموشى ديان
 
جولدا مائير بعد علمها بخسائرهم عقب حرب اكتوبر
            جولدا مائير بعد علمها بخسائرهم عقب حرب اكتوبر

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر