فيديو.. ابتهالات وأغانٍ نادرة لـ«قيثارة السماء» الشيخ محمد رفعت

الشيخ محمد رفعت والموسيقار محمد عبدالوهاب الشيخ محمد رفعت والموسيقار محمد عبدالوهاب
 
إيناس كمال

من الأصوات النادرة فى جمالها، لُقب فى عصره بـ"قيثارة السماء"، هو الشيخ محمد رفعت، أحد المحظوظين والسيئ الحظ فى آن واحد، فقد وهبه الله حنجرة ملائكية وأنفاسا طويلة وسرعة حفظ وترتيل وتجويد وتعلم للمقامات الموسيقية، إلا أن سوء حظه تجلى فى أنه فقد البصر فى الثانية من عمره ومات بسرطان الحنجرة فى يوم ميلاده 9 مايو (1882- 1950).

تولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحى السيدة زينب سنة 1918م وهو فى الخامسة عشر، فبلغ شهرة ونال محبة الناس، وافتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934م، ولما سمعت الإذاعة البريطانية بى بى سى العربية صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتى الإمام المراغى فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام، فسجل لهم سورة مريم.

كان منزل الشيخ رفعت منتدى ثقافيًّا وأدبيًّا وفنيًّا حيث ربطته صداقة قوية بمحمد عبد الوهاب الذى كان يحرص على قضاء أغلب سهراته فى منزل الشيخ بالسيدة زينب، وكثيرًا ما كانت تضم هذه الجلسات أعلام الموسيقى والفن وكان الشيخ يُغنى لهم بصوته الرخيم الجميل قصائد كثيرة منها: "أراك عصى الدمع" أما عبدالوهاب فكان يجلس بالقرب منه فى خشوع وتبتل وتدور بينهما حوارات ومناقشات حول أعلام الموسيقى العالمية.

كان الشيخ رفعت يعشق الموسيقى لذلك أصر على أن يدرسها ليهذب إحساسه وقد قام فعلا بأداء بعض القصائد فى محطات الإذاعة الأهلية مثل (أراك عصى الدمع) و(حقك أنت المنى).

كان محبو الشيخ رفعت من الفنانين كثيرين ومنهم زكريا أحمد وأم كلثوم وليلى مراد ولكن يبقى عبد الوهاب هو الأقرب إلى قلب الشيخ وكان الشيخ يستمع إلى بيتهوفن وموزارت وفاجنر باستمتاع وفى جلساته الخاصة كان يعزف على العود ببراعة.

عبدالوهاب وصف صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكى يأتى من السماء لأول مرة.. وسئُل الكاتب الكبير محمود السعدنى عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال: "كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ".

صوت الشيخ محمد رفعت كان أحد الركائز الأساسية الرمضانية التى تنطلق بها الإذاعة ليس فى مصر وحدها بل فى عدد من عواصم العالم العربى والغربى، مقدما بصوته القرآن والابتهالات والتواشيح النادرة.

 
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر