أحمد إسماعيل يكتب: من زرع حب مصر.. حصد محمد صلاح

محمد صلاح محمد صلاح
 

فى الوقت الذى ينشغل فيه الفنانون والفنانات فى المثيل من أجل المال، وزيادة ثرواتهم، بغض النظر عن مضمون ومحتوى أعمالهم، التى قد تتعارض مع القيم والعادات والتقاليد الأصيلة التى تربينا عليها ،بل وقد تهدمها وتقوضها وتزرع مكانها قيم غريبة علينا، يبقى"محمد صلاح" هو الأسم الأكثر شهرة فى مصر والعالم حاليا، صلاح أصبح فخرا للعالم كله، الجميع فى مصر كبير، صغير، شاب، فتاة، يفهم فى الكرة أم لا، الجميع الآن لم يعد من الممكن أن يترك مباراة برشلونة أو ريال مدريد، من أجل رؤية محمد صلاح فى الملعب.

الشوارع المصرية تعيش حالة من السكون أثناء تواجده داخل المستطيل الأخضر، وحينما يحرز هدفا يملأ الصراخ هذه الشوارع التى كانت تعيش حالة من الصمت، أصبح الأطفال حاليا يتمنون أن يرتدوا الـ"تى شيرت" الخاص به، الجميع الآن يتمنى أن يصبح أبناؤهم فى خلق محمد صلاح وهدوئه وشهرته العالمية التى أكتسبها فى وقت قليل بالعرق والجهد، وليس بالفهلوة والشهرة الكاذبة المزيفة.

محمد صلاح حتى الآن لا يخجل من السجود على أرض الملعب وأمام الآلاف بعد أن يحرز هدفا، صلاح هو الهداف التاريخى لـ"ليفربول" فى دورى أبطال أوربا، وهو هداف ليفربول هذا الموسم، هو النجم الأكثر بحثا على مواقع التواصل، وهو هدف كبرى الأندية مثل ريال مدريد ومانشستر سيتى وبرشلونة، الجميع يرغب فى التعاقد معهلأنهم يعرفون قدره وقيمته. أهم ما يميز محمد صلاح هو أنه مختلف عن غيره من المصريين الذين سبقوه فى الاحتراف، لأن هؤلاء اعتقدوا أن الاحتراف هو الغرور والبعد عن أى شئ، لكنهم فى النهاية سقطوا، عكس محمد صلاح المعروف بتواضعه الشديد، الذى شارك فى حملة للتحذير من مخاطر الإدمان ورفض الحصول على أى أموال مقابلها، وهو أيضا من قرر التبرع لمستشفى سرطان الأطفال بمبلغ وصل إلى 12 مليون جنيه مصرى، وهى أشياء لم يفعلها من قبل أى لاعب مصرى نال نصيبه من الاحتراف، ولا من أى فنان كبير يحصل على الملايين، ويصدع رؤسنا ليل نهار بالحديث عن القدوة والانتماء للوطن، وهو وغيره من الفنانين لا يفعلون لهذا الوطن أو ناسه مثل ما فعله محمد صلاح، رغم أن الجمهور هو سر نجوميتهم ومصدر الأموال التى تملأ أرصدتهم فى بنوك مصر والخارج.

أرجو من كل فنان وفنانة مصرية أن يتعلموا من محمد صلاح قيمة الوطن، وماذا يعنى الولاء والانتماء، وما قيمة التمسك بالقيم والأخلاق، والتمسك بتعاليم الإسلام،فهو دائم السجود بعد كل هدف يسجله، ولا يخشى فى الله لومة لائم، هذا هو القدوة التى نريد أن يحتذى به كل شبابنا، وليس ما يفعله نجوم الفن، وما يقدمونه من أفلام لا قيمة فيها ولا هدف، سوى كسب الملايين، التى تعنيهم من الفن، الذى أصبح وسيلة للثراء، وليس رسالة.

أتمنى من الجميع أن يعلموا أبناءهم بأن محمد صلاح خير قدوة لهم، صلاح متدين يحب وطنه لا يتوانى عن خدمته، ولا يرفض خدمة أحد، ومستعد لبذل المزيد من الجهد والتعب والكفاح والأموال لكى يؤكد أن المصرى من الممكن أن يكون قدوة لكل العالم.

الفرعون المصرى كان هو حديث كل الصحف العالمية بعد مباراته الأخيرة أمام مانشتسر سيتى حيث جاءت العناوين كالتالي: ديلى ميل "صلاح يسجل وأحلام سيتى تتبخر"، ميرور "مو أفضل من الزرق"، جارديان "صلاح المنقذ"، ديلى ستار "ليفربول ينهى حلم سيتي"، مترو "صلاح يطيح بمانشستر"، إكسبريس "مو الجبار يخرس سيتي".


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر